الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

Saving Mr. Banks

بطاقة الفيلم:

النوع: سيرة ذاتية، دراما، كوميدي
إخراج: John Lee Hancock
كتابة: Kelly Marcel & Sue Smith
الطاقم التمثيلي: Emma Thompson, Tom Hanks, Colin Farrell, Paul Giamatti


مدة الفيلم: 125 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 20 ديسمبر 2013
ميزانية الإنتاج: 35 مليون دولار
الإعلان الدعائي


في ديسمبر من العام الماضي كانت مشاهدتي لفيلم Mary Poppins Returns  وهو فيلم لكل الأعمار ومحبي الأفلام الموسيقية بصفة عامة خفيف ومبهج بموسيقاه وأغانيه وألوانه ورقصاته وبصريته وتشعر معه بمشاعر مختلفة. وهو بمثابة جزء ثاني لكلاسيكية ديزني الموسيقية الشهيرة Mary Poppins التي أنتجت عام 1964. والكلاسيكية هذه بالتحديد ببداية رحلة إنتاجها كانت هي خلفية لقصة  فيلم Saving Mr. Banks  والذي تم إنتاجه سنة 2013. حماسي الوحيد للفيلم عندما تم إصداره سنة 2013 كان نابع بسبب أن قامة تمثيلية مثل توم هانكس يقوم بأول تجسيد لشخصية والت ديزني على شاشة سينما أو تلفزيون ولكن تأجلت مشاهدتي له سنوات حتى أثار فضولي مرة أخرى عندما عرفت قصة الفيلم التي تدور عن محاولات والت ديزني المستميتة الحصول على حقوق إنتاج فيلم لرواية ماري بوبنز الشهيرة سنة 1961 من كاتبتها السيدة ترافيرز مع تعنتها ورفضها لننطلق في رحلة معها من لندن إلى لوس أنجلوس نكتشف من خلالها المسبباب وراء ذلك.


هذه الرحلة كانت عبارة عن الانتقال في المشاهد بين ماضي السيدة ترافيرز الذي تسترجع فيه ذكريات نشأتها مع عائلتها وحاضرها الذي تضع فيه كل العقبات مع فريق والت ديزني حتى لا تبدي موافقتها على تحويل الرواية إلى فيلم. هذا الانتقال كان غاية الروعة في المونتاج وجميل وفي المعنى فكيف إنه كل مرة نرجع لماضي السيدة ترافيرز نكتشف أسباب تكون شخصيتها. شخصية المرأة العنيدة التي تحب أن تظهر دائماً القوة وجمود المشاعر ونبذها أي مغامرة وسلوك طفولي وكرهها للمال والاستقلالية والاعتمادية على الذات لدرجة فوق المعتاد والمعقول والتي تجعل منها بمظهر الوقحة وتصرفاتها مستنكرة وغير مفهومة. هذا الانتقال يصل في ذروته لمرحلة الدمج في أحد أجمل مشاهد الفيلم  تنفجر معه إيما تومبسون (السيدة ترافيرز) بأداء عظيم. كيف كل كلمة لها أو نظرة منها أو ردة على شيء ما نعود لنربطه بالماضي عند نقطة ما من الفيلم وكيف ألفت روايتها الشهيرة بشخوصها وحواراتها. وكيف محاولة خروجها من شرنقتها حتى تحتفي وتستمتع بلحظات جميلة معدودة.


فيلم Saving Mr. Banks أحد الأعمال التي بامتياز تلقي الضوء على إثر نشأتنا الأسرية في كيفية تكوين شخصياتنا وتركيبتنا النفسية وقراراتنا والسلوكيات والأفكار التي قد نتبناها لا إراديًا وإن كانت خاطئة أملاً في أن نحمي أنفسنا من الوقوع في نفس أخطاء غيرنا ونحمي أنفسنا من ألام أخرى  أو لا نخذل آخرين. هو عمل كان يذكرني أثناء مشاهدته بالمسلسل القصيرPatrick Melrose  الذي أنتج سنة عام 2018 من بطولة بينديكت كامبرباتش وكان يحكي عن نفس الثيمة وبنفس طريقة السرد التي تعتمد على الانتقال بين الماضي والحاضر ومبني على سلسلة روايات بنفس الاسم مع فارق أنه كان غارق في الكآبة.


أداء عبقري من إيما تومبسون في كل تفاصيله التي ذكرتها سابقًا بتجسيد شخصية السيدة ترافيرز. وفعلًا كان من الغريب تجاهلها في ترشيحات الأوسكار رغم ترشحها في باقي الجوائز الهامة الأخرى ولعل حظها العاثر وضعها في سنة كانت المنافسة على أشدها في جائزة أفضل ممثلة. توم هانكس بكاريزمته وأدائه البسيط الفعال كالعادة كان كافي في أداء دور والت ديزني. كولن فاريل في دور والد ترافيرز كان رائع ولطالما كان لدي تقدير له كممثل منذ فيلمه الذي أطلق شهرته Phone Booth. كان يعيبه ترنح اختياراته على مدار سنوات ولكنه في السنوات الأخيرة تحسنت خياراته. والممثلة روث ويلسون في دور الأم بقلة الكلام ولكن تعابير الوجه توصل كل إحساس. بول جيماتي أحد مظاليم هولييود في دور السائق إضافة جميلة. تصميم الإنتاج كان رائع من ديكورات وأزياء تعكس الحقبة بألوان مبهجة. وفي مشاهد كوميدية تجعلك تضحك من حوارات وردات فعل السيدة ترافيرز. مخرج الفيلم هو جون لي هانكوك والذي قدم لنا فيلم The Blind Side  الذي فازت عنه ساندرا بولوك بأوسكارها كأفضل ممثلة. وأخيرًا من المنصف أن اشكر الصديق الذي ذكرني به ومن الخيرة إني لم أشاهد الفيلم في عام 2013 رغم حماسي له ولكن كوني شاهدت فيلم ماري بوبنز السنة الماضية فجعلتني استرجع شخصيات الرواية وأتخيلها وأكثر تداخل معاها أثناء الفيلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق