الخميس، 3 أغسطس 2023

Oppenheimer

 

لم أعد أكترث وأهتم كثيرًا بمشاهدة الإعلانات الدعائية ولا تتبع أخبار الأفلام المتحمس لها وذلك حتى لا أعشم نفسي وخاصة إذا كان الفيلم لمخرج كبير أنا أحبه وأعشقه وأقدر أعماله مثل كريستوفر نولان الذي لم أشاهد سوى أول إعلان دعائي تشويقي (Teaser Trailer) لفيلمه الجديد Oppenheimer ولا يتجاوز الدقيقتين كما هو عُرف هوليوود في الإعلانات الدعائية التشويقية. أضف إلى ذلك كثرة الأخبار والأقاويل عما سوف يصنعه نولان في فيلمه القادم وخلف الكواليس وحشو للدماغ مبكر عن عظمة الفيلم قبل عرضه. مقابل انخفاض سقف توقعاتي مع آخر فيلمين له وهي Dunkirk الذي أقر له وأحترم رؤيته الإخراجية فيه وفيلم Tenet الذي كان فعليًا مخيب للأمال بالنسبة لي وتذيل بسهولة قائمتي لأفلام نولان وسبق كتبت عن كلا الفيلمين مراجعة مفصلة عن رأي بهما. 

كان هناك عوامل أكثر من مجرد أنه عمل لنولان حمستني للفيلم وهي أنه عن شخصية لم أكن أعرف عنها شيئًا وأول تجربة فيلم سيرة ذاتية لنولان وطاقم العمل الذي لا تتوقع منه أقل من أداءات رائعة. وكانت النتيجة خرجت من قاعة السينما سعيد ومبسوط ومنتشي وغارق في الأفكار ومستطرد في الحديث عن الفيلم وأخذني في رحلة لتتبع شخصية أوبنهايمر أكثر وعن نهاية الحرب العالمية الثانية التي ما زالت تشوبها العديد من الأسئلة أقلها من ضوء معرفتي المتواضعة مرورًا بمشاهدتي للفيلم مرة ثانية لأستمتع به أكثر.

الفيلم من اسمه يحكي عن عالم فيزياء الكم الأمريكي روبرت أوبنهايمر ورحلته أثناء توليه قيادة مشروع منهاتن الشهير لصناعة القنبلة النووية في سباق مع الزمن ضد الألمان خلال الحرب العالمية الثانية وتوابع ذلك عليه مع ماضيه الذي يسبق توليه المشروع. 

بداية الفيلم عبارة عن تنقلات سريعة في محطات من حياة أوبنهايمر حتى عودته إلى أمريكا جعلتني أتوجس وأشعر أن نولان سوف يقدم شظايا متناثرة عن حياة أوبنهايمر لن أستشعرها وخاصة مع رغبته في تقديم فيلم سيرة ذاتية شبه متكامل عنه وهو تحدي أصلًا دائمًا صعب لأي صانع عمل سينمائي ونادرًا ما ينجح أن تختزل سيرة شخصية في فيلم أيًا كانت مدته والأفضل دائمًا هو التركيز على مرحلة أو حدث مهم من حياة الشخصية.

ولكن في الحقيقة أن هذه الشظايا ما لبثت إلى أن تكشف لنا كل ما نحتاج معرفته عن شخصية أوبنهايمر وفي تفاصيل أحيانا جمالية على صعيد الصورة أو الرمزية المصاحبة لموسيقى تصويرية رائعة (تسلسل ذهابه لجامعة جوتينج) إن كان فيما يتعلق بخلفية أسرته واضطرابه الذهني وهوسه بفيزياء الكم وتحديه لذاته مع مسحة من غروره. مرورًا بعد ذلك برحلة عودته إلى أمريكا وبداية إدخاله وتعليمه فيزياء الكم هناك وأيدولوجياته وعلاقاته انتهاء برحلة صناعة القنبلة.

قد يبدو السرد الذي ذكرته بالأعلى بسيطًا ولكن طبعًا يا عزيزي القارئ إن كنت عارفًا بالشيخ نولان فسوف يكون من الحمق أن تدخل فيلم له كالعادة دون أن تتوقع ألا يكون فيه منخوليه (كما يٌقال بالعامية) وهنا يتلاعب بالخط الزمني للأحداث وطريقة السرد للفيلم. فرحلة وسيرة أوبنهايمر تتداخل فيها 5 خطوط زمنية رئيسية مع خطوط فرعية بسيطة أخرى تتنقل ما بين الماضي والحاضر. بين ماضي أوبنهايمر ورحلة صناعة القنبلة النووية وحاضر أوبنهايمر في توابع ما بعد صناعة القنبلة ووجهة نظر شخصية عضو الكونجرس لويس ستراس عنه مع استخدام لأداة الألوان للتعبير والتفريق بين المشاهد التي من منظور أوبنهايمر (الملونة) والمشاهد التي من منظور لويس ستراس (الأبيض والأسود).

وفي الحقيقة لم يكن ليكون هناك طريقة لإضفاء طابع الإثارة على الفيلم أكثر من استخدام هذه الطريقة حتى تبقى مشدود معه وتتكشف الحقائق وكما قال نولان لا تشويق يُرجى من سرد سيرة ذاتية بشكل خطي لا يحمل في طياته الغموض. وطريقة السرد هذه Non Linear ذكرتني بنفس الطريقة لأول فيلم شهير له وهو Momento وفيلم المخرج ديفيد فينشير The Social Network في ما يتعلق بالتنقل بين سيرة الشخصية في الماضي وجلسات الاستماع المختلفة في الحاضر.

السؤال المتداول كثيرًا هل حاول نولان تلميع أوبنهايمر وإصباغ البراءة عليه؟ في الحقيقة أني خرجت شخصيًا من الفيلم لا احمل تعاطف لشخصية أوبنهايمر ولكن أقرب مع يكون إلى التفهم الحقيقي لدوافعه في بناء القنبلة وفكرة شعور انسان بالندم على ما اقترفه ولحظة الإدراك التي يتداعى فيها عالمه وتسقط معه كل الأسباب المنطقية والشعورية التي كانت تدفعه لقرار فيه آخذ لروح انسان وخاصة لشخصية مضربة مثله. الفيلم نفسه لم يبرؤه في مواضع كثيرة وعلى ألسن شخصيات عديدة بعد صناعته القنبلة سواء أنه يحاول استجداء التعاطف أو أنه كانت لديه الفرصة في الاعتراض على استخدامها بعد صنعها أو أنه يحاول أن يكون شهيدًا تحت ألسن الآخرين للتكفير عن ذنبه أو عدم منطقية تغير وجهة نظره. إن كان هناك شعور بعثه لي الفيلم هو الشعور بالتقزز في المشهد الذي تم الاجتماع فيه مع وزير الحربية الأمريكي يتم فيه النقاش بشكل مقرف في أي مدن اليابان يتم رمي القنبلة النووية عليها وكأنهم يختاروا مكان للتنزه. 

على صعيد الأداءات أستطيع أن أقول إنه ثاني فيلم لنولان بعد فيلم Interstellar يحمل ثقل في الأداءات بالمقارنة مع باقي أفلامه التي كما أقول دائمًا يكون بطلها الفكرة أكثر من الممثلين ولكن مع ذلك لا أستطيع أقول أني خرجت مبهور من الأداءات وأتطلع للعودة لرؤية مشاهد تمثيلية بعينها أو حتى أضع أحدهم على مشارف الفور بالجوائز رغم الكلام المتصاعد في توقع ترشيح أوسكاري لأداء روبرت داوني جونيور في شخصية لويس ستراس. وقد يكون سبب أصلا اعجاب الناس بأدائه - رغم أنه ممثل ممتاز لا غبار عليه - هو قضائه فوق العقد في أفلام مارفل تحت عباءة شخصية الرجل الحديدي وحتى روبرت داوني جونيور نفسه اعترف من تخوفه أنه فقد قدراته في التمثيل لانغماسه في هذا العالم.

كذلك أداء كليان مرفي في شخصية أوبنهايمر وعلى الرغم من تعقيد الشخصية وقدرته فعليًا على إيصال كل شعور بخصوصها ولكن يحمل سمات من نفس شخصيته الشهيرة توماس شيلبي من مسلسل Peaky Blinders. الشخصية المضطربة نفسيًا وذهنيًا، عبقرية، زير نساء، لديه غرور وتعجرف واعتداد بنفسه مع سقوط في هاوية الشعور بالذنب. أما باقي الأداءات فأدت ما عليها سواء إيميلي بلانت، مات دايمون، فلورانس بيو فاستطاعت أن توصل ما هو مطلوب منها كشخصيات مساندة. لعل الدور الذي برز ولفتني من غير استقصاد هو أداء الممثل جيسون كلارك في شخصية المحقق روجر روب. أما ظهور رامي مالك وكيسي أفليك فكان عادي ولن يفرق معهم أدوراهم هذه في فيلم لنولان في مسيرتهم التي طفأت بعد حصولهم على الأوسكار وأخيرًا كان هناك ظهور مميز لجاري أولدمان كغالبية أينما حل.

على الرغم من غياب هانز زيمر للمرة الثانية على التوالي في عمل الموسيقى التصويرية لفيلم نولان بعد أن سطر روائع موسيقية تاريخية معه ولكن حقيقة أن التعاون الثاني للسويدي لودفيج جورانسون مع نولان بعد فيلم Tenet شهد مقاطع موسيقية غاية في الروعة والجمال في هذا الفيلم مبنية في أغلبها على الكمان أضع بعضها في آخر المراجعة وسوف يتم تداولها كثيرًا.

على الصعيد الإخراجي لا أستطيع أن أقول أني خرجت مبهور بصريًا مع عدم إنكار وجود بعض المشهديات لذلك ولكن يمكن لأني أقارنه بأفلام نولان الأخرى ولكن بلا شك أنه على مستوى السرد والإيقاع وإضفاء حس الإثارة وبعض التسلسلات بما فيها تسلسل مشهد اختبار القنبلة Trinity Test كان ممتاز جدًا.

فيلم أوبنهايمر هو فيلم نشهد فيه عودة نولان إلى رشده وتكفير عما قدمه في آخر أفلامه Tenet. فيلم غاية في المتعة يلاعبك به نولان على مستوى الزمن في طريقة السرد ولكن لا تفقد جوهره والدراما التي به مع مشهد نهاية وقع فيه نولان رسالته الأخيرة كيف كان لحدث القنبلة النووية أن يغير التاريخ للأبد مع تصاعد موسيقى Destroyer of the Worlds.

وصدق الممثل مات دامون عندما قال أن نولان هو المخرج الذي يقدم سينما عبارة عن خليط من الفن والأفكار العلمية والخيال والأفكار الهندسية في تصميم الإنتاج وتطوير عجلة تقنية الإنتاج السينمائي.

أبرز مقاطع الموسيقى التصويرية للعمل:

1)    A Lowly Shoe Salesman

2)    Quantum Mechanics

3)    Destroyer of the Worlds

4)    Can you Hear the Music

5)    Oppenheimer

6)    American Prometheus 

بعض المقاطع الجيدة التي صادفتها وأنا أبحث وأقرأ عن أوبنهايمر والحرب العالمية الثانية:

1)    Oppenheimer vs Heisenberg

2)    The 5 Atomic Pumps Ready to be Dropped in Japan

3)    Did Japan Surrender because of the Atomic Bomb?

4)    What Happened to Lewis Strauss after the Events of Oppenheimer

5)    Everything Oppenheimer Gets Right And Wrong About The True Story

6)    Top 10 Things Oppenheimer Got Factually Right

7)    Oppenheimer Famous Speech Being Destroyer of the Worlds

8)    الدحيح أوبنهايمر

السبت، 10 يونيو 2023

ٍSuccession

الكلام كثير عن مسلسل Succession الذي يعتبر بالنسبة لي أحد أعظم المسلسلات التي شاهدتها في حياتي ومن أروع ما صنعت الدراما التلفزيونية والأكثر تفاعلًا معها كنت مثل لم يحدث من قبل مع مسلسلات أخرى وحتى التحف المفضلة منها لي مثل Dexter وGame of Thronesو Breaking Bad لينضم المسلسل لهذه القائمة وبغض النظر عن تراتبيتها التي أتركها للزمن والسؤال الذي أرجئ إجابته دائمًا لترتيب القوائم الفنية ورغم أنه في قرارتي نفسي حاليًا يعتليهم كلهم بدرجة كبيرة وأجد نفسي محظوظ أن أسطر شيء بسيط عنه.

تحفة HBO مؤخرًا المرتكزة على ثيمة أبدية وقصة كلاسيكية شكسبيرية تناولتها كثير من الأعمال بصور مختلفة وهي العائلة والصراع على السلطة فيها وإرثها وحكمها بين أفرادها. وليس ببعيد قدمت HBO ملحمة Game of Thrones ولكن هنا أمام صراع عروش حقيقي وواقعي وملحمة عصرية في أساليب الصراع والنزاع والضرب، استحقت أن تثبت نفسها بميزانية هي بالتأكيد أقل بكثير من ميزانية لعبة العروش وبعيدة عن المؤثرات البصرية ومرتكزة على الشخصيات وتعقيداتها والأداء الخرافي الرائع المحكم لها من جميع الممثلين بلا استثناء وخاصة السبعة الرئيسيين وعلى رأسهم برايان كوكس وجريمي سترونج. ممثلين جاء بعضهم من خلفية بداية تمثيل مسرحية استطاع تطويعها لخدمة الشخصية بشكل رائع ويعتبر أداء العمر بالنسبة لهم جميعًا والشخصيات التي قد سوف يتم ذكرهم بها للأبد.

يبدأ المسلسل برتم في بدايته هادئ وقد يكون ممل بداية الموسم الأول وحتى أني شخصيًا كنت أشاهده حلقة بحلقة ولكن كان هناك تصاعد بشكل كبير يصل إلى ذروة رائعة في منتصفه يجعلك تستكمل الرحلة بكل شغف وحماس وتعلق بشخصياته وفي نهاية كل موسم ينتهي بشكل يجعلك على حافة انتظار الموسم المقبل. طريقة تصويره في الغالب أقرب للوثائقية للأحداث بالاستخدام الحر للكاميرا في زواياها وتنقلها وتركيزها على وجوه الشخصيات وتكبير وتصغير العدسة المفاجئ ووجود لقطات ضبابية مثل ما كان في المسلسل الكوميدي The Office لتعطي ايحاء وكأن الأحداث تصور بشكل حي وبعيدة عن أي حيادية بين الشخصيات.

هي دراما حتى أكبر من مجرد الصراع على عرش الإمبراطورية وإنما دراما عن علاقة إنسانية جوهرية متمثلة بالوالدية وتأثيرها وتعمق جذورها في نفوس الأبناء وتشكيل شخصياتهم وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع بعضهم وتعاملهم مع الحياة وصعوبة تغيرهم مما يجعلها محرك دائم لأحداث المسلسل وحتى أمام القرارات التي تبدو غاية في المنطقية لاتخاذها أمام المشاهد ولكنها في النهاية نابعة من شخصيات العمل المهزوزة والمعقدة والمركبة والمكتوبة بشكل يستحق التصفيق وكل واحدة من الشخصيات السبعة من غير مبالغة تستحق أن يتم إفراد مقال لها وتم تشريح شخصياتهم من محللين كثير على اليوتيوب.

ولكن لعلي أكتفي بتعليقين وحيدة ينبغي أن أذكرها. الأول عن أداء شخصية كيندل، فعلى مستوى ذاكرتي فالممثل جيريمي سترونج أعظم من قدم وجسد لحظات الاكتئاب ولا ينازعه في ذلك في ظني إلا كيسي أفليك في فيلم Manchester by The Sea ولكن حتى كيسي أفليك كانت شخصية المكتئب على خط واحد. ولكن شخصية كندل روي تتخبط يمنة ويسرى وتصعد وتهبط في أحداث المسلسل بسبب الاكتئاب وتحاول أن تنازع نفسها حتى تنجح وتصل إلى ما تصبو إليه وفي نفس الوقت لا يؤذي من حوله وأثرها واضح عليه في حديثه وطريقة كلامه وشتات تركيزه وعدم حضوره الذهني وانغماسه الشديد فجأةً في ظلامات الاكتئاب حتى وسط محاولات المضي قدمًا. والأداء الثاني هو للممثل الكبير برايان كوكس وشخصية الأب روي لوجان والذي حرفيًا وفعليًا تشعر معها بالمهابة والخوف والرهبة ولا تتمنى أن تخضع لواحد مثله أو تعمل معه أو تكون بين يديه إلا أن تكون ندًا لها.

الحوارات في المسلسل تتسم بالواقعية كما هي في الحياة تلقائية وأحاديث عابرة ومترددة ومتقطعة في الغالب أثناء الحديث بين أفرادها بحيث كل شخصية لا تعرف ماذا تريد أن تقول لأن الأغلب يقول غير ما يفكر به فعليًا وحذر في الحديث وفقط لملء الفراغ بعبارات عشوائية لشخصيات مشوهة نفسيًا وخاصة وقت الأزمات. مع وجود حس كوميدي في المسلسل بسبب فصلات لوغان وهبل كونري وتهكم رومان وسذاجة كريج.

المسلسل ليس فقط مقتصر بالتأكيد على الصراع وإنما هو باب كبير لتسليط الضوء والتعرف كيف تدار الشركات وتأثيرها الخارجي عن طريق إمبراطوريتها الإعلامية العابرة للقارات وقدرتها على التأثير في صناعة القرار ونفوذ رأس المال الخاص بها. تعامل الشركات في حالة احتمالية وفاة رئيسها التنفيذي وسرعة قرار اتخاذ البديل لطمأنه المساهمين على مستقبل الشركة. تعامل الشركات مع الفضائح الأخلاقية بها بما في ذلك الجنسية وتحايلها عليها ومحاولة إخفائها وإعادة تلميع صورتها. عمليات الاستحواذ على شركات أخرى ومنعها. صعود ظاهرة رواد الأعمال في المجال التقني وزحفهم في الاستحواذ على كل شيء وتغيريه من جذوره. نفوذ المال والإعلام في اختيار المرشحين للرئاسة ودعم الرئيس وإسقاطه وغيره الكثير من الأفكار والمضامين المعاصرة وخاصة التي نشهدها على الساحة الأمريكية حاليًا.

الموسم الأول كان عن التعريف بالإمبراطورية والعائلة والعلاقة بين افرادها وشخصياتهم ومحاولة الاستيلاء على حكم الإمبراطورية والسيطرة عليها من الأبناء. الموسم الثاني في محاولة إيجاد خليفة للشركة وافشال عملية الاستحواذ عليها ومن ذلك محاولة السيطرة على إمبراطورية إعلامية أخرى والنجاة من فضائح الفساد المتعلقة بالتحرش الجنسي. الموسم الثالث عن تفادي تداعيات انقلاب أخرى على الشركة وأثر انتشار الفضائح الجنسية عن الشركة وسمعة مؤسسها لوغان ومحاولة الإبقاء على الشركة عائلية ومحاولة تجديد الإمبراطورية قبل أن تضمحل أمام شركات وإمبراطوريات التقنية العملاقة والزاحفة أمام إعلام لوغان روي التقليدي بالإضافة إلى دعم الشركات الكبيرة وتوجيهها للسياسات الأمريكية والمنافسين على الانتخابات الرئيسية.

الموسم الرابع والأخير الذي نستكمل فيه القرار المفصلي الذي يريده لوغان روي ببيع امبراطوريته لرائد أعمال تقني سويدي أمام محاربة أبنائه لهذه الصفقة وإبقاء إرث والدهم في يدهم وتقاطع ذلك مع الانتخابات الأمريكية المشحونة بحالة الاستقطاب المخيف بين مرشحي الرئاسة لنحصل على واحدة من أروع الحلقات الأخيرة وختامية تليق بمسلسل عظيم عرف صُناعه كيف ومتى إنهاؤه في أربع مواسم فقط بعيد عن محاولة استغلال نجاحه وحلبه. ذكرني بمسلسل لعبة العروش الذي عبارة عن 8 مواسم وسبعة ممالك وعشرات الأشخاص يصارعوا على العرش وفي النهاية من تولى العرش جاء عن طريق خطبة عصماء وحلقة أخيرة لا تريد أن تعيدها أو تتذكر شيء منها أو تشاهدها بينما يكفي آخر دقيقتين من الحلقة الأخيرة لمسلسل Succession

تتر البداية والموسيقى التصويرية

يمكن أن نشهد عظمة هذا المسلسل من تتر مقدمة المسلسل Opening Credit Scene. التتر الذي من أول مرة شاهدته واستمعت لموسيقاه وطريقة مونتاجه بين اللقطات الحديثة ولقطات أرشيفية قديمة أعطاني إحساس بعظمة المسلسل وفخامة أجواؤه والطبقة التي يناقشها وإنه يتناول قصة وحياة أسرة عريقة ممتدة، وسعة الإمبراطورية وتطورها لعائلة لوغان روي وطبيعة العلاقات الباردة بين أفراد الأسرة وحياتهم الغالب عليها طابع الأعمال والمصاحبة لشارع المال في نيويورك مركز الأحداث. ومستحيل أن أتجاوز هذا التتر في بداية كل حلقة وإنما أبقى مستمع لموسيقاه الكلاسيكية الأوركسترالية وحتى عندما يتم استخدامها داخل أحداث المسلسل بتوزيعات مختلفة. هذا فضلًا عن الموسيقى التصويرية للمسلسل العظيمة والتي أتعب كثير كي أقول كم هي عظيمة عظيمة وفخمة.

بل إنه من عظمة تتر مقدمة المسلسل تم استخدام موسيقاها وعمل أسلوب مونتاج بنفس الطريقة على الكثير من العوائل والملوك والأثرياء المشهورين حول العالم على اليوتيوب لأنه فعليًا الموسيقى والمونتاج تعكس روح وحياة تلك الفئات.

HBO بالنسبة لي كثير ما تبدع في تتر مقدمة مسلسلاتها وتعطي انطباع رائع عن طبيعة العمل ومن ذلك ملحمية Game of Thrones وسوداوية أغنية الموسم الأول من True Detective وأغنية التتر التي تعطي انطباع على تعقد العلاقات في مسلسل Big Little Lies. أمر وتفصيله نفتقدها في صناعة أعمالنا المحلية.

الأربعاء، 31 مايو 2023

تاريخ السينما المصرية

الاخوان لوميير

الأخوان لوميير

قرر الاخوان الفرنسيان لوميير بعد عرضهم السينمائي الأول في ديسمبر عام 1895 السالف ذكره في المقال السابق عرض اختراعهم في أنحاء العالم وكان من أوائل الدول وثاني دولة هي مصر التي تم العرض فيها نظرًا لكثرة الأجانب وقتها. فكان أول عرض سينمائي في مقهى (زواني) بمدينة الإسكندرية في يناير 1896 وتبعه بأيام بمدينة القاهرة في 28 يناير في كافي (سانتي) بجوار حديقة الأوزبكية، ثم كان العرض الثالث بمدينة بورسعيد في عام 1898.

بدايات القرن العشرين

محمد كريم ويوسف وهبي

بعد ذلك بدأت عجلة صناعة الأفلام في العالم وبالتحديد أمريكا وفرنسا وبريطانيا بينما في مصر اقتصر الأمر على التوزيع وعرض الأفلام الصامتة في المقاهي والتجمعات مصحوبة بعزف بيانو أو موسيقى أسطوانات كلاسيكية وخاصة أن فن الفرجة كان شائعًا عند المصريين كعروض الأرجوزات. ونظرًا للإقبال والرواج على السينما فقام عدد من المصريين بهذا المشروع في منازلهم مقابل سعر تذكرة أقل ومن ذلك المخرج محمد كريم ويوسف وهبي الجاران المحبان للسينما واللذان سوف يكون لهم عظيم الأثر في السينما المصرية ومن الرواد في صناعتها كما سوف نذكر لاحقًا.

في يونيو عام 1907 وصل إلى الإسكندرية المصور الأول لدار لوميير لتصوير "ميدان القناصل" بالإسكندرية وميدان محمد علي وزيارة الخديوي عباس لمسجد أبي العباس وغيرها ويعد هذا أول تصوير لبعض المناظر المصرية تم عرضها بدار سينما لوميير، وبذلك اعتبر بعض النقاد أن هذا التاريخ هو بداية الإنتاج السينمائي المصري على اعتبار أن المادة المسجلة كانت في مصر على الرغم أن القائمين عليها أجانب.

في عام 1917 كان أول فيلم من انتاج الشركة السينمائية الإيطالية المصرية وهو فيلم "الشرف البدوي" وشارك فيه محمد كريم كأول ممثل مصري في بطولة فيلم وتم عرضه في سينما "شانتكلير" بالإسكندرية. أتبع ذلك تعاون آخر بين الاثنين عام 1918 بفيلم "الأزهار المميتة" مدته 40 دقيقة. وكلا الفيلمان في النهاية فشلا تجاريًا بسبب ضعفهم الفني وأعلنت معها الشركة افلاسها وتم إغلاقها.

محمد بيومي وفيلمه برسوم يبحث عن وظيفة

في عام 1923 تم صناعة أول فيلم برؤية مخرج مصري وهو محمد بيومي على الرغم أنه قصير مدته 12 دقيقة وكان بعنوان "برسوم يبحث عن وظيفة" وهو يروي عن علاقة بين الشيخ "متولي" والمسيحي "برسوم" في تأريخ اجتماعي كوميدي لأحداث ثورة 1919 والتي كانت ضد الاحتلال البريطاني والتي تكاتف فيها المسلمين مع المسحيين في الشعار الشهير "يحيا الهلال مع الصليب". وأقنع محمد بيومي رجل الأعمال طلعت حرب باشا بالاستثمار في صناعة الأفلام وبالفعل أنشأ أول استديو في ذلك الوقت وهو شركة مصر للتمثيل والسينما أداره محمد بيومي نفسه عام 1925.

ونختم في عام 1927 بأول فيلم روائي طويل اسمه "ليلى" تجاوزت مدته 90 دقيقة من إنتاج وتمثيل عزيزة أمير وشاركت في الإخراج والكتابة والمونتاج لتساهم في تأسيس مرحلة جديدة من السينما المصرية وتصبح من روادها ويُقال إنها أول سيدة أخرجت وأنتجت في العالم.

حقبة الثلاثينات

مع بداية الحقبة في عام 1930 أخرج محمد كريم أول فيلم مبني على رواية أدبية لمحمد حسنين هيكل بعنوان "زينب". وفي عام 1932 كان الحدث الكبير بإنتاج أول فيلم روائي طويل ناطق بعنوان "أولاد الذوات" إخراج محمد كريم وبطولة يوسف وهبي وأمينة رزق. وفي نفس العام كان فيلم "أنشودة الفؤاد" الذي شهد أول أغنية في فيلم مما شجع بعد ذلك على انتاج الفيلم الغنائي الأول "الوردة البيضاء" عام 1933 لمحمد عبد الوهاب وإخراج محمد كريم وتم عرضه في عدة دول عربية رفع من صيت عبد الوهاب ووصلت إيرادات الفيلم كما يُقال ما يُعادل ربع مليون جنيه في وقتنا الحالي وشجع على صناعة السينما. 

وما زلنا في نفس الحقبة التي تشهد أولويات ومنها أول فيلم تاريخي تم انتاجه بعنوان "شجرة الدر" عام 1935 من إخراج أحمد جلال وبطولة آسيا داغر. أخيرًا ظهرت استوديوهات انتاج أخرى أبرزها استوديو مصر من تأسيس المخرج أحمد سالم سنة 1935 والذي أحضر أبرز التقنيات له من الخارج وساهم في تحويل ممثلي المسرح إلى السينما ومن أبرزهم الكبير نجيب الريحاني.

 حقبة الأربعينات

بعد سلسة الأولويات التي شهدناها في حقبة الثلاثينات، من الطبيعي أن صناعة السينما تزدهر فكانت الاربعينات أحد الفترات الذهبية للسينما وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية بإنتاج وصل 50 فيلم في السنة مقابل 16 في الثلاثينات و450 صالة عرض بنهاية الأربعينات وانشاء 5 أستوديوهات كبرى وإيرادات الأفلام تأتي من توزيعها خارجيًا أيضًا ووصل ايراد الفيلم في المتوسط الى 100 الف جنيه ويٌقال مصدر الإيرادات الثاني للدولة بعد صناعة القطن وظهور فئة الأفلام الاستعراضية مثل "غزل البنات" و"قلبي دليلي" وإنشاء أول نقابة في المجال وهي نقابة السينمائيين المحترفين وظهور نجوم مثل ليلى مراد وفاتن حمامة وفريد الاطرش ومحمد فوزي ومخرجين كبار كتبوا أسماؤهم في التاريخ السينمائي المصري لعقود لاحقة مثل هنري بركات وكمال الشيخ وحسن الامام وعز الدين ذو الفقار وفطين عبدالوهاب  والأهم صلاح أبو سيف ملك الواقعية في مصر وهي حركة ثقافية سينمائية إيطالية ظهرت في الأربعينات (1942-1961)  كما ذكرنا في المقال السابق.وفي مصر كان نفس الأمر في تقديم القصص المرتبطة بالشارع والواقع بعيدًا عن قصص الطبقات الارستقراطية والباشوات والسرايات والروايات الأدبية العالمية وحتى إن كانت القصة خيالية فإسقاطها حتمي على الواقع البسيط ومن ذلك أفلام صلاح أبو سيف "الفتوة" و"الزوجة الثانية" و"صراع في النيل" لعاطف سالم و"الحرام" لهنري بركات.

حقبة الخمسينات

على الرