السبت، 12 نوفمبر 2016

Hacksaw Ridge

بطاقة الفيلم:
النوع: سيرة ذاتية، دراما، حرب، تاريخ
إخراج: Mel Gibson
كتابة:  Robert Schenkkan, Andrew Knight 
الطاقم التمثيلي:  Andrew Garfield, Hugo Weaving, Vince Vaughn, Sam Worthington   
مدة الفيلم: 139 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 3 نوفبر 2016
ميزانية الإنتاج: 40 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 67,115,062$

الإعلان الدعائي


دخلت قاعة السينما وفي ذهني سؤال واحد وهو هل سأرى عملًا يليق بعودة ميل جيبسون لكرسي الإخراج بعد عشرة سنوات من آخر أعماله الإخراجية عام 2016 بفيلم Apocalypto الذي يتحدث عن حضارة المايا. ميل جيبسون الممثل الذي أمتعنا في كثير من أدواره خفت بريقه منذ عشرة سنوات وأحرق نفسه في أفلام عاديةة وبعضها متهالك ولا أذكر له إلا فيلم The Beaver من إخراج جودي فوستر والذي قدم فيه أداء جميل عام 2011. أما ميل المخرج فهو الذي قدم لنا أحد روائع الأفلام التاريخية والتي حصد من خلالها الأوسكار كأفضل مخرج وأفضل فيلم عن Brave Heart وأخرج بعدها فيلمه الذي أثار الكثير من الجدل عام 2004 بعنوان Passion of the Christ عن صلب السيد المسيح ومقتله على يد اليهود مما أثار العداوة معه من بعض اللوب اليهودي وتوالت أحداث أخلاقية له جعلت الإلتفاته له في هولييود صعبة. يعود ليقدم لنا أحد أفضل إنتاجات العام عن الحرب العالمية الثانية والتي على ما يبدو لم تنضب حكاياها والبعض منها ما زالت ملهمة.

قصة الفيلم الحقيقية تدور حول الشاب الأمريكي ديسموند دوس الذي قرر الالتحاق بالجيش الأمريكي كمسعف ومعالج طبي حتى يخدم وطنه ولكنه يرفض في نفس الوقت أن يرفع السلاح في وجه أيًا كان ويقتل وبل حتى يدافع عن نفسه بيده أحيانًا على الرغم من ضراوة الحرب. الفيلم في بناءه وسرده ممتاز جدًا فهو يأخذنا منذ البداية لنشأة مبدأ اللاعنف الذي تكون عند ديسموند نتيجة مواقف أسرية ودينية مر بها ومن ثم ينطلق بنا تدريجيًا لتكون معركة ديسموند الحقيقية ليس العدو وإنما داخل الجيش نفسه بقادته ومحاكمه وزملاءه للثبات على مبدئه وأخيرًا كيف سيتمكن من تطبيق مبدئه في ميدان القتال.

الممثل أندرو جارفيلد الذي ظهر بريقه مع المخرج ديفيد فينشر في فيلم The Social Network عام 2010 ومن ثم عُرف بدوره في شخصية سبايدرمان لعامي 2012 و2014 ليعود هذا العام ويقدم أحد أفضل الأدوار للشخصية الرئيسية ديسموند دوس الذي يعتبر أحد نقاط قوة الفيلم ومع ظهور ملفت لا أستطيع تغافله من الممثل هيوجو ويفينج في دور والده يستحق عليه ترشيح أوسكاري كأفضل ممثل مساعد من وجهة نظري. إلى جانب الإخراج المبهر من ميل جيبسون الذي يجسد الحرب بكل واقعيتها ووحشيتها ومعه الموسيقى التصويرية في فيلم يحبس الأنفاس في نصفه الثاني بعد تمهيد النصف الأول منه لأخرج من الفيلم متسائلًا أين كان ميل جيبسون عن كرسي الإخراج منذ 10 سنوات.

الجمعة، 23 سبتمبر 2016

Sully

بطاقة الفيلم:
النوع: سيرة ذاتية، دراما
إخراج: Clint Estwood
كتابة: Todd Komarnicki
الطاقم التمثيلي: Tom Hanks, Aeron Ackhart
مدة الفيلم: 96 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 9 سيبتمبر 2016
ميزانية الإنتاج: 60 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 125 مليون دولار
الإعلان الدعائي


تعاون كبير وكان منتظر هذا العام بين واحد من أفضل ممثلي هوليوود توم هانكس وأحد أبرز مخرجيها كلينت إيستوود. فالأول رغم بلوغه الستين عامًا ولكنه ما زال يتحسس طريقه في اختيار الأدوار الجيدة قدر المستطاع وقد قدم دور جميل في آخر أعماله العام الماضي 2015 Bridge of Spies. والثاني الذي بلغ 86 عام وما زال تواق في تقديم الجديد في عالم الإخراج. الفيلم ببساطة يحكي قصة تشيسلي سولينبيرجير أو سولي وهو الطيار الأمريكي الذي أصبح بطلًا بعد أن حط بطائرته على نهر الهدسون في الحادثة الشهيرة عام 2009 لينقذ من عليها من المسافرين وطاقمها. الفيلم عندما تبحث وتقرأ في قصته الحقيقة فإنك لا تجد أن الأمر جذابًا وقد يستحق لعمل فيلم سينمائي وخاصة أن النتيجة النهائية للقصة معروفة كما ذكرت. ولكن كاتب السيناريو في ثالث تجربة نصية له استطاع أن يخلق عدة خيوط درامية في الفيلم تجعل منه تجربة سينمائية ممتعة. فأولًا استعراض أحد أهم أحداث الفيلم وهو حادثة الطائرة لم يتم عرضه بكل تفاصيله في بداية الفيلم ولم يكن استعراضه في تسلسل زمني خطي واحد وإنما انتقل نص الفيلم بين عرض تفاصيل الحادثة من وجهة نظر أحد أطرافها والضالعين فيها كالعامل في برج المراقبة وبعض المسافرين وسولي. ومن ثم يأتي للحاضر وتبعات هذه الحادثة على بطل الفيلم. لتكتمل مشهدية الحدث شيئا فشيئا لدى المشاهد دون أن يشعر بحالة تيه في فهم واستيعاب تفاصيل الحادثة وفي نفس الوقت يبقي النص سرد الحادثة حتى قرب نهاية الفيلم دون أن يحرقها بالكامل في بدايته. أما الخط الدرامي الثاني للفيلم فنجد شخصية سولي تحت عوامل الضغط الكثيرة ما بين التحقيق الذي تجريه معه هيئة الطيران والتي تستهدف في أن يكون هو اللقمة السائغة وكبش الفداء في هذه الحادثة والخسارة المالية الناتجة عنها وفي نفس الوقت الضغط الإعلامي والجماهيري الذي جعل منه بطًلًا فتصبح لدينا شخصية مرتبكة وفي حالة من الخوف والقلق والأرق والشك في أن ما فعلته كان الخيار الأمثل أم لا. أما الخط الثالث والأخير فكان في عرض القصص الصغيرة لبعض المسافرين على نفس الرحلة والذي خلق جانب تعاطف إنساني معها أثناء الحادثة.

وعندما نشاهد فيلم Sully فإننا لابد أن نتذكر معه الفيلم المماثل له وهو Flight. وعلى الرغم من إخراج إيستوود الجيد لتفاصيل حادثة سقوط الطائرة إلا أن مشهدية إخراج روبرت زيميكس في فيلم Flight لنفس الحادث كانت أكثر روعة ورعبًا ولاشك أن ذلك عائد لاختلاف تفاصيل الحادثتين والحل الذي اضطرت شخصية البطل لاختياره لإنقاذ الموقف.

هنا توم هانكس بأبسط أداء له وبمجرد تعابير وجهه ونظرات عينه استطاع أن يحمل للمشاهد الحالة الشعورية التي يمر بها بكامل تفاصيلها. علمًا أن شخصية دينزيل في فيلم Flight كانت أكثر تعقيدًا في ذاتها والعوامل التي تواجهها. فيلم Sully بسيط وجميل ويمثل عودة موفقة لكلينت إيستوود بعد آخر ثلاث أفلام له لم تكن على المستوى المأمول منه كمخرج.

