بطاقة الفيلم:
النوع: دراما
إخراج: Martin Scorsese
كتابة: Martin Scorsese and Jay Cocks
| الطاقم التمثيلي: Andrew Garfield, Adam Driver and Liam Nesson مدة الفيلم: 161 دقيقة تاريخ الإطلاق: 13 يناير 2017 ميزانية الإنتاج: 46 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 7,036,885$
الإعلان الدعائي |
وأخيرًا عاد المخرج الكبير مارتن سكورسيزي بعد غياب ثلاث سنوات عن آخر أعماله
الرائعة The Wolf of Wall Street. هذه المرة سكورسيزي يعود
بالفيلم الذي لطالما أراد صناعته منذ عشرين عامًا عن الرواية التي تأثر بها وهي Silence ولكن المشروع تعرض لمشاكل إنتاجية عديدة وارتباط
سكورسيزي بمشاريع أخرى عطلت قيامه بإخراج الفيلم. سكورسيزي يخرج هذه المرة من
عباءة أفلام العصابات التي اشتهر بها والسيرالذاتية ليعود مرة أخرى لصناعة فيلم
عن الجانب الإيماني والديني وقد كان له تجربة سابقة عن فيلم The Last Temptation of Christ.
الفيلم يحكي عن قصة كاهنين رودريجز وجاربو يتخذا
القرار للسفر إلى اليابان من أجل البحث وإنقاذ مرشدهم الديني فريرا وينشرا
الكاثوليكية في ظل الاضطهاد الديني الذي تمارسه حكومة اليابان ضد معتنقي هذا
الدين. أحد الأمور الجيدة هو أن سكورسيزي لا يستدعي الكثير من المقدمات ويبدأ
فيلمه مباشرة باستعراض الجانب الوحشي من هذا الاضطهاد في مشاهد متفرقة وفي نفس
الوقت لا تحتاج شخصيتيه الرئيسية صياغة معقدة لدفعهم للقيام بمهمة شبه انتحارية
وهي أنهم يحطوا الرحال في اليابان والمخاطر المحفوفة بها بداية من اضطرارهم للتخفي
عن الأعين ويدعوا لدينهم بشكل سري وفي نفس الوقت عدم تعريض أتباعهم للهلاك أيضًا
نتيجة اعتناقهم لهذا الدين. وعلى الجانب الآخر فإنهم يبحثوا ولو عن خيط بسيط يدلهم
على حال ومكان مرشدهم. تتعقد الأمور لاحقًا عندما تشتد المراقبة
والاضطهاد على سكان القرية نتيجة الشك بوجود الكاهنين مما يضطر رودريجز وجاربو
للتفرق عن بعضهما لتشتيت الانتباه ويبدأ الفيلم التركيز على رودريجز وحده ورحلة
الاضطهاد والعذاب النفسي الذي يواجهه نتيجة الرغبة في إجباره شخصيًا على الارتداد
عن دينه علنًا ومرحلة الهبوط والصعود الإيماني والترنح ما بين الشك واليقين. شخصية
الفيلم والأحداث التي تمر بها تجعلها تطرح على لسانها الكثير من الأسئلة الإيمانية
والوجودية قد تمر على الكثير وقت المحن والمهالك بغض النظر عن الديانة ويصحب معها
الكثير من الحوارات القوية. وكثير هي الأفلام التي تستعرض العنصرية العرقية ولكل
القليل ما يتحدث عن العنصرية والاضطهاد الديني الذي بدأ منذ أزل التاريخ.
اختيار سكورسيزي للثلاثي الرئيسي في طاقم عمله كان
موفق وعلى رأسهم أندرو جارفيلد (رودريجز) الذي اعتبره بأدائه في هذا الفيلم وفيلم
ميل جيبسون Hacksaw Ridge نجم العام وكان لابد أن يستحق الترشيح للأوسكار عن
مجهوده وقد حصل عليه عن دوره في الفيلم الثاني. لاشك أن المصادفة لعبت دورًا
كبيرًا وممتازً في المفارقة التالية وهي أن كلا دوري أندرو جارفيلد مرتبطة
ومستندة على شخصية ذات عمق ديني وتجربة إيمانية. وفي كلاهما
استطاع أندرو أن يجسد تقلب في مشاعر هذه الشخصية نتيجة تمسكها بمبادئها وما تؤمن
به مقابل ما تلقاه من نكيل. لاشك أن أندرو جارفيلد إن استمر على هذا النهج في
اختياراته الموفقة وأداءه الممتاز فسوف يصبح من أبرز الممثلين على الساحة.
أما الممثل الآخر فهو آدم درايفر الذي لعب دورًا ممتاز في هذا
الفيلم واختلافه مع شخصية رودريجز في كونها أكثر حذرًا وأقل اندفاعًا ومرونة نحو الأمور.
والأداء الأخير هو من نصيب الممثل ليام نيسون (فريرا) والذي اعتدنا عليه في
السنوات الأخيرة في أفلام الحركة ومن أبرزها سلسلة Taken.
ولكن ظهوره القليل في الفيلم كان ممتاز على صعيد مضمون الدور وتفاعله مع شخصية
رودريجز والحوارات التي بينهما. الفيلم كان مستغرب بالنسبة لي عدم ترشحه في
الجوائز الكبرى وبالأخص الأوسكار الذي أرى أنه يستحق فيه ترشيح أفضل فيلم ونص مقتبس
عن أفلام أخرى موجودة ولكنه نال ترشيح وحيد عن التصوير السينمائي. وكان التكريم
الأبرز للفيلم هو اختيار American Film Institute الشهيرة كأحد أفضل أفلام العام.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق