السبت، 14 مايو 2016

Captain America: Civil War

بطاقة الفيلم:
النوع: حركة، مغامرة، خيال
إخراج: Anthony RussoJoe Russo
كتابة: Christopher MarkusStephen McFeely
الطاقم التمثيلي: Chris Evans, Robert Downy Jr, Scarlet Johansson, Sebastian Stan, Jeremy Runner, Don Cheadle, Anthony Mackie, Paul Bettany
مدة الفيلم: 147 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 6 مايو 2016
ميزانية الإنتاج: 250 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 408,080,554.00 $
الإعلان الدعائي

لاشك أن الملاحظ لإنتاجات استوديوهات مارفل منذ 2008 بدايةً من فيلم The Incredible Hulk فإن هناك قوة في بناء عالم أبطالها وربط قصص أفلامهم ببعضها البعض وبل حتى نضج في محاولة تكوين شخوص أبطالها والحس الكوميدي الذي تحويه أفلامها والمؤثرات البصرية الممتازة وهذه كلها مميزات تجعل من مارفل لها اليد العليا على منافستها شركة DC والتي على الرغم من أنها تملك حقوق أكثر بطلين شعبية باتمان وسوبرمان، إلا أنها لم تستطع بناء عالمها الخاص بنفس الامتيازات. مع تفاوت في مستوى أفلام مارفل السابقة إلا أنها وصلت للذروة في هذا الفيلم الذي يمثل رقم 13 واستطاعت أن تقدم وجبة سينمائية ممتعة.

قصة الفيلم هي أن العالم بقيادة الحكومة الأمريكية قرر بوضع فرقة Avengers أو المنتقمون تحت بند المراقبة لأعمالهم بعد الخراب الذي خلفوه حول العالم في سبيل تصديهم لقوى الشر ليسبب هذا القرار الانقسام للمنتقمين إلى قسمين بقيادة كابتن أمريكا والرجل الحديدي. ومن هنا يبدأ الصراع بين أبطال مارفل تدريجيًا حتى يصل إلى ما يسمى في عنوان الفيلم بالحرب الأهلية. وهنا تكمن أول نقاط قوة الفيلم وأبرزها وهو النص الذي لا يشعرك أن انقسام الرأي بينهم أدى إلى الحرب مباشرة وإنما كانت تلك الشرارة التي بنيت عليها التراكمات التالية والمصالح الشخصية لبعضهم التي جعلته يتخذ أحد الجانبين في الحرب. ويجعل هذا الصراع المشاهد يتعاطف مع الحالة التي تمر بها الشخصيات في عدم الرغبة في الانقسام وأيهما على جانب الصواب.  النقطة الثانية التي أعجبتني في الفيلم هي انضمام ودخول شخصية جديدة من عالم مارفل كانت إضافتها ممتازة وهي شخصية النمر الأسود زادت من حدة الصراع  وإثارته وجعلني أرغب أن أعرف عن هذه الشخصية أكثر وفي انتظار فيلمها المستقل عام 2018. النقطة الثالثة هي كانت ظهور شخصية سبايدرمان لبطلها الجديد الشاب توم هولاند وكان ظهور خفيف الظل قد يحمل معه الكثير لأول أفلامه الفردية عام 2017. أخيرًا فإن مشاهد المطاردة والقتال والحرب كانت كلها تجعلك في حالة انتباه حتى نهاية الفيلم. ولاشك أن الأمر يرجع في ذلك إلى إسناد إخراج الفيلم للأخوين أنتوني وجو روسو الذي كان قرارًا صائبًا بعدما نجحا في الارتقاء على مستوى الإخراج في الجزء الثاني من كابتن أمريكا. ومازلنا ننتظر القادم لمارفل.

الثلاثاء، 10 مايو 2016

Batman v Superman: Dawn of Justice

بطاقة الفيلم:
النوع: حركة، مغامرة، خيال علمي.
إخراج: Zack Snyder
كتابة: Chris Terrio, David S. Goyer
الطاقم التمثيلي: Ben Affleck, Henry Cavill, Amy Adams, Jesse Eisenberg, Jeremy Irons, Gal Gadot مدة الفيلم: 151 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 25 مارس 2016

ميزانية الإنتاج: 250 مليون دولار

أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 330,249,062$

Batman, Superman & Wonder-Woman
ملحوظة: الكتابة التي بالخط الأحمر قد يكون بها حرق للأحداث لمن لم يشاهد الفيلم

لاشك أن اللقاء الذي كان مرتقبًا بشدة بين باتمان وسوبرمان هو أحد أهم الأفلام المنتظرة هذا العام 2016 وبل قد يكون الأول على القائمة لدى البعض. هو باختصار لقاء بين أشهر وأهم قطبين منذ عقود في عالم الكوميكس (القصص المصورة) في فيلم يلبي شغف محبي الشخصيتين يجمعهما أول مرة على الشاشة السينمائية. المشروع جاء بعد أن أعادت شركةDC Comics  - والتي تملك حقوق الشخصيتين - مع استوديوهات Warner Brothers شخصية سوبرمان إلى الواجهة في فيلم Man of Steel عام 2012 والذي تباينت حوله الآراء. منذ الإعلان عن المشروع عام 2013 وهو تحت المجهر بشكل مكثف وكان هناك سؤال أساسي ورئيسي ينتظر الجمهور إجابته بفارغ الصبر وهو من سيقوم بشخصية باتمان بعد أن تنحى عنها النجم كريستيان بيل بانتهاء ثلاثية فارس الظلام مع المخرج الكبير كريستوفر نولان. وكان الجواب الصادم لي وللجميع هو الممثل والمخرج بين أفليك. الاختيار سبب حالة جدل غير طبيعية لدى محبي الشخصية الأيقونية والذي اعتبره شخصيًا أحد أبرز مواطن الجدل التي حدثت في هوليود على مدار متابعتي ومشاهدتي لأفلامها منذ سنوات عديدة. حتى وصل أن استوديوهات Warner Brothers حذرت شخصيًا بين أفليك وطلبت منه بعدم الدخول على الانترنت حتى لا يتعرض إلى الصدمة من ردات الفعل السلبية على اختياره. ولكن أفليك تجاوز هذا التحذير وبمجرد دخوله وقراءته لأول ردة فعل بعنوان
 "Affleck as Batman? NOOOOOOOOO!"
حتى توقف عن البحث وراء أخبار اختياره. واستمر الجدل عندما تم الإعلان عن اسم الممثل الشاب جيسي إيزنبيرج نجم فيلم (The Social Network) عن قيامه بدور لوثر العدو اللدود والأزلي لسوبرمان نظرًا لعدم دلالة ملامحه وقصر قامته على القيام بهذه الشخصية.

الأمر الذي زاد في ترقب الفيلم هو أن استوديوهات DC Comics أعلنت أن هذا الفيلم سيكون بمثابة حجر الأساس لبناء عالم أبطالها الخارقين وإنتاج أفلام لهم وربطها ببعضها ليتم جمعهم في فيلم كبير (The Justice League) كما هو حال منافستها Marvel التي انتهت بجمع أبطالها الخارقين في فيلم The Avengers في جزأين وما زالت تحصد النجاح تلو الآخر بإنتاجاتها مما أشعل سوق المنافسة بين قطبي عالم الكوميكس.

قصة الفيلم في النزاع بين البطلين تبدأ من مشهد القتال نهاية فيلم Man of Steel بين سوبرمان وزود. وفي زخم هذه المعركة، يظهر بروس واين ليشهد دمار شركته وأجزاء كبيرة من مدينة متروبوليس والأرواح التي ذهبت نتيجة هذه المعركة ويحاول إنقاذ من يمكن إنقاذه ليقرر بعدها أن وجود شخص غريب مثل سوبرمان بقدراته الخارقة على كوكب الأرض يشكل خطر على الجنس البشري ويجب القضاء عليه. في المقابل يبدأ سوبرمان في مواجهة ردات الفعل المختلفة للمجتمع المدني ما بين مؤيد ومحب لوجوده نظير مساعدته للبشرية وما بين معارض ومن يروا أن وجوده مجلب للكوارث.

هنري كافيل في شخصية سوبرمان
المشهد الذي اختار المخرج زاك سنايدر افتتاح فيلمه به – مع عرض أسماء كادر العمل - هو مقتل والدي بروس وفي الحقيقة أن هذا المشهد يتم دائًما استحضاره تقريبًا في كل فيلم لباتمان على الرغم من معرفة الكثير من عشاق البطل الخارق به والسبب في ذلك أنه يشكل الذنب الذي يدفع الشخصية لنقطة التحول التي جعلته على ما هو عليه رمزًا لمحاربة الجريمة وهذا كلام كله معروف ولا غبار عليه. ولكن النقطة الأهم في هذا الفيلم هو أن كاتب القصة جعل هذه الحادثة بمثابة الوقود للشخصية وجميع المشاعر المبنية عليها طيلة فترات الفيلم. ونرى كثير من أحاديث بروس ومبادئه مستمدة من والده وإرث عائلته. على العكس تمامًا من باتمان النولان الذي تجاوز هذه الحادثة في الجزء الأول ليمر بأحداث أخرى تسببت في صعود وهبوط الشخصية نفسيًا على مدار الثلاثية. ويظهر لنا الفيلم شخصية بروس واين متقدمة في السن وقد خط الشيب في رأسها وحارب الجريمة على مدار 20 عام بطريقته الخاصة التي تعتمد على التخفي في أستار الليل والانقضاء على خصومه في صمت. ومن الصعب عليه تقبل فكرة أن شخصًا آخر يقوم بمحاربة الجريمة بطريقة مختلفة وتتسبب في أضرار جسيمة مما يجعله يرى عالمه الخاص يتهاوى. وهذا ما يجعل شخصية بروس تشعر بالعجز وينزلق تدريجيًا في استخدام أسلوب أعنف لنيل ما يريد من خصومه كردة فعل وتعويض عن خوفه من أن يشكل شخصًا آخر رمزًا لمساعدة الناس ومكافحة الجريمة ويحتل مكانته. ومشكلة شخصية باتمان كما يصفها بروس أنها لطالما عانت مع الشخصيات غريبة الأطوار في رداء المهرجين وعلى رأسها الجوكر والآن سوبرمان لا يخرج في منظوريها من هذا التصنيف.

على الجهة الأخرى فإن شخصية سوبرمان يصنع لها الكاتبين Chris Terrio و David S. Goyer صراعات على عدة أصعدة تتسبب في شعوره نفسيًا بالضعف وعدم الرغبة في وجوده. فالبعض يرى بتكريمه والآخر يرى بمحاكمته على ما خلفه من خراب وآلاف القتلى وأنه لابد أن يخضع للقوانين والسياسات البشرية لتقنين استخدام قدراته. فضلًا عن من قام بتوريطه في حادثتين مأسويتين لجعله غير مرغوب بين الناس. في المقابل لا يريد أن تتضرر حياة حبيبته الصحفية النشطة لويس المعروفة بارتباطها به ويريد أن يجعل من الصحيفة التي يعمل لها منبر لدعم قضايا الناس أمام رئيسه الذي يبحث عن عناوين الإثارة. وأخيرًا عليه مواجهة شخصين يرغبان في القضاء عليه وهما باتمان ولوثر.


جيسي إيزينبرج في شخصية لوثر

لاشك أن كاتبي الفيلم بالنسبة لي شخصيًا قاما بخلق بعد نفسي جيد لكلا الشخصيتين فضلًا عن ربط عالميهما معًا ونشأة نزاعهما. وبل حتى مشهد القتال بين باتمان وسوبرمان منطقي ومتكافئ يجمع ما بين استخدام سوبرنان لقوته وباتمان لذكائه. ولكن مع ذلك يبقى السؤال لماذا تسبب الفيلم في خيبة أمل لدى الكثيرين وأستطيع أن أقول شخصيًا عن نفسي أني خرجت من صالة السينما بشعور ليس فيه تمام الرضا عن مشاهدة فيلم بالوصف الذي كان في سطوري الأولى للموضوع. الإشكالية التي يعانيها الفيلم هي بالضبط التي وجدتها في فيلم سوبرمان Man of Steel الذي كان من نفس المخرج زاك سنايدر وكاتب النص David S. Goyer ملخصه هو فيلم نصفه الأول جيد ونصفه الثاني غير مقنع. بداية جيدة في نسج خيوط القصة ومن ثم خاتمة ضعيفة في نقضها. اهتمام بتكوين الجانب النفسي للشخصيات وإهمال في منطقية الأحداث المحيطة بها وترابطها مما يجعلك تشعر بوجود ثغرات في النص. 

فحلم بروس أثناء فك شفرة البيانات التي آخذها من لوثر لم يكن له أي داعي ومحاولة إقحام شخصية شريكه روبن من ماضيه بشكل رمزي لم تكن موفقة. وتقف أمام الصدفة التي جعلت لوثر يكتشف الحجر الكريبتوني من قلب المحيط الهندي. أما النقطة الأكثر ضعفًا هو عندما انتهى الصراع بين باتمان وسوبرمان على أصداء اسم مكارثا وهو اسم المشترك لوالدتيهما، فانتهاء الصراع بينهما بهذا الشكل كان ركيك. ومرة أخرى الجرافيكس والمعركة النهائية لم تنل إعجابي بشكل كبير كما كان الحال في المعركة الآخيرة من فيلم Man of Steel وقد يكون جزء من جانب الشعور بعدم الرضا هو عدم قدرتي على عدم تقبل تداخل شخصية باتمان في عالم غاية في الفانتازية.

شخصية Wonder Woman المقاتلة الأمازونية وهي أحد أبطال DC Comics الخارقين لم تشكل إضافتها ذلك الثقل في الفيلم، وفي الحقيقة لا أتوقع أنه كان في الإمكان أن تنفرد بمساحة واسعة في ظل فيلم يتحدث عن باتمان وسوبرمان وإنما مبررها الدرامي في الفيلم هو الدور الذي لعبته في المعركة الأخيرة مع باتمان وسوبرمان ضد الوحش فضلًا عن مد خيط يجمع الثلاثة سوية تمهيدًا للفيلم الجماعي (The Justice League). على أنه سوف يكون هناك فيلم خاص بشخصيتها سوف يصدر العام القادم 2017.

بن أفليك في شخصية باتمان
نأتي هنا للطاقم التمثيلي ولن أتحدث هنا عن أداء هنري كافيل لشخصية سوبرمان وإيمي آدامز لشخصية لويس، فكلاهما قاما بما ينبغي دون زيادة أو نقصان فلا شيء يدعو للإبهار. ولكن الأهم في هذا الجانب هو أداء بين أفليك. لطالما كان بين أفليك ممثل عادي لدى الكثير من متابعي السينما وبل حتى قد داخل أوساطها. فلا عجب كان الجدل على اختياره وخاصة مع سابق تجربته التي فشلت فشلًا ذريعًا في أداء شخصية بطل خارق في فيلم Daredevil عام 2003. في مقابل أنه مخرج موهوب يسير في خطى ثابتة وارتقاء في أفلامه الثلاثة التي أخرجها إلى الآن وحصل من خلال الأخير Argo على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم. بين أفليك يبدو أنه يعي جيدًا حجم اختياره وردات الفعل على أدائه. ويدرك جيدًا الإرث الثقيل الذي خلفه له كريستيان بيل له في أداء الشخصية. بين أفليك قام بالمهم بالنسبة لي وهو أنه جعلني لا أفكر بمقارنته بباتمان كريستيان بيل وهذا بالتأكيد يرجع إلى تداخل الشخصية في عالم جديد ونزعة الغضب الداخلي المصاحبة لها طيلة الفيلم والتي قام أفليك بانعكاسها بشكل ممتاز. وجعل من نفسه شخصية مناسبة للرجل الثري الوسيم الذي يعيش حياة مزدوجة. قرار Warner Brothers بإنتاج فيلم لشخصية باتمان من بطولة وإخراج أفليك هو قرار جيد ويستحق فرصة لينفرد بالشخصية في فيلم وحده لمحاولة خلق جلد جديد لها. كما أنه فرصة ممتازة لاختبار مدى براعته في إخراج مثل هذا النوع من الأفلام.

الأداء التمثيلي الثاني الهام الذي يجب أن أتحدث عنه هو جيسي إيزينبرج لشخصية الشرير لوثر. حتى أكون منصف فإني لا أعلم بجميع سمات الشخصية الموجودة في الكوميكس حتى أحكم بمدى مقاربته لها أو لا على أنها أكثر اتزانًا من الحالة التي كانت عليها في الفيلم. والملاحظ في أدائه هو الشخصية المضطربة عقليًا ونزوعه لمحاولة الأداء التي قام بها الراحل هيث ليدجير في شخصية الجوكر عام 2008 والتي تقف على حافة الجنون الغير متوقع أفعاله ومحاولة التفلسف في أفكاره مع دمجه لطريقة الكلام السريعة التي كان يؤديها لشخصية مؤسس الفيسبوك في فيلم The Social Network عام 2010 والتي ترشح عنها للأوسكار. وبصفة عامة قدم أداء لا بأس به. أخيرًا الممثل القدير جيرمي آيرونز أضاف لمسته الخاصة على شخصية خادم باتمان ألفريد بحضوره الذي تشعر أنه يملأ الشاشة بنبرة صوته المميزة وحرصه على أن لا تنجرف شخصية سيده بروس واين إلى حافة العنف.

في المجمل الفيلم كان جيد وليس بذلك السوء الذي يراه البعض من وجهة نظري. العلامة البارزة فيه هو أننا ننتظر باتمان جديد مع بين أفليك وفي نفس الوقت على القائمين على أفلام أبطال DC Comics القادمة التفكير في مخرج بديل ل زاك سنايدر الذي أيضًا سوف يخرج الجزء الأول من فيلم (The Justice League) وسوف يصدر العام القادم. فيكفيه ثلاث تجارب كبيرة وكذلك الحاجة إلى كُتاب أكثر قوة في صياغة النص. فيلم باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة، هو عنوان الفيلم ولاشك أن شركة DC Comics أرادت أن يكون فجرًا جديدًا أيضًا لسلسة أبطالها الخارقين حتى تستطيع اللحاق بركب النجاح الذي تعيشه Marvel ولكن على ما يبدو أنها يجب أن تعيد حساباتها إذا ما أرادت الاستمرار في منافستها على كعكة شباك التذاكر.