الاثنين، 8 أغسطس 2016

Suicide Squad

النوع: حركة، مغامرة خيال
إخراج: David Ayer
كتابة: David Ayer 
الطاقم التمثيلي:  Will Smith, Jared Leto, Margot Robbie, Joel Kinnaman, Viola Davis  
مدة الفيلم: 123 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 5 أغسطس 2016
ميزانية الإنتاج: 175 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 325,021,779$

الإعلان الدعائي

فيلمًا آخر كان منتظرًا هذا العام لشركة DC Comics وهو الفرقة الانتحارية الذي يحكي بكل بساطة عن مجموعة من أشهر أشرار ومجرمي شخصيات DC حيث يتم جمعهم في فرقة من خلال منظمة سرية لإنقاذ العالم من خطر يحدق به. الفيلم كان فيه عدة عوامل تدعو للمتابعة والنجاح في نفس الوقت. فالفكرة بحد ذاتها مميزة، فاعتدنا دائمًا أن يتم جمع أبطال الخير لإنقاذ العالم ولكن الآن فهو العكس أن تستدعي مجموعة من الأشرار لفعل الخير. السبب الثاني هو عودة شخصية الجوكر بعد ثماني سنوات من أداء الراحل هيث ليدجير لها وهذه المرة بعباءة ممثل جديد هو جاريد ليتو. السبب الثالث بجانب الجوكر هو وجود شخصيات جديدة يرغب المشاهد في رؤيتها لأول مرة مثل حبيبة الجوكر هارلي كوين وديدشوت. وأخيرًا أن شركة DC تريد أن تضرب بقوة هذه المرة بعيدًا عن الجدل الذي دار حول فيلمها الأول هذا العام Batman v Superman والذي تضاربت الآراء حول مستواه الفني.

الفيلم على صعيد النص كان أمامه عدة تحديات ومحاور ليتعامل معها، الأول أن يضع بناء جيد لشخصيات مجموعة من الأشرار فيما يتعلق بماضيها ومشاعرها لأول مرة أمام المشاهد وما حدث أنه كان هناك تركيز على استعراض جيد لشخصيتين وهي هارلي كوين وديدشوت وقد يكون السبب وراء ذلك هو أن من يحمل الشخصيتين اثنين من الممثلين المعروفين وأيضًا أن التركيز على باقي الشخصيات بنفس المساحة سوف يجعل بالتأكيد وقت الفيلم أطول أو يأخذ الكثير من وقت الصراع مع العدو. ولكن النتيجة كانت أنك لا تتعلق بباقي الشخصيات مما يشعرك كمشاهد أنهم مجرد جنود تابعين ولا تشعر حتى بالتعاطف لفقدان أحدهم وهذا هو الفرق الأساسي بين DC ومارفل وهو أنك في شخصيات المنتقمون لمارفل تشعر أن لكل شخصية كيانها المستقل وهذا بالتأكيد يعود للبناء الجيد من مارفل على مدار السنوات الماضية لأفلامها وشخصياتها. التحدي الثاني هو تحريك هذه الشخصيات للقيام بعمل خير خارج عن ما اعتادت عليه من أعمال إجرامية. وهنا المسوغات جاءت منطقية وهي ما بين الترغيب والترهيب وفي النهاية الاتكال على عامل الضمير وهو نسق قد يكون معتاد عليه من أفلام أخرى. التحدي الثالث هو الخطر الذي يواجهه ويتعامل معه مجموعة من الأشرار. وهنا في الحقيقة لم أجد شيء مميز عن أفلام أخرى كثيرة تم مشاهدتها وهو الشرير الذي يملك قوة خارقة للغاية تستطيع تدمير الكون والسيطرة عليه وبالتالي لم تكن هناك صبغة مميزة بالنسبة لي فيما يتعلق بالعدو الذي تواجهه الفرقة الانتحارية.

أحد خيبات الأمل التي قد تكون للمشاهد في هذا الفيلم هو ظهور شخصية الجوكر والذي كان في مشاهد قليلة جدًا على عكس ما كان التوقع وهو أن يكون له دور كبير ولكن ما حدث هو أنه تم اقتصاص جزء كبير من مشاهده خلال عملية المونتاج من أجل تقصير مدة الفيلم كما حدث مع فيلم Batman v Superman. ومع ذلك يبقى ظهور جاريد ليتو بهذه الشخصية كان مميز ولاشك أنه حاول أن يضع بصمته الخاصة عليها. إذا ما اتفقنا على أن شخصية الجوكر في كل الأحوال هي مجنونة في جميع تصرفاتها والجنون أنواع. فجوكر جاريد ليتو ليست بفلسفية جوكر هيث ليدجير وعمقها ولكنها أكثر هزلية من جوكر جاك نيكلسون في طريقة كلامها وضحكاتها وتصرفاتها وحتى أزيائها وشخصيًا أرغب في مشاهدتها مرة أخرى في مساحة أوسع. وبجانب شخصية الجوكر فكان هناك ظهور ملفت للممثلة مارجت روبي في شخصية هارلي كوين وويل سميث في شخصية ديدشوت وأضاف قيمة على صعيد الأداء والكوميديا في الفيلم

يبقى أن هذا الفيلم كان الثاني هذا العام لشركة DC وهو أقل مستوى من سابقه Batman v Superman وكنتيجة تنافس مع أفلام مارفل لهذا العام فإن الأخيرة ما زالت لها اليد العليا كنجاح فني وجماهيري.

السبت، 6 أغسطس 2016

Jason Bourne

بطاقة الفيلم:
النوع: حركة، إثارة، دراما.
إخراج: Paul Greengrass
كتابة: Paul Greengrass, Christopher Rouse
الطاقم التمثيلي: Matt Damon, Tommy Lee Jones, Alicia Vikander, Vincent Cassel, Riz Ahmed, Julia Stiles
مدة الفيلم: 123 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 27 يوليو 2016
ميزانية الإنتاج: 120 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 162,162,120$
الإعلان الدعائي




أبدأ مقدمة مراجعتي باقتباسه أعجبتني مؤخرًا للكاتب حاتم علي في مراجعته عن فيلم Independence Day على موقع في الفن وهي كالتالي "المنهج السليم لصناعة جزء جديد ناجح من فيلم قديم، يعتمد بالأساس على قدرة صناع الفيلم الجديد على تحليل نقطتين: (عناصر نجاح الفيلم السابق + ذوق الجمهور الحالي) النقطة الأولى ضرورية لمخاطبة "النوستالجيا" والذكريات لدى الجمهور، والثانية هامة لصناعة فيلم لا ينسى جمهوره الحاضر ومتطلباته. الإخفاق في تحليل وفك أي من النقطتين ينتج تلقائيا فيلم محبط. " رابط المراجعة رابط المراجعة لحاتم علي

عودة سلسلة جيسون بورن بنجمها مات دامون ومخرج جزئيها الثاني والثالث بول جرينجراس هو أحد أهم الأخبار السينمائية التي تلقيتها مؤخرًا والفيلم الذي كان يتصدر قائمة انتظاري لهذا العام. فقد أضحت شخصية بورن أيقونة سينمائية وبل حتى الجزء الرابع على الرغم من استحضاره عوالم بورن في أحضان شخصية جديدة تمامًا ولكنه لم يحظى بذلك الثناء النقدي والنجاح الجماهيري في شباك التذاكر الأمريكي وعلى ما يبدو أن إرث بورن لا يصلح أن يكون لغير مات دامون. ولا شك أن عودة السلسلة تشوبها مخاوف من أن تكون عودة خافتة وضعيفة وهذا ما صرح به مات دامون في إحدى حواراته من أنها مخاطرة العودة بالسلسلة بشكل ركيك مع ختامها المثالي والناجح في الجزء الثالث The Bourne Ultimatum. وعلى رأس تلك المخاوف هو عدم وجود كاتب النص الدائم لها توني جيلروي الذي انسحب من المشروع والثاني الأهم هو ما التساؤل الجديد الذي سوف يقدمه الفيلم الحالي عن شخصية بورن وماضيه؟

يبدأ الجزء الجديد باستعادة بورن كوابيس ماضيه الذي اكتشفه في نهاية الجزء الثالث عن بداية انضمامه لبرنامج تريدستون في الاستخبارات الأمريكية وما وصل إليه وضعه الحالي. في المقابل تعود شخصية نيكي التي ساعدت بورن سابقًا وتقوم باختراق ملفات سرية للاستخبارات الأمريكية لتحضر معاها تساؤل جديد لبورن عن ماضيه. في حين أن الاستخبارات الأمريكية لا يمر عليها هذا الأمر مرور الكرام لتلحق بنيكي وتصطدم بوجود بورن مرة أخرى.


أعود لما أشرت إليه سابقًا وهو أنه كان لابد من أن يستحضر صناع النص سؤال رئيسي يدفع شخصية بورن للظهور مرة أخرى ويكون هذا السؤال هو المحرك الأساسي لأحداث الفيلم وخاصة بعد أن أصبح يتذكر كيف كانت بداية انضمامه إلى الاستخبارات الأمريكية. صناع النص جعلوا ما تم اكتشافه عن ماضي بورن في الجزء الثالث مجرد قشور لما هو أعمق لماضي بورن السحيق وأن تذكره لكل شيء لا يعني أنه على معرفة بالحقيقة كاملة. السؤال المنطقي هنا كان ما الذي جعل بورن ينضم من تلقاء نفسه للاستخبارات الأمريكية بدافع وحجة أنه يريد حماية المواطنين الأمريكيين؟ لاشك أن الكثير يريد أن يساهم في أمن وطنه ومجتمعه وكل بطريقته ولكن ما الذي جعل شخصية بورن تسلك هذا المسلك في سبيل تلك الغاية؟ وخاصة إذا ما لاحظنا أن شخصية بورن عند قدومه للاستخبارات الأمريكية للانضمام يتضح عليها أنها محبطة نفسيًا وما زالت في الفيلم الجديد تعاني من صراع مع ماضيها وندم على ما قام به ويعتريها نزعة العنف ويتضح ذلك من خلال انخراطه في قتال الشوارع الذي يتم المراهنة عليه من الناس. شخصية نيكي وهي الشخصية الوحيدة الحاضرة من الثلاثية ولاشك أن حضورها في أحداث الفيلم كان أمر جوهري على مستوى الأحداث وحتى النوستالوجي. وبالرغم من ظهورها القصير في الفيلم إلا أنه كان من الواضح التغيير الذي ظهر على شخصيتها في كونها أصبحت أقوى ورغبتها في فضح الاستخبارات الأمريكية دون الجلوس والانتظار بعد ما رأت نتيجة برامجهم السرية دون أن تكترث للمخاطر الناتجة عن كشفهم. من الأحداث الممتازة في قصة الفيلم هو أنه لم يغفل أن يكون جزء من الواقع الحالي والجدل الذي حدث كثيرًا في السنوات الماضية وما زال إلى الآن عن العلاقة بين خصوصية معلومات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة والأمن القومي. وقريب جدًا بداية هذا العام كانت هناك القضية الدائرة بين مكتب الاستخبارات الفدرالية FBI عندما أرادت من شركة آبل تقوم بعمل Backdoor أبواب خلفية في نظامها التشغيلي حتى تتمكن من فك شفرة أي جهاز آيفون واختراقه . وأخيرًا النقطة الجديدة أيضًا في أحداث الفيلم هذه المرة هو أن القاتل الذي يسعى خلف بورن لا يسعى للقضاء عليه فقط لمجرد إتباع الأوامر وإنما هو نفسه يحمل دوافع شخصية لقتل بورن على غير ما اعتدنا عليه من القتلة في أحداث السلسلة الماضية .


الجزء الجديد كان مُطعم بمجموعة من النجوم المعروفين وعلى رأسهم النجم الكبير تومي لي جونز الذي يمثل رأس الاستخبارات الأمريكية وأداؤه البسيط أضفى حضور على الشخصية. وأيضًا النجمة السويدية الشابة أليسيا فايكندر المتوجة على عرش هوليوود العام الماضي بجائزة الأوسكار عن فيلم The Danish Girl وترشيحها لجوائز الجولدن جلوب والبافتا عن نفس الفيلم وفيلم آخر Ex Machina. يبدو من الوهلة الأولى أن شخصيتها تعتبر بديلة لشخصية باميلا لاندي في الجزء الثاني والثالث ولكن مع مرور أحداث الفيلم تكتشف أنك حائرًا أمامها وتحمل في طياتها أكثر مما تبدي. وأضفت حالة صراع جيدة بين العقلية الجديدة والقديمة في إدارة مؤسسة مثل الاستخبارات الأمريكية. وكان هناك ظهور جيد من النجم الفرنسي فينسيت كاسيل. الحديث المهم هنا هو عن عودة مات دامون لأداء شخصية جيسون بورن. دامون كان حاضرًا على المستوى البدني لأداء الشخصية بعد تسع سنوات تقريبًا على الرغم من صعوبة هذا الأمر كما صرح بذلك والأهم من هذا هو حضوره النفسي الذي ما زال كامنًا داخل الشخصية وصراعها ما بين رغبتها في الابتعاد عن الماضي وبين نزعتها للانتقام حتى المشاهد الأخيرة من الفيلم. من الصعب أن تتخيل أن يقوم أحد غير مات دامون بأداء الشخصية كما ذكر أحد كبار منتجي هوليوود فرانك مارشال ومنتج سلسلتي إنديانا جونز وجيسون بورن من أنه غير المقنع استبدال الشخصيتين بممثل آخر ولن يكونا مثل شخصية بوند. لن أتحدث كثيرًا عن بول جرينجراس وأداؤه الإخراجي الغير مستغرب عنه وكان ممتاز للغاية ويحبس الأنفاس في مشاهد المطاردة في اليونان ولندن ولاس فيجاس ولكن الجدير بالذكر أن بول هو كاتب نص الجزء الجديد بالمشاركة مع كريستوفر روس وهذا الأخير في أول تجربة كتابية له وحصل على الأوسكار كأفضل محرر عن فيلم The Bourne Ultimatum.

ختامًا لا أنكر أنني دخلت قاعة السينما وأنا بتوقعات منخفضة عن الجزء الجديد وذلك لأنه من النادر أن تتمكن سلسلة من العودة بشكل ناجح ولكني خرجت سعيد جدًا بالنتيجة النهائية التي شاهدتها. الفيلم استطاع أن يلبي الجانب النوستالوجي للسلسلة بالنسبة لي ويربطني بها والسؤال الذي أتى من ماضي بورن ليتم بناء أحداث الفيلم عليه كان ممتاز مع اتساق أحداث الفيلم مع ما يحدث عالميًا في السنوات الأخيرة من صراع حماية الخصوصية والأمن القومي. وعلى الرغم من أني أتمنى أن أشاهد شخصية بورن في أفلام أخرى إلا أنه في نفس الوقت لا أتمنى عودتها دون المستوى.


معلومات جانبية:

1) تم إغلاق شارع Strip في لاس فيجاس من أجل تصوير مشهد المطاردة النهائي وتم تحطيم 170 سيارة في هذا المشهد وهذا رابط خلف الكواليس
2) المشاهد في أثينا تم تصورها في تينيريفي جزر الكناري وذلك نتيجة الإجراءات البيروقراطية من الحكومة اليونانية لإعطاء تصاريح التصوير والضرائب المرتفعة.
3) شخصية مات دامون وهي الشخصية الرئيسية في الفيلم تحدثت 288 كلمة/45 جملة فقط.

الأربعاء، 20 يوليو 2016

The Bourne Trilogy

الإعلان الدعائي للجزء الأول
ملحوظة: الكتابة التي بالخط الأحمر قد يكون بها حرق للأحداث لمن لم يشاهد السلسلة

كنت أرغب منذ انتهاء مشاهدتي للجزء الثالث من سلسلة بورن عام 2007 أن أكتب عنها وأن تكون إحدى مراجعاتي السينمائية في حال بدأت مجال الكتابة نظرًا للحكم الذي توصلت له عن هذه الثلاثية ولكني تثاقلت وبدأت الكتابة بعدها بسنوات عن ثلاثية فارس الظلام لنولان. وتجددت الرغبة عندما صدر الفيلم الرابع عام 2012 الذي كان بمثابة انعطافة في مسار السلسلة بعد أن اعتذرا عنها كلاهما بطلها مات ديمون ومخرجها بول جرينجراس. ولكني مرة أخرى انشغلت شخصيًا وبالتدوين عن أفلام أخرى. أما الآن ومع قرب نزول الجزء الخامس من السلسلة وكونه الفيلم الأكثر انتظارًا لي هذا العام 2016. فشعرت أنه حان الوقت ولابد أن أكتب عنها وحديثي هنا سوف يكون فقط عن الثلاثية التي بطلها مات ديمون من غير الجزء الرابع. وأعتقد أنه على الرغم من مرور تسع سنوات التي كانت ما بين رغبتي في الكتابة عن الثلاثية وموعد نزول الجزء الخامس، كانت فترة جيدة حتى أختبر حكمي عن الثلاثية مع الثلاثيات الأخرى التي كانت لي فرصة مشاهدتها ويبدو أنني ما زلت مصادقًا على رأي.

الثلاثية تدور حول جيسون بورن والذي يبدأ الجزء الأول بمشهد افتتاحي ينثر مجموعة من الأسئلة المتتالية على المشاهد وهي لماذا يطفو جسده في عرض البحر، ما سر الرصاصتين في ظهره، لماذا يوجد كبسولة صغيرة عن حساب بنكي مزروعة في جسده وأخيرًا فقدان ذاكرته. ويبدأ بورن رحلة البحث عن هويته وتنضم إليه فتاة – ماري - تعرف عليها مصادفة في محاولة لمساعدته. في الجزء الثاني على الرغم من أن بورن يبتعد إلى الهند بحثًا عن الهدوء والسلام. ولكن في الجهة الأخرى من العالم وبالتحديد برلين، كان هناك من يحيك مؤامرة لتوريطه مع الاستخبارات الأمريكية في إفشال أحد أهم عملياتها. ليبدأ بعدها بورن في رحلة البحث عن من قام بهذا الأمر والسبب وراء توريطه والذي جعل الاستخبارات الأمريكية تقوم بمطاردته من جديد. في الجزء الثالث يقرر بورن أن لا يتوقف في هذه المرة عن رحلة التنقيب عن ماضيه والعودة إلى بدايته وما جعله على الحال التي وصل إليها.

على الرغم أن الثلاثية محورها جيسون بورن ورحلته في البحث عن هويته والتنقيب عن ماضيه وبدايته ولكن السلسلة برمتها تلقي ضوء خافت على أمر هام وهو فكرة غسل الأدمغة وتزييف العقول والتي أيًا كانت بداية ممارستها إلا أنه أمر واقعي ما زال يحدث إلى الآن سواء على مستوى أجهزة كبرى كالاستخبارات الأمريكية مرورًا على مستوى الجماعات الدينية المتطرفة وحتى تصل إلى الإعلام اليومي الذي يتلقاه الفرد. والنتيجة في النهاية تصل إلى صنع آلة قتل بشرية مجرد من الإنسانية وخاضعة للأوامر دون منطق. آلة مستعدة للقتل دون مبرر متى ما استدعيت لذلك. هذه الفكرة التي قامت عليها السلسلة قامت بشد انتباهي ودفعتني للبحث عن مدى واقعيتها داخل أروقة الاستخبارات الأمريكية، وبالفعل كان مما وجدت فيلمًا وثائقيًا عن كيف أنها قامت لعقود بتبني برنامج سري يقوم على غسل أدمغة من ينضموا إليه والدفع بهم للقيام بعمليات اغتيال بحجة حماية الوطن وإنقاذ لأرواح المواطنين وتعمل على تدريبهم وتطوير قدراتهم القتالية.

الإعلان الدعائي للجزء الثاني
من المعروف أن أفلام بورن مبنية على سلسلة روايات بنفس أسماء الأفلام التي صدرت حتى عام 2012 حيث طرحت أول رواية عام 1980. مبتكر الشخصية ومؤلف الروايات الثلاث الأولى كان الكاتب روبرت لدلم والذي كان أيضًا منتج تنفيذي للجزء الأول وتوفي في مرحلة ما بعد إنتاج الفيلم عام 2001. واستمرت بعد ذلك سلسلة الروايات من تأليف إريك فان حتى وصلت إلى 13 رواية مع العام الحالي 2016. ومع ذلك فإن القائمين على نص الفيلم وبالتحديد توني جيلروي - الذي كان العنصر الأساسي والثابت في سيناريو السلسلة - لم يعملوا على اقتباس الروايات كما ذكروا في تصريحهم. فالجزء الأول كانت الاقتباسة فيه فضفاضة وأما باقي الأجزاء فتم كتابة سيناريو أصلي لها وتم الاكتفاء بعناوين الروايات. الأمر الهام الذي كان في نص الثلاثية أنه في كل جزء منها كانوا يحتفظوا بسؤال كبير في ماضي بورن. فالجزء الأول كان يبحث فيه بورن عن هويته وفي الثاني كان يسعى خلف كوابيس مهمته الأولى التي أنجزها بعد انتهاء تدريبه وفي الثالث كان السؤال الأهم وهو كيف ولماذا انضم إلى برنامج الاستخبارات الأمريكية السري لتجنيده. كما أن لعبة المطاردة كانت متبادلة على مستوى الثلاث أجزاء. في الجزء الأول كانت الاستخبارات تسعى خلف بورن لخروجه عن عباءتهم. بينما في الجزء الثاني فكان بورن متفوقًا بخطوة دائمًا عليهم وأخيرًا في الجزء الثالث كانت الطرفان دائمًا ما يلتقيا في مطاردتهم عند هدف مشترك كما حدث في بداية الفيلم مع الصحفي سيمون روز وفي منتصفه مع نيل دانيالز وفي نهاية الفيلم باميلا لاندي. فضلًا عن الثيمات المشتركة في الثلاثة أفلام حيث في كل منها تجد بورن يتنقل بين عدة مدن ويواجه عميلين قاتلين مثله من الاستخبارات الأمريكية وتسعى شرطة المدينة خلفه وأخيرًا مطاردة مثير بالسيارات. وما جعل السلسلة مميزة عن كثير من أفلام الحركة البحتة هي اللمسة الدرامية الحاضرة في كل جزء والنابعة من معاناة شخصية بورن وليس مجرد إقحام لها. وكانت تتجسد في مشاهد مثل علاقته مع حبيبته ماري. وذهابه في نهاية الجزء الثاني إلى منزل الفتاة الروسية التي قتل والديها وحواره مع نيكي في الجزء الثالث الذي يعبر في عن حالة اليأس التي وصلت إليها وأخيرًا مشهد عودته إلى بدايته في نهاية الجزء الثالث.

ومع ذلك يتركني السيناريو مع بعض الأسئلة التي لم أجد إجابة لها وأولها في الجزء الثاني كيف عرف بورن بمكان قاتل تريدستون مثيله في ميونخ؟ وفي الجزء الثالث لماذا أراد نيل دانيالز أحد مؤسسي البرنامج السري للاستخبارات الأمريكية أن يقوم بإفشاء أسرار الوكالة إلى صحفي؟ وأخيرًا كيف استطاع بورن أيضًا في الجزء الثالث أن يدخل مبنى المخابرات الأمريكية ويصل لمكتب نواه فونسون على الرغم من أنه من المفترض أن يكون مبنى مشدد الحماية وحتى مع فرضية أن نص الفيلم ذهب إلى النتيجة النهائية وهي وصول بورن إلى المكتب بغض النظر عن الطريقة فإن تصويرها يلبي نوعًا من الفضول عندي شخصيًا. كما أن العلاقة بين جيسون بورن ونيكي في الماضي لم يتم إيضاحها في حوارهم في الجزء الثالث عندما يسألها بورن لماذا تريد أن تساعده. ومع ذلك فإن المخرج بول جرينجراس صرح أن هذه العلاقة كانت متعمد ومهم تصويرها بالرغم مع إبقائها غامضة.

نأتي الآن إلى الأداء التمثيلي وبالـتأكيد فإن لب الحديث سوف يكون عن الشخصية المحورية في الثلاثية مع التقدير لأداء باقي الطاقم من ممثلين بعضهم نجوم كبار مثل كريس كوبر وجون آلين. مات ديمون كان على الموعد ليسطر شخصية سينمائية كأيقونة في هوليوود وهي جيسون بورن. مات ديمون كان حاضرًا للشخصية أولًا على المستوى البدني وخاصة إذا ما علمنا أنه قام بالاستعداد والتدريب على أسلوب القتال للشخصية وحمل السلاح خلال ثلاثة أشهر قبل الشروع في تصوير أول أجزاء السلسلة. وكما أنه تدرب على مشاهد القيادة لمطاردات السيارات التي حدثت وأخص بالذكر هنا في الجزء الثالث. وكان حريص على أداء أكثر المشاهد بنفسه. ولكن الجانب الأهم هو الحضور النفسي لديمون في أداء الشخصية وتطوره معها وتجسيده مراحل نفسية مختلفة لها خلال أحداث الثلاثية. فتجده في الجزء الأول تائه وضائع بفقدان هويته وفي الثاني غارقًا في كوابيس ماضيه وفي الثالث وصوله لحالة اليأس من ذاته بشأن ما قام به في الماضي ويبحث عن عودة إنسانيته في عدة مشاهد. وتشعر بكل هذه الحالات والمعاناة التي تمر بها الشخصية من خلال تعابير وجهه ونظراته. بالنسبة لي هذا الأداء الأبرز له بجانب دوره الذي أكسبه الأوسكار بداية مسيرته السينمائية في فيلمه الشهير Good Will Hunting.

لاشك أن إخراج سلسلة حركة مثل بورن يتطلب عمل إخراجي استثنائي لما يحويه من مشاهد قتال، مطاردات بالسيارات، والتعامل مع مواقع تصوير في مدن مختلفة حول العالم مع اكتظاظ بعضها بالعامة كما هو الحال عند التصوير في محطة لندن للقطارات ومدينة طنجة في المغرب. تصدى لمهمة الإخراج في الجزء الأول المخرج دوج ليمان الذي كانت تجاربه قبل هذا الفيلم عبارة عن أفلام بسيطة. ولكنه أثبت علو كعبه في إخراج هذا الجزء ليتصدى بعدها لإخراج أفلام حركة شهيرة مثل Mr. & Ms. Smith و Jumper و Edge of Tomorrow. ليمان القادم من خلفية الأفلام المستقلة جعلته حريص على أن يمسك تدوير عدسة كاميرا الفيلم بنفسه بدلًا من الجلوس خلف شاشة لمشاهدة التصوير ليبني شعور ارتباطي أقوى مع طاقمه التمثيلي والنص لما يريد إيصاله في رؤيته الإخراجية. وجاء بعده لإخراج الجزأين التاليين المخرج البريطاني بول جرينجراس والذي ترشح للأوسكار عن فيلمه United 93. بول نجح في الارتقاء بالمستوى الإخراجي للسلسلة وصولًا إلى الجزء الثالث وبالأخص أذكر مشهد المطاردة التي حدثت في محطة قطار لندن والتي تنقلت فيها كاميرا التصوير بطريقة أشبه بالأفلام الوثائقية التي تسعى خلف الحدث. وهذا ليس بغريب عليه بحكم خلفيته الإخراجية في الأفلام الوثائقية بداية مسيرته. وإبداعه في إخراج مشهد المطاردة فوق أسطح البنايات في المغرب. وكان هناك حرص منه على إخراج واقعي بعيد عن المؤثرات البصرية في كل مشاهد الحركة والقتال ومطاردة السيارات وأترك الحكم لمن يرى مشاهد السلسلة خلف الكواليس على اليوتيوب.

ومن المستحيل أن أنسى أحد أهم العناصر الأساسية المميزة في السلسلة وهي الموسيقى التصويرية من جون باول والتي كانت من أروع ما سمعت وعلق في ذهني على مدار مشاهداتي السينمائية. فكل مقطوعة موسيقية كانت حاضرة تمامًا لتعطي إيحاء بطبيعة المشهد من درامي أو حركي وتدمجك شعوريًا معه وشخصيًا عندما أتذكر بعض المشاهد فيحضر معه في ذاكرتي معزوفته الخاصة وبالأخص المعزوفة التي في الرابط التالي Jason Bourne Soundtrack

أخيرًا كان من الصعب أن أقوم بكتابة مراجعة عن كل فيلم على حدة من ثلاثية بورن. لأن كل جزء يشكل مع الآخر فيلمًا أكبر. فتشعر أن الجزء الأول برمته ما هو إلا مجرد بداية لفيلم تتصاعد أحداثه في المنتصف وأقصد هنا الجزء الثاني وتبلغ الإثارة ذروتها مع النهاية المتمثلة في الجزء الثالث. بل حتى أداء مات دامون لشخصية البطل الرئيسية جيسون بورن فلا تستطيع الحكم عليها إلا بعد أن تكتمل لوحة المشاعر النفسية المختلفة التي تمر بها في الثلاث أجزاء حتى تصل إلى الجملة الأخيرة التي يقولها في نهاية الجزء الثالث. وأخيرًا مع تصاعد الأحداث وترنيمة الإثارة، تتعقد مشاهد الحركة بشكل أكبر ونجد إخراج أكثر روعة في التصدي لها. لأصل في النهاية إلى قناعة شخصية بأنها أفضل ثلاثية شاهدتها يكون مستواها في تصاعد على جميع الجوانب الفنية مع العلم أن تقييم جزئها الثالث على مواقع IMDB و Rotten Tomatoes و Metacritic هو الأعلى وتم ترشيحه لثلاث جوائز أوسكار حصل عليها جميعها.

أترككم مع رابط لفيلم وثائقي باللغة العربية والإنجليزية لحقيقة ثلاثية بورن في الواقع. وأتمنى أن يكون الجزء الخامس القادم والفيلم الرابع لمات ديمون على قدر انتظار عودته.



السبت، 14 مايو 2016

Captain America: Civil War

بطاقة الفيلم:
النوع: حركة، مغامرة، خيال
إخراج: Anthony RussoJoe Russo
كتابة: Christopher MarkusStephen McFeely
الطاقم التمثيلي: Chris Evans, Robert Downy Jr, Scarlet Johansson, Sebastian Stan, Jeremy Runner, Don Cheadle, Anthony Mackie, Paul Bettany
مدة الفيلم: 147 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 6 مايو 2016
ميزانية الإنتاج: 250 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 408,080,554.00 $
الإعلان الدعائي

لاشك أن الملاحظ لإنتاجات استوديوهات مارفل منذ 2008 بدايةً من فيلم The Incredible Hulk فإن هناك قوة في بناء عالم أبطالها وربط قصص أفلامهم ببعضها البعض وبل حتى نضج في محاولة تكوين شخوص أبطالها والحس الكوميدي الذي تحويه أفلامها والمؤثرات البصرية الممتازة وهذه كلها مميزات تجعل من مارفل لها اليد العليا على منافستها شركة DC والتي على الرغم من أنها تملك حقوق أكثر بطلين شعبية باتمان وسوبرمان، إلا أنها لم تستطع بناء عالمها الخاص بنفس الامتيازات. مع تفاوت في مستوى أفلام مارفل السابقة إلا أنها وصلت للذروة في هذا الفيلم الذي يمثل رقم 13 واستطاعت أن تقدم وجبة سينمائية ممتعة.

قصة الفيلم هي أن العالم بقيادة الحكومة الأمريكية قرر بوضع فرقة Avengers أو المنتقمون تحت بند المراقبة لأعمالهم بعد الخراب الذي خلفوه حول العالم في سبيل تصديهم لقوى الشر ليسبب هذا القرار الانقسام للمنتقمين إلى قسمين بقيادة كابتن أمريكا والرجل الحديدي. ومن هنا يبدأ الصراع بين أبطال مارفل تدريجيًا حتى يصل إلى ما يسمى في عنوان الفيلم بالحرب الأهلية. وهنا تكمن أول نقاط قوة الفيلم وأبرزها وهو النص الذي لا يشعرك أن انقسام الرأي بينهم أدى إلى الحرب مباشرة وإنما كانت تلك الشرارة التي بنيت عليها التراكمات التالية والمصالح الشخصية لبعضهم التي جعلته يتخذ أحد الجانبين في الحرب. ويجعل هذا الصراع المشاهد يتعاطف مع الحالة التي تمر بها الشخصيات في عدم الرغبة في الانقسام وأيهما على جانب الصواب.  النقطة الثانية التي أعجبتني في الفيلم هي انضمام ودخول شخصية جديدة من عالم مارفل كانت إضافتها ممتازة وهي شخصية النمر الأسود زادت من حدة الصراع  وإثارته وجعلني أرغب أن أعرف عن هذه الشخصية أكثر وفي انتظار فيلمها المستقل عام 2018. النقطة الثالثة هي كانت ظهور شخصية سبايدرمان لبطلها الجديد الشاب توم هولاند وكان ظهور خفيف الظل قد يحمل معه الكثير لأول أفلامه الفردية عام 2017. أخيرًا فإن مشاهد المطاردة والقتال والحرب كانت كلها تجعلك في حالة انتباه حتى نهاية الفيلم. ولاشك أن الأمر يرجع في ذلك إلى إسناد إخراج الفيلم للأخوين أنتوني وجو روسو الذي كان قرارًا صائبًا بعدما نجحا في الارتقاء على مستوى الإخراج في الجزء الثاني من كابتن أمريكا. ومازلنا ننتظر القادم لمارفل.

الثلاثاء، 10 مايو 2016

Batman v Superman: Dawn of Justice

بطاقة الفيلم:
النوع: حركة، مغامرة، خيال علمي.
إخراج: Zack Snyder
كتابة: Chris Terrio, David S. Goyer
الطاقم التمثيلي: Ben Affleck, Henry Cavill, Amy Adams, Jesse Eisenberg, Jeremy Irons, Gal Gadot مدة الفيلم: 151 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 25 مارس 2016

ميزانية الإنتاج: 250 مليون دولار

أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 330,249,062$

Batman, Superman & Wonder-Woman
ملحوظة: الكتابة التي بالخط الأحمر قد يكون بها حرق للأحداث لمن لم يشاهد الفيلم

لاشك أن اللقاء الذي كان مرتقبًا بشدة بين باتمان وسوبرمان هو أحد أهم الأفلام المنتظرة هذا العام 2016 وبل قد يكون الأول على القائمة لدى البعض. هو باختصار لقاء بين أشهر وأهم قطبين منذ عقود في عالم الكوميكس (القصص المصورة) في فيلم يلبي شغف محبي الشخصيتين يجمعهما أول مرة على الشاشة السينمائية. المشروع جاء بعد أن أعادت شركةDC Comics  - والتي تملك حقوق الشخصيتين - مع استوديوهات Warner Brothers شخصية سوبرمان إلى الواجهة في فيلم Man of Steel عام 2012 والذي تباينت حوله الآراء. منذ الإعلان عن المشروع عام 2013 وهو تحت المجهر بشكل مكثف وكان هناك سؤال أساسي ورئيسي ينتظر الجمهور إجابته بفارغ الصبر وهو من سيقوم بشخصية باتمان بعد أن تنحى عنها النجم كريستيان بيل بانتهاء ثلاثية فارس الظلام مع المخرج الكبير كريستوفر نولان. وكان الجواب الصادم لي وللجميع هو الممثل والمخرج بين أفليك. الاختيار سبب حالة جدل غير طبيعية لدى محبي الشخصية الأيقونية والذي اعتبره شخصيًا أحد أبرز مواطن الجدل التي حدثت في هوليود على مدار متابعتي ومشاهدتي لأفلامها منذ سنوات عديدة. حتى وصل أن استوديوهات Warner Brothers حذرت شخصيًا بين أفليك وطلبت منه بعدم الدخول على الانترنت حتى لا يتعرض إلى الصدمة من ردات الفعل السلبية على اختياره. ولكن أفليك تجاوز هذا التحذير وبمجرد دخوله وقراءته لأول ردة فعل بعنوان
 "Affleck as Batman? NOOOOOOOOO!"
حتى توقف عن البحث وراء أخبار اختياره. واستمر الجدل عندما تم الإعلان عن اسم الممثل الشاب جيسي إيزنبيرج نجم فيلم (The Social Network) عن قيامه بدور لوثر العدو اللدود والأزلي لسوبرمان نظرًا لعدم دلالة ملامحه وقصر قامته على القيام بهذه الشخصية.

الأمر الذي زاد في ترقب الفيلم هو أن استوديوهات DC Comics أعلنت أن هذا الفيلم سيكون بمثابة حجر الأساس لبناء عالم أبطالها الخارقين وإنتاج أفلام لهم وربطها ببعضها ليتم جمعهم في فيلم كبير (The Justice League) كما هو حال منافستها Marvel التي انتهت بجمع أبطالها الخارقين في فيلم The Avengers في جزأين وما زالت تحصد النجاح تلو الآخر بإنتاجاتها مما أشعل سوق المنافسة بين قطبي عالم الكوميكس.

قصة الفيلم في النزاع بين البطلين تبدأ من مشهد القتال نهاية فيلم Man of Steel بين سوبرمان وزود. وفي زخم هذه المعركة، يظهر بروس واين ليشهد دمار شركته وأجزاء كبيرة من مدينة متروبوليس والأرواح التي ذهبت نتيجة هذه المعركة ويحاول إنقاذ من يمكن إنقاذه ليقرر بعدها أن وجود شخص غريب مثل سوبرمان بقدراته الخارقة على كوكب الأرض يشكل خطر على الجنس البشري ويجب القضاء عليه. في المقابل يبدأ سوبرمان في مواجهة ردات الفعل المختلفة للمجتمع المدني ما بين مؤيد ومحب لوجوده نظير مساعدته للبشرية وما بين معارض ومن يروا أن وجوده مجلب للكوارث.

هنري كافيل في شخصية سوبرمان
المشهد الذي اختار المخرج زاك سنايدر افتتاح فيلمه به – مع عرض أسماء كادر العمل - هو مقتل والدي بروس وفي الحقيقة أن هذا المشهد يتم دائًما استحضاره تقريبًا في كل فيلم لباتمان على الرغم من معرفة الكثير من عشاق البطل الخارق به والسبب في ذلك أنه يشكل الذنب الذي يدفع الشخصية لنقطة التحول التي جعلته على ما هو عليه رمزًا لمحاربة الجريمة وهذا كلام كله معروف ولا غبار عليه. ولكن النقطة الأهم في هذا الفيلم هو أن كاتب القصة جعل هذه الحادثة بمثابة الوقود للشخصية وجميع المشاعر المبنية عليها طيلة فترات الفيلم. ونرى كثير من أحاديث بروس ومبادئه مستمدة من والده وإرث عائلته. على العكس تمامًا من باتمان النولان الذي تجاوز هذه الحادثة في الجزء الأول ليمر بأحداث أخرى تسببت في صعود وهبوط الشخصية نفسيًا على مدار الثلاثية. ويظهر لنا الفيلم شخصية بروس واين متقدمة في السن وقد خط الشيب في رأسها وحارب الجريمة على مدار 20 عام بطريقته الخاصة التي تعتمد على التخفي في أستار الليل والانقضاء على خصومه في صمت. ومن الصعب عليه تقبل فكرة أن شخصًا آخر يقوم بمحاربة الجريمة بطريقة مختلفة وتتسبب في أضرار جسيمة مما يجعله يرى عالمه الخاص يتهاوى. وهذا ما يجعل شخصية بروس تشعر بالعجز وينزلق تدريجيًا في استخدام أسلوب أعنف لنيل ما يريد من خصومه كردة فعل وتعويض عن خوفه من أن يشكل شخصًا آخر رمزًا لمساعدة الناس ومكافحة الجريمة ويحتل مكانته. ومشكلة شخصية باتمان كما يصفها بروس أنها لطالما عانت مع الشخصيات غريبة الأطوار في رداء المهرجين وعلى رأسها الجوكر والآن سوبرمان لا يخرج في منظوريها من هذا التصنيف.

على الجهة الأخرى فإن شخصية سوبرمان يصنع لها الكاتبين Chris Terrio و David S. Goyer صراعات على عدة أصعدة تتسبب في شعوره نفسيًا بالضعف وعدم الرغبة في وجوده. فالبعض يرى بتكريمه والآخر يرى بمحاكمته على ما خلفه من خراب وآلاف القتلى وأنه لابد أن يخضع للقوانين والسياسات البشرية لتقنين استخدام قدراته. فضلًا عن من قام بتوريطه في حادثتين مأسويتين لجعله غير مرغوب بين الناس. في المقابل لا يريد أن تتضرر حياة حبيبته الصحفية النشطة لويس المعروفة بارتباطها به ويريد أن يجعل من الصحيفة التي يعمل لها منبر لدعم قضايا الناس أمام رئيسه الذي يبحث عن عناوين الإثارة. وأخيرًا عليه مواجهة شخصين يرغبان في القضاء عليه وهما باتمان ولوثر.


جيسي إيزينبرج في شخصية لوثر

لاشك أن كاتبي الفيلم بالنسبة لي شخصيًا قاما بخلق بعد نفسي جيد لكلا الشخصيتين فضلًا عن ربط عالميهما معًا ونشأة نزاعهما. وبل حتى مشهد القتال بين باتمان وسوبرمان منطقي ومتكافئ يجمع ما بين استخدام سوبرنان لقوته وباتمان لذكائه. ولكن مع ذلك يبقى السؤال لماذا تسبب الفيلم في خيبة أمل لدى الكثيرين وأستطيع أن أقول شخصيًا عن نفسي أني خرجت من صالة السينما بشعور ليس فيه تمام الرضا عن مشاهدة فيلم بالوصف الذي كان في سطوري الأولى للموضوع. الإشكالية التي يعانيها الفيلم هي بالضبط التي وجدتها في فيلم سوبرمان Man of Steel الذي كان من نفس المخرج زاك سنايدر وكاتب النص David S. Goyer ملخصه هو فيلم نصفه الأول جيد ونصفه الثاني غير مقنع. بداية جيدة في نسج خيوط القصة ومن ثم خاتمة ضعيفة في نقضها. اهتمام بتكوين الجانب النفسي للشخصيات وإهمال في منطقية الأحداث المحيطة بها وترابطها مما يجعلك تشعر بوجود ثغرات في النص. 

فحلم بروس أثناء فك شفرة البيانات التي آخذها من لوثر لم يكن له أي داعي ومحاولة إقحام شخصية شريكه روبن من ماضيه بشكل رمزي لم تكن موفقة. وتقف أمام الصدفة التي جعلت لوثر يكتشف الحجر الكريبتوني من قلب المحيط الهندي. أما النقطة الأكثر ضعفًا هو عندما انتهى الصراع بين باتمان وسوبرمان على أصداء اسم مكارثا وهو اسم المشترك لوالدتيهما، فانتهاء الصراع بينهما بهذا الشكل كان ركيك. ومرة أخرى الجرافيكس والمعركة النهائية لم تنل إعجابي بشكل كبير كما كان الحال في المعركة الآخيرة من فيلم Man of Steel وقد يكون جزء من جانب الشعور بعدم الرضا هو عدم قدرتي على عدم تقبل تداخل شخصية باتمان في عالم غاية في الفانتازية.

شخصية Wonder Woman المقاتلة الأمازونية وهي أحد أبطال DC Comics الخارقين لم تشكل إضافتها ذلك الثقل في الفيلم، وفي الحقيقة لا أتوقع أنه كان في الإمكان أن تنفرد بمساحة واسعة في ظل فيلم يتحدث عن باتمان وسوبرمان وإنما مبررها الدرامي في الفيلم هو الدور الذي لعبته في المعركة الأخيرة مع باتمان وسوبرمان ضد الوحش فضلًا عن مد خيط يجمع الثلاثة سوية تمهيدًا للفيلم الجماعي (The Justice League). على أنه سوف يكون هناك فيلم خاص بشخصيتها سوف يصدر العام القادم 2017.

بن أفليك في شخصية باتمان
نأتي هنا للطاقم التمثيلي ولن أتحدث هنا عن أداء هنري كافيل لشخصية سوبرمان وإيمي آدامز لشخصية لويس، فكلاهما قاما بما ينبغي دون زيادة أو نقصان فلا شيء يدعو للإبهار. ولكن الأهم في هذا الجانب هو أداء بين أفليك. لطالما كان بين أفليك ممثل عادي لدى الكثير من متابعي السينما وبل حتى قد داخل أوساطها. فلا عجب كان الجدل على اختياره وخاصة مع سابق تجربته التي فشلت فشلًا ذريعًا في أداء شخصية بطل خارق في فيلم Daredevil عام 2003. في مقابل أنه مخرج موهوب يسير في خطى ثابتة وارتقاء في أفلامه الثلاثة التي أخرجها إلى الآن وحصل من خلال الأخير Argo على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم. بين أفليك يبدو أنه يعي جيدًا حجم اختياره وردات الفعل على أدائه. ويدرك جيدًا الإرث الثقيل الذي خلفه له كريستيان بيل له في أداء الشخصية. بين أفليك قام بالمهم بالنسبة لي وهو أنه جعلني لا أفكر بمقارنته بباتمان كريستيان بيل وهذا بالتأكيد يرجع إلى تداخل الشخصية في عالم جديد ونزعة الغضب الداخلي المصاحبة لها طيلة الفيلم والتي قام أفليك بانعكاسها بشكل ممتاز. وجعل من نفسه شخصية مناسبة للرجل الثري الوسيم الذي يعيش حياة مزدوجة. قرار Warner Brothers بإنتاج فيلم لشخصية باتمان من بطولة وإخراج أفليك هو قرار جيد ويستحق فرصة لينفرد بالشخصية في فيلم وحده لمحاولة خلق جلد جديد لها. كما أنه فرصة ممتازة لاختبار مدى براعته في إخراج مثل هذا النوع من الأفلام.

الأداء التمثيلي الثاني الهام الذي يجب أن أتحدث عنه هو جيسي إيزينبرج لشخصية الشرير لوثر. حتى أكون منصف فإني لا أعلم بجميع سمات الشخصية الموجودة في الكوميكس حتى أحكم بمدى مقاربته لها أو لا على أنها أكثر اتزانًا من الحالة التي كانت عليها في الفيلم. والملاحظ في أدائه هو الشخصية المضطربة عقليًا ونزوعه لمحاولة الأداء التي قام بها الراحل هيث ليدجير في شخصية الجوكر عام 2008 والتي تقف على حافة الجنون الغير متوقع أفعاله ومحاولة التفلسف في أفكاره مع دمجه لطريقة الكلام السريعة التي كان يؤديها لشخصية مؤسس الفيسبوك في فيلم The Social Network عام 2010 والتي ترشح عنها للأوسكار. وبصفة عامة قدم أداء لا بأس به. أخيرًا الممثل القدير جيرمي آيرونز أضاف لمسته الخاصة على شخصية خادم باتمان ألفريد بحضوره الذي تشعر أنه يملأ الشاشة بنبرة صوته المميزة وحرصه على أن لا تنجرف شخصية سيده بروس واين إلى حافة العنف.

في المجمل الفيلم كان جيد وليس بذلك السوء الذي يراه البعض من وجهة نظري. العلامة البارزة فيه هو أننا ننتظر باتمان جديد مع بين أفليك وفي نفس الوقت على القائمين على أفلام أبطال DC Comics القادمة التفكير في مخرج بديل ل زاك سنايدر الذي أيضًا سوف يخرج الجزء الأول من فيلم (The Justice League) وسوف يصدر العام القادم. فيكفيه ثلاث تجارب كبيرة وكذلك الحاجة إلى كُتاب أكثر قوة في صياغة النص. فيلم باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة، هو عنوان الفيلم ولاشك أن شركة DC Comics أرادت أن يكون فجرًا جديدًا أيضًا لسلسة أبطالها الخارقين حتى تستطيع اللحاق بركب النجاح الذي تعيشه Marvel ولكن على ما يبدو أنها يجب أن تعيد حساباتها إذا ما أرادت الاستمرار في منافستها على كعكة شباك التذاكر.

الأحد، 21 فبراير 2016

Deadpool

بطاقة الفيلم:
النوع: حركة، مغامرة، كوميديا.
إخراج: Tim Miller
كتابة: Rhett Reese, Paul Wernick
الطاقم التمثيلي: Ryan Reynolds, Ed Skrein, T.J. Miller, Morena Baccarin 
مدة الفيلم: 108 دقيقة

تاريخ الإطلاق: 12 فبراير 2016
ميزانية الإنتاج: 58 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 363,024,263$


من المعروف أن الربع الأول من كل عام يكون مستوى الأفلام غالبًا ضعيف على المستوى الجماهيري والنقدي وقلما تجد فيلم جاذب للمتابعة، في المقابل فإن الاهتمام ينصب على أفلام الربع الأخير من السنة السابقة على اعتبار أنها أفلام موسم الجوائز والمهرجانات التي تنتهي بالأوسكار. أبرز ما كان الشهر الماضي يناير هو افتتاح فيلمي المخرج كوانتين تارنتينو الثامن (The Hateful Eight) وليوناردو دي كابريو (The Revenant) على نطاق أوسع نظرًا لعدد صالات السينما المحدودة التي افتتحت للفيلم في ديسمبر في كاليفورنيا حتى يستطيعوا اللحاق بجوائز الأوسكار. في ظل هذا الركود، أحد الأفلام التي كانت منتظرة هذا العام وخاصة لمحبي شخصيات وقصص مارفل الكوميكس (الرسوم الهزلية) هو فيلم (Deadpool). وكان الافتتاح في الولايات المتحدة في يوم الحب أو الفالنتين ليحرك شباك التذاكر ويحقق أرباح تجاوزت حاجز المئة مليون دولار ليكون أول فيلم بتقييم يتجاوز هذا الرقم في افتتاحه في تاريخ شباك التذاكر الأمريكي. والحق يُقال أني لم أكن بتلك الحماسة للفيلم نظرًا لحالة التشبع من سلسلة أفلام القصص المصورة التي أمطرتنا بها هوليوود الأعوام الماضية وبتفاوت المستويات، وكان السؤال هو كيف سوف يتم تقديم شخصية جديدة من شخصيات مارفل؟ ولكن إيرادات الفيلم وتقييمه العالي وعدم وجود فيلم آخر في صالات السينما يستحق المتابعة جعلني أقرر خوض تجربة المشاهدة والدخول بتوقعات منخفضة جدًا عن الفيلم.

الفيلم هو عن شخصية وايد ويلسون (رايان رينولدز) المرتزق الذي يقوم بمهام إجرامية من قتل وضرب وتخويف للأشخاص الذين يستحقون ذلك من وجهة نظره بمقابل مادي. ولكنه بمجرد أن يجد شريكة حياته ويخطط معها للزواج حتى يكتشف أنه مصاب بسرطان في الرئة. لتأتي منظمة لتعرض عليه أن يتم معالجته وبل إعطاءه قدرات خارقة ليست موجودة عند أحد ومن هنا تبدأ قصة Deadpool.

شخصية وايد ويلسون تم تقديمها في الجزء الأول من سلسلة وولفرين (X-Men Origins: Wolverine) عام 2009 ولكنها فشلت ولم تلقى قبول من الجماهير ومن هنا كان تردد استوديو مارفل في تقديمها مرة أخرى في فيلم مستقل ولكن مشهد الاختبار الذي تم تصويره في يناير 2012 لإقناع القائمين على الاستوديو وتم تسريبه في أغسطس 2014، كانت النتيجة هي استقبال المقطع بحفاوة من الجمهور. وقامت بعد ذلك مارفل بتعديل قرارها وعرفت تسير بالشخصية في المسار الصحيح.

الفيلم جدًا مميز ومختلف في تقديمه لشخصية من شخصيات الرسوم الهزلية بداية من أول مشهد يتم فيه تقديم كادر العمل ولكن ليس بأسمائهم وإنما ألقاب ساخرة منهم وعلى رأسهم بطل الفيلم رايان رينولدز الذي تم تقديمه على أنه God’s Perfect Idiot مرورًا بشخصية العدو التي تم تقديمه British Villain نظرًا لجنسية الممثل البريطانية وهكذا انتهاءً بمخرج الفيلم الذي تم وصفه على أنه أكثر المخرجين المبالغ في أجرهم (An Overpaid Tool). وتستمر البداية المميزة التي لم تكن كالعادة بكيفية نشأة البطل الخارق وإنما تتفاجأ وتجد نفسك أمام شخصية Deadpool منذ أول مشهد ليتم تأجيل الإجابة عن سؤال بداية الشخصية قليلًا وليتبعه مشهد حركة ومطاردة وقتل وإطلاق نار ليتنقل بك سيناريو الفيلم بعد ذلك ما بين الماضي والحاضر حتى تكتمل صورة كيفية تكوين البطل الخارق لديك إلى الساعة الأولى من الفيلم تقريبًا دون شعور بالملل أو أن حلقة مفقودة.

النقطة الأخرى التي تحسب في الفيلم هو حجم وكمية الكوميديا الحاضرة سواء كوميديا الحوار أو الموقف وجزء كبير من هذا الكوميديا يتمحور حول السخرية من أفلام أخرى واقتباس عبارات شهيرة منها أو مشاهد والسخرية من شخصيات أخرى معروفة، لذلك قد لا يستوعب جميع المشاهدين هذا الجزء من كوميديا الفيلم إلا بناءً على الحصيلة المعرفية بالأفلام والشخصيات لدى المتلقي. ولا أريد هنا أن أذكر أمثلة على تلك الأفلام والشخصيات حتى لا يتم حرقها على المشاهد.

لاشك أن جميع طاقم التمثيل قاموا بأداء أدوارهم على الوجه المطلوب ولكن بطل الفيلم ونجمه الأبرز ريان رينولدز كان على الموعد للإبداع والإمتاع على أكمل وجه. ريان الذي لا يجذبني كثيرًا تمثيله وأفلامه التي شاهدتها له هي أربعة فقط، استطاع أن يضع بصمة للشخصية يصعب معها أن تتخيل ممثل آخر قد يقدمها غيره بالكوميديا الساخرة وردات فعله وطريقة كلامه. ولا ننسى مخرج العمل تيم ميلر والذي للدهشة فإن هذا أول فيلم سينمائي طويل يقوم بإخراجه وسبقه فيلمين قصيرة - ترشح عن أحدهما للأوسكار عام 2005 - ولكن بالتأكيد سوف يكون هذا الفيلم بمثابة البوابة له في أعمال أخرى بعد أن قام بإخراج رائع لفيلم مبني على الكوميكس.

أخيرًا لاشك أن تجربة مشاهدة الفيلم تستحق وبالأخص إذا ما كنت تبحث عن فيلم للتسلية البحتة مع كوميديا جميلة لطاقم ممتاز وإخراج جيد وقصة سرد مختلفة لشخصية بطل خارق. وفي انتظار فيلمي مارفل الأخرى لهذا العام أيضًا وهي Captain America: Civil War و Doctor Strange.