السبت، 26 أغسطس 2017

Dunkirk

بطاقة الفيلم:

النوع: دراما، تاريخ، حركة، إثارة
إخراج: Christopher Nolan
كتابة: Christopher Nolan
الطاقم التمثيلي: Tom Hardy, Cillian Murphy, Mark Rylance, Kenneth Branagh, Harry Styles
مدة الفيلم: 107 دقائق
تاريخ الإطلاق: 21 يوليو 2017
ميزانية الإنتاج: 100 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 165,422,464$ مليون دولار إلى الآن
الإعلان الدعائي

القصة وأهميتها

الفيلم الأكثر انتظارًا بالنسبة لي هذا العام وللكثير من عشاق السينما وليس السبب فقط هو إمضاء صاحبه كريستوفر نولان ككاتب ومخرج معًا. وإنما تجربته الأولى في صناعة فيلم حربي ليستكمل نولان تنوعه وخوضه لعوالم مختلفة في أفلامه. عندما تم الإعلان في عام 2015 أن كريستوفر نولان عائد بفيلم حربي عن موقعة Dunkirk انتابني الفضول وبحثت عن وصف بسيط لها دون حرق لتفاصيلها حتى أشهادها في الفيلم فوجدت القصة باختصار عن كما يعرف معجزة إخلاء جيش الحلفاء (البريطانيين والفرنسيين) والذي يقدر 400 ألف جندي من الحصار الذي تم تطويقه عليهم في مدينة دنكرك الفرنسية من قبل القوات النازية. عملية الإخلاء لغالبية الجنود كانت تعتبر بمثابة انتصار عظيم يتم تداوله في التاريخ البريطاني على الرغم أنها بالمقاييس العسكرية كانت بمثابة الذل لقوات الحلفاء وتلقوا فيها الكثير من الخسائر. قصة كما ذكر نولان أنه لطالما أراد أن يخرجها لأنها لم تعطى حقها في السينما رغم أنها تعني الكثير بالنسبة للبريطانيين وبمثابة نقطة تحول في الحرب ولكنها كانت تحتاج إلى ميزانية أمريكية لصناعة فيلم عنها. بالتالي نحن أمام قصة معروفة سلفًا نتيجتها وما سوف تؤول إليه ولكن يبقى عامل السرد لها والاهتمام بالتفاصيل وعناصر الإثارة هي ما كان على نولان أن يعمل عليه.

عامل السرد

في عامل السرد للأحداث، نولان اختار أن يقسم مسرح أحداث فيلمه في ثلاث أماكن مختلفة وهي المرفأ الموجود في مدينة دنكرك لإخلاء الجنود في ظل قصف الطائرات النازية لهم على الشاطئ والسفن التي تأتي لإخلائهم وأحداثه تتم خلال أسبوع واحد. المكان الثاني في عرض البحر عندما يقرر رجل وصحبة ابنه وشاب آخر أن يذهبوا بقاربهم الصغير لمساعدة الجنود في دنكرك وتقديم المعونات لهم وأحداثه تتم خلال يوم واحد. وأخيرًا أجواء السماء بين طائرات بريطانية ونازية وأحداثها تتم في ساعة واحدة. قرر نولان أن يستعرض مشاهد الثلاث أماكن بطريقة مبعثرة قليلًا على الرغم من ترابطها تاركًا للمشاهد القيام بطريقة ترتيب قطع الأحجية. قرار كان ممتاز وبالتأكيد الأنسب الذي كان على النولان أن يتوجه له حتى يشعر المشاهد بتقاطع الأحداث في هذه الأماكن الثلاثة بفتراتها الزمنية المختلفة على الرغم أن المشاهد قد يتيه معها في البداية ولكنها تستدعي كامل تركيزه لمشاهدة الفيلم.

الركيزة الأساسية للعمل

السمة الأبرز في هذا العمل هو أنه بصري بامتياز في تفاصيله وعناصر إثارته. نولان يعتمد على الصورة بأقل قدر من الحوارات اللازمة في إيصال تجربة الجنود للخروج من المأزق وإثراء بيئة الفيلم بأكبر قدر من الواقعية عن طريق استخدام سفن وطائرات حقيقية واعتماد على المؤثرات البصرية العملية أثناء تصوير الفيلم كعادته حتى في أفلامه السابقة. نولان يستدعي الصمت في أول مشاهد فيلمه ويستعرض هول الحصار دون أي حوار عن طريق عنوان في إحدى المنشورات المتطايرة حول بعض جنود الحلفاء الذين يسيروا داخل مدينة دنكرك وحالتهم في البحث عن الماء أو حتى أعقاب سجائر. ولا يكسر الصمت إلا بداية طلقات الرصاص وهروب أحد الجنود إلى الشاطئ حتى نرى نشهد مهيب لتجمع جنود الحلفاء على شاطئ دنكرك تمهيدًا لمحاولة الإخلاء. ولا عجب أن كريستوفر نولان ذكر أنه شاهد العديد من الأفلام الصامتة حتى يتعلم ويصقل مهاراته في عمل فيلم على هذه السجية. وبين أحداث القتال في السماء وغرق السفن وعمليات الإنقاذ التي تحدث في البحر والمرفأ، يأتي استعراض لبعض المشاعر الإنسانية الناتجة عن التجربة مثل اضطراب ما بعض الصدمة الذي يحدث لبعض جنود الحرب وغريزة البقاء بأي طريقة كانت وحتى في سبيل التضحية بالآخر والرغبة في العودة إلى الوطن. بل حتى الجدير بالذكر هو أن نولان لم يذكر الجيش الألماني أو النازي في الفيلم تقريبًا وإنما كان يشير إليه بالعدو دائمًا في سبيل توجيه تركيز المشاهد هي أن القصة في النهاية هي عن جنود يبحثون عن فرص الأمل والنجاة بغض النظر عن الطرف الآخر.

الطاقم التمثيلي

الفيلم لا يوجد به شخصية رئيسية تدور حولها الأحداث أو حتى مكتوبة بأبعاد مختلفة وعميقة وتقديم خاص بها. وشخصيًا لم أتعاطف مع إحداها بقدر تعاطفي الكبير مع الأحداث ككل والحالة التي كانت بها الشخصيات أثناء حوادث الغرق والقصف والإخلاء. المهمة الأساسية التي كانت على طاقم التمثيل هو إبراز ردات فعل الشخصيات وانعكاس تعابير وجهها في التفاعل مع الأحداث وهذا تم بامتياز وخاصة الممثل كينيث براناه والذي في كل مرة يسترعي انتباهي نظرات الرعب في عينه عند اقتراب الطائران النازية لقصف المرفأ. إلى جانب الممثل كينيث براناه فطاقم التمثيل يضم أسماء كبيرة وهي مارك ريلانس وتوم هاردي في ثالث تعاون مع النولان والذي لم يظهر وجهه طيلة الفيلم إلا في مشهدين بدايته ونهايته ولكن نولان اختاره بسبب قدرته التمثيلية خلف القناع مثل ما حدث في فيلمه The Dark Knight Rises في دور باين. والممثل سيليان ميرفي في خامس تعاون مع نولان وكانت شخصيته بالنسبة لي وما مرت به هي الأكثر تعاطفًا معها. ومع الأسماء الكبيرة يأتي طاقم من الممثلين الشباب والغير معروفين والوحيد الشهير منهم كان هاري ستايلز من فرقة One Direction والذي أثار اختياره الجدل مثل ما حدث عندما اختار نولان هيث ليدجير لشخصية الجوكر في فيلم The Dark Knight ولكن هاري قدم في النهاية أداء جيد بصحبة باقي الشباب.

الموسيقى التصويرية

الموسيقى التصويرية كأغلب أفلام النولان من تأليف العبقري هانز زيمر والتي دائمًا ما ترسخ في ذهني بعد مشاهدة الفيلم واستمع لها في انعزال عنه ولكنها على العكس في Dunkirk كانت خادمة أكثر لمشاهد الفيلم وموسومة بحالة التشنج والهلع المصاحبة للأحداث. وكانت تقريبًا على إيقاع واحد في أغلب أحداث الفيلم عدا نهايته مع اختلاف في وتيرة تصاعدها. وحتى أن موسيقى هانز زيمر في الإعلانات الدعائية لأفلام نولان السابقة تكون من أروع ما يكون ولكن الوضع لم يكن مماثل في حالة الإعلان الدعائي لفيلم Dunkirk.

أولية النولان

نولان يقدم فيلمه الروائي العاشر والأول له مبني على قصة حقيقية والأقصر من بين جميع أفلامه السابقة. وكانت أوليته القصوى وبطله في العمل هو الحدث نفسه ومن ذلك جاء التركيز والتكثيف على المستوى البصري للعمل من أجل إيصال أجواء الإخلاء من حصار دنكرك في ظل عدم وجود مشاهد عنيفة اعتدنا عليها في مثل هذه النوعية للأفلام وكان فيلم حربي مميز جدًا عن غيره من نفس الفئة. ولو وضعته شخصيًا في مقارنة مع أفضل فيلم حربي بالنسبة لي وهو رائعة سبيلبيرج Saving Private Ryan سوف يتضح الفرق في جوهر بناء كلا الفيلمين.

Beauty and the Beast

بطاقة الفيلم:
النوع: دراما، موسيقي، خيالي
إخراج: Bill Condon
كتابة: Stephen Chbosky, Evan Spiliotopoulos
الطاقم التمثيلي:  Emma WatsonDan StevensLuke Evans 
مدة الفيلم: 129 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 17 مارس 2017
ميزانية الإنتاج: 160 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 503,974,884$ 
الإعلان الدعائي

منذ عدة سنوات بدأت ديزني في إعادة إحياء كلاسيكيات أفلام الأنيميشن الخاصة بها والتي سطرت بها تاريخها الممتد وإرثها من الشخصيات الكرتونية والتي مازالت محبوبة لدى الكثير وتشكل عامل إنستولوجي لهم. وتتمثل عملية الإحياء هذه في إعادة إنتاج هذه الكلاسيكيات عن طريق الدمج بين كادر تمثيلي حقيقي والجرافيكس وتقنية التقاط الحركة (Motion Capture).

قرار ديزني هذا بحد ذاته محل جدل وذلك لأن البعض يرى أن ديزني تريد أن تؤمن لها سلسلة أفلام كما هو حال كثير من شركات الإنتاج تستطيع من خلالها خلق عوائد مادية كبيرة على مدار عدة سنوات قد تمتد لما فوق العقد وقد يؤدي في نفس الوقت ذلك إلى إفساد الصور الجميلة عن كلاسيكياتها. وفي الحقيقة مع غياب النصوص السينمائية الإبداعية وضعف أغلب نصوص الأفلام التي نراها والتي يتخللها أفلام حركة باهتة وأبطال خارقين بتفاوت مستواها الفني وإعادة صنع لكلاسيكيات سينمائية قديمة وبل حتى لأفلام غير أمريكية حديثة، فلا عجب أن ديزني فتحت هذا الباب وهو حق مشروع لها والعبرة بالنتائج. وقد مرت 7 سنوات تقريبًا على انطلاق باكورة هذه الأعمال بدايةً من Alice in Wonderland عام 2010، Mirror Mirror عام 2012، Maleficent عام 2014، Cinderella عام 2015، The Jungle Book عام 2016. نجد أن هذه الأعمال تتراوح في جودة ومستوى صناعتها ولكن وآخر هذه الكلاسيكيات لهذا العام هو فيلم Beauty and the Beast.

فيلم Beauty and the Beast ليس فقط أحد الأفلام المنتظرة بالنسبة لي هذا العام وإنما الكلاسيكية الوحيدة التي كنت انتظر إعادة إنتاجها بعد أن تم الإعلان عن ذلك لما يحمله فيلم الأنيميشن من أغاني واستعراضات كرتونية هي الأروع بالنسبة لي على مستوى أفلام ديزني. والفيلم بحد ذاته يحمل مكانة خاصة لشركة ديزني لأنه كان الفيلم الأول لها الذي يترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم وهنا لا أقصد قائمة أفضل فيلم أنيميشن وإنما أقصد خانة الأفلام الروائية.

الفيلم للآسف الشديد كان إعادة إحياء غير موفقة وباهتة بالنسبة لي لعدة أسباب. أولًا الفيلم لم يقدم أي جديد على صعيد معالجة القصة أو محاولة إضفاء تفسير منطقي لبعض الأحداث التي كانت في الأنيميشن وهذه كانت لتكون نقطة قوية لصالح الفيلم. النقطة الوحيدة الجديدة التي أضافها الفيلم هي سبب وفاة والدة بيل ولم تكن إضافة مهمة على صعيد النص أو جمالية الفيلم. وحتى مشهد الافتتاح لم يكن موفق في طريقة عرضه المختلفة عن فيلم الأنيميشن لا في إخراجه ولا تجسيده ولا الصوت الروائي الذي يحكي قصة تحول الأمير إلى وحش. ونفس الحديث ينطبق على المشهد الختامي عندما يعود الوحش إلى أمير. ثالثًا الشخصيات الكرتونية فقدت بريقها في هذا الفيلم ولم أشعر بها وأتحدث عن شخصيات رئيسية مثل جاستون بخبثه والذي لم يكن له أي موقف فيه حسن تعامل أو طيبة بعكس ما جاء في الفيلم، لافو بكوميديته، الوحش بتحولاته من الحزن والغضب واليأس إلى العطف والحب والرحمة. ولعل أفضل السيئين كان إيما واتسون. رابعًا الجرافيكس كان بالنسبة لي غير مبهر وغير إبداعي وأحيانًا تشعر أنه مجرد ملصقات موضوعة كخلفية للحدث. ولا يقارن بإعادتي الإنتاج التي قامت بها ديزني لفيلمي Alice in Wonderland و The Jungle Book، الأول ترشح لجائزة أفضل مؤثرات بصرية والثاني فاز بها عن استحقاق.

على الرغم أني شعرت بالاستياء على إعادة الإنتاج الباهتة أثناء مشاهدتي للفيلم وبالأخص في نصفه الأول ولكن ما جعلني أتناسى هذا الأمر واستمتع بباقي الفيلم هو عندما فقط دمجت نفسي مع أجواؤه الغنائية في نصفه الثاني. الفيلم حقق أرباح تجاوزت المليار دولار عالميًا ويبقى هذا العامل المشترك بين جميع الأفلام الأنيميشن الكلاسيكية التي قامت ديزني بإعادة إنتاجها وهي تحقيقها لعائدات مالية ضخمة .