بطاقة الفيلم:
النوع: دراما
إخراج: Kenneth Lonergan
كتابة: Kenneth Lonergan
| الطاقم التمثيلي: Casey Affleck, Michelle Williams, Kyle Chandler, Lucas Hedges مدة الفيلم: 137 دقيقة تاريخ الإطلاق: 16 ديسمبر 2016 ميزانية الإنتاج: 8.5 مليون دولار أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 47,614,786.00$ الإعلان الدعائي
لعل أحد أبرز عناوين العام هو أن شركة أمازون الشهيرة تصبح أول شركة خدمة بث يترشح فيلم من إنتاجها لجائزة الأوسكار. الفيلم عن قصة لي تشاندلر الذي يجد نفسه الوصي على ابن أخيه المراهق باتريك بعد وفاة أبيه في حين أنه شخصيًا يعاني من ظروف نفسية سيئة.
فيلمنا هو فيلم عميق في مضمونه وبسيط في طرحه ويتسم بالواقعية في أحداثه. فهو يتعامل مع حالة الفقدان التي تمر بها شخصيات الفيلم وما نتج عنها من مشاعر وردات فعل وقرارات بشكل واقعي ومؤثر بعيد عن التكلف. نبدأ الفيلم مع شخصية لي الذي يعمل في صيانة المنازل ومن ثم ننتقل معه إلى مدينة Manchester by the Sea حيث تلقى خبر وفاة أخيه ومن ثم الإجراءات الطبيعية من الدفن والميراث والوصية وبقاءه بجانب باتريك وفي هذه الأثناء نطرح على أنفسنا العديد من الأسئلة حول شخصية لي الكئيبة، قليلة الكلام وذات التعابير الباردة وغير واضحة المعالم ولحظة الغضب الممزوجة بالعنف وشكوى عملاؤه من طريقة تعامله معهم. وهذه هي أحد أبرز نقاط الفيلم من أنه يجعلك تطرح العديد من الأسئلة حول سمات هذه الشخصية وبطريقة سرد السيناريو يجيب عليها تدريجيًا عن طرق مشاهد الفلاش باك حتى تكتمل الصورة عنه بنهاية الساعة الأولى من الفيلم. ليبدأ الجزء الثاني في حالة الصراع مع باتريك وخيارات كل منهما تجاه حالة الفقدان والحياة التي يريد أن يعيشها لاحقًا. فباتريك يريد أن يبقى يعيش في نفس المدينة بين أصدقائه ومدرسته ورياضته وفرقته الموسيقية ويحتفظ بقارب أبيه، بينما لي يجد نفسه في البدأ ليست لديه الرغبة في أن يكون وصيًا عليه ومن ثم يريد أن يأخذه ويعيشا سويًا في المدينة التي يعمل بها. ولا أنكر أنه من الأفلام التي قد لا يستمتع بها كل شخص نتيجة إيقاعه ودراميته الواقعية.
النقطة البارزة الأخرى في الفيلم هو أداء الطاقم التمثيلي كايل تشاندلر وميشيل ويليامز التي ترشحت عن دورها كأفضل ممثلة مساعدة، لوكاس هيدجيز في دور باتريك والذي نال عنه ترشيح مستحق كأفضل ممثل مساعد. ولكن الحديث الأبرز يقع على عاتق الممثل كيسي أفليك والذي جسد شخصية لي. فهو ليست له لحظات انفجار كبيرة عديدة ولكن يستفزك ويجعلك تتساءل لماذا هو بارد هكذا حتى يبدأ الكشف عن غطاء مشاعره وحالته النفسية شيئًا فشيئًا حتى تفهم ما يمر به وأخيرًا تتعاطف مع حالة انكساره. كيسي أفليك يعطي درس في بساطة الأداء وقوة التأثير في نفس الوقت مجسدًا المعاناة التي يمر بها وكمية الألم الداخلي الذي يستهلكه وخير دليل على ذلك هو مشهد التحقيق معه في قسم الشرطة والذي شخصيًا اعتبره من أفضل مشاهد العام الماضي ممزوجة بموسيقى أوركسترا غاية في الروعة. أداء غير مستغرب أن حصل من خلاله على الأوسكار هذا العام في سنة كانت أقوى فئة تنافس بها هي أفضل ممثل رئيسي. الفيلم من كتابة وإخراج كينيث لونيرجان والمعروف ككاتب مسرحي وسبق أن ترشح للأوسكار أيضًا مرتين عن نص فيلمي You Can Count on Me عام 2000 وفيلم سكورسيزي الشهير Gangs of New York عام 2003. ولا أحتاج أتحدث عن جودة نصه في هذا الفيلم مع النقاط التي ذكرتها في السابق وعنايته بالتفاصيل ولكنه في ثالث تجربة إخراجية يقدم صورة تتسم بالصفاء والهدوء مع العديد من مشاهد البحر والسماء والثلوج ومشاهد ممزوجة بمقطوعات موسيقية كلاسيكية رائعة. الجدير بالذكر أن الفيلم كان من المفترض أن يكون من إخراج وتمثيل مات دامون ولكن نتيجة ازدحام جدول أعماله، اكتفى بدور المنتج وتنازل عن ذلك لصديق الطفولة كيسي أفليك وصديقه الآخر كينيث لونيرجان.
|

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق