السبت، 6 أغسطس 2016

Jason Bourne

بطاقة الفيلم:
النوع: حركة، إثارة، دراما.
إخراج: Paul Greengrass
كتابة: Paul Greengrass, Christopher Rouse
الطاقم التمثيلي: Matt Damon, Tommy Lee Jones, Alicia Vikander, Vincent Cassel, Riz Ahmed, Julia Stiles
مدة الفيلم: 123 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 27 يوليو 2016
ميزانية الإنتاج: 120 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 162,162,120$
الإعلان الدعائي




أبدأ مقدمة مراجعتي باقتباسه أعجبتني مؤخرًا للكاتب حاتم علي في مراجعته عن فيلم Independence Day على موقع في الفن وهي كالتالي "المنهج السليم لصناعة جزء جديد ناجح من فيلم قديم، يعتمد بالأساس على قدرة صناع الفيلم الجديد على تحليل نقطتين: (عناصر نجاح الفيلم السابق + ذوق الجمهور الحالي) النقطة الأولى ضرورية لمخاطبة "النوستالجيا" والذكريات لدى الجمهور، والثانية هامة لصناعة فيلم لا ينسى جمهوره الحاضر ومتطلباته. الإخفاق في تحليل وفك أي من النقطتين ينتج تلقائيا فيلم محبط. " رابط المراجعة رابط المراجعة لحاتم علي

عودة سلسلة جيسون بورن بنجمها مات دامون ومخرج جزئيها الثاني والثالث بول جرينجراس هو أحد أهم الأخبار السينمائية التي تلقيتها مؤخرًا والفيلم الذي كان يتصدر قائمة انتظاري لهذا العام. فقد أضحت شخصية بورن أيقونة سينمائية وبل حتى الجزء الرابع على الرغم من استحضاره عوالم بورن في أحضان شخصية جديدة تمامًا ولكنه لم يحظى بذلك الثناء النقدي والنجاح الجماهيري في شباك التذاكر الأمريكي وعلى ما يبدو أن إرث بورن لا يصلح أن يكون لغير مات دامون. ولا شك أن عودة السلسلة تشوبها مخاوف من أن تكون عودة خافتة وضعيفة وهذا ما صرح به مات دامون في إحدى حواراته من أنها مخاطرة العودة بالسلسلة بشكل ركيك مع ختامها المثالي والناجح في الجزء الثالث The Bourne Ultimatum. وعلى رأس تلك المخاوف هو عدم وجود كاتب النص الدائم لها توني جيلروي الذي انسحب من المشروع والثاني الأهم هو ما التساؤل الجديد الذي سوف يقدمه الفيلم الحالي عن شخصية بورن وماضيه؟

يبدأ الجزء الجديد باستعادة بورن كوابيس ماضيه الذي اكتشفه في نهاية الجزء الثالث عن بداية انضمامه لبرنامج تريدستون في الاستخبارات الأمريكية وما وصل إليه وضعه الحالي. في المقابل تعود شخصية نيكي التي ساعدت بورن سابقًا وتقوم باختراق ملفات سرية للاستخبارات الأمريكية لتحضر معاها تساؤل جديد لبورن عن ماضيه. في حين أن الاستخبارات الأمريكية لا يمر عليها هذا الأمر مرور الكرام لتلحق بنيكي وتصطدم بوجود بورن مرة أخرى.


أعود لما أشرت إليه سابقًا وهو أنه كان لابد من أن يستحضر صناع النص سؤال رئيسي يدفع شخصية بورن للظهور مرة أخرى ويكون هذا السؤال هو المحرك الأساسي لأحداث الفيلم وخاصة بعد أن أصبح يتذكر كيف كانت بداية انضمامه إلى الاستخبارات الأمريكية. صناع النص جعلوا ما تم اكتشافه عن ماضي بورن في الجزء الثالث مجرد قشور لما هو أعمق لماضي بورن السحيق وأن تذكره لكل شيء لا يعني أنه على معرفة بالحقيقة كاملة. السؤال المنطقي هنا كان ما الذي جعل بورن ينضم من تلقاء نفسه للاستخبارات الأمريكية بدافع وحجة أنه يريد حماية المواطنين الأمريكيين؟ لاشك أن الكثير يريد أن يساهم في أمن وطنه ومجتمعه وكل بطريقته ولكن ما الذي جعل شخصية بورن تسلك هذا المسلك في سبيل تلك الغاية؟ وخاصة إذا ما لاحظنا أن شخصية بورن عند قدومه للاستخبارات الأمريكية للانضمام يتضح عليها أنها محبطة نفسيًا وما زالت في الفيلم الجديد تعاني من صراع مع ماضيها وندم على ما قام به ويعتريها نزعة العنف ويتضح ذلك من خلال انخراطه في قتال الشوارع الذي يتم المراهنة عليه من الناس. شخصية نيكي وهي الشخصية الوحيدة الحاضرة من الثلاثية ولاشك أن حضورها في أحداث الفيلم كان أمر جوهري على مستوى الأحداث وحتى النوستالوجي. وبالرغم من ظهورها القصير في الفيلم إلا أنه كان من الواضح التغيير الذي ظهر على شخصيتها في كونها أصبحت أقوى ورغبتها في فضح الاستخبارات الأمريكية دون الجلوس والانتظار بعد ما رأت نتيجة برامجهم السرية دون أن تكترث للمخاطر الناتجة عن كشفهم. من الأحداث الممتازة في قصة الفيلم هو أنه لم يغفل أن يكون جزء من الواقع الحالي والجدل الذي حدث كثيرًا في السنوات الماضية وما زال إلى الآن عن العلاقة بين خصوصية معلومات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة والأمن القومي. وقريب جدًا بداية هذا العام كانت هناك القضية الدائرة بين مكتب الاستخبارات الفدرالية FBI عندما أرادت من شركة آبل تقوم بعمل Backdoor أبواب خلفية في نظامها التشغيلي حتى تتمكن من فك شفرة أي جهاز آيفون واختراقه . وأخيرًا النقطة الجديدة أيضًا في أحداث الفيلم هذه المرة هو أن القاتل الذي يسعى خلف بورن لا يسعى للقضاء عليه فقط لمجرد إتباع الأوامر وإنما هو نفسه يحمل دوافع شخصية لقتل بورن على غير ما اعتدنا عليه من القتلة في أحداث السلسلة الماضية .


الجزء الجديد كان مُطعم بمجموعة من النجوم المعروفين وعلى رأسهم النجم الكبير تومي لي جونز الذي يمثل رأس الاستخبارات الأمريكية وأداؤه البسيط أضفى حضور على الشخصية. وأيضًا النجمة السويدية الشابة أليسيا فايكندر المتوجة على عرش هوليوود العام الماضي بجائزة الأوسكار عن فيلم The Danish Girl وترشيحها لجوائز الجولدن جلوب والبافتا عن نفس الفيلم وفيلم آخر Ex Machina. يبدو من الوهلة الأولى أن شخصيتها تعتبر بديلة لشخصية باميلا لاندي في الجزء الثاني والثالث ولكن مع مرور أحداث الفيلم تكتشف أنك حائرًا أمامها وتحمل في طياتها أكثر مما تبدي. وأضفت حالة صراع جيدة بين العقلية الجديدة والقديمة في إدارة مؤسسة مثل الاستخبارات الأمريكية. وكان هناك ظهور جيد من النجم الفرنسي فينسيت كاسيل. الحديث المهم هنا هو عن عودة مات دامون لأداء شخصية جيسون بورن. دامون كان حاضرًا على المستوى البدني لأداء الشخصية بعد تسع سنوات تقريبًا على الرغم من صعوبة هذا الأمر كما صرح بذلك والأهم من هذا هو حضوره النفسي الذي ما زال كامنًا داخل الشخصية وصراعها ما بين رغبتها في الابتعاد عن الماضي وبين نزعتها للانتقام حتى المشاهد الأخيرة من الفيلم. من الصعب أن تتخيل أن يقوم أحد غير مات دامون بأداء الشخصية كما ذكر أحد كبار منتجي هوليوود فرانك مارشال ومنتج سلسلتي إنديانا جونز وجيسون بورن من أنه غير المقنع استبدال الشخصيتين بممثل آخر ولن يكونا مثل شخصية بوند. لن أتحدث كثيرًا عن بول جرينجراس وأداؤه الإخراجي الغير مستغرب عنه وكان ممتاز للغاية ويحبس الأنفاس في مشاهد المطاردة في اليونان ولندن ولاس فيجاس ولكن الجدير بالذكر أن بول هو كاتب نص الجزء الجديد بالمشاركة مع كريستوفر روس وهذا الأخير في أول تجربة كتابية له وحصل على الأوسكار كأفضل محرر عن فيلم The Bourne Ultimatum.

ختامًا لا أنكر أنني دخلت قاعة السينما وأنا بتوقعات منخفضة عن الجزء الجديد وذلك لأنه من النادر أن تتمكن سلسلة من العودة بشكل ناجح ولكني خرجت سعيد جدًا بالنتيجة النهائية التي شاهدتها. الفيلم استطاع أن يلبي الجانب النوستالوجي للسلسلة بالنسبة لي ويربطني بها والسؤال الذي أتى من ماضي بورن ليتم بناء أحداث الفيلم عليه كان ممتاز مع اتساق أحداث الفيلم مع ما يحدث عالميًا في السنوات الأخيرة من صراع حماية الخصوصية والأمن القومي. وعلى الرغم من أني أتمنى أن أشاهد شخصية بورن في أفلام أخرى إلا أنه في نفس الوقت لا أتمنى عودتها دون المستوى.


معلومات جانبية:

1) تم إغلاق شارع Strip في لاس فيجاس من أجل تصوير مشهد المطاردة النهائي وتم تحطيم 170 سيارة في هذا المشهد وهذا رابط خلف الكواليس
2) المشاهد في أثينا تم تصورها في تينيريفي جزر الكناري وذلك نتيجة الإجراءات البيروقراطية من الحكومة اليونانية لإعطاء تصاريح التصوير والضرائب المرتفعة.
3) شخصية مات دامون وهي الشخصية الرئيسية في الفيلم تحدثت 288 كلمة/45 جملة فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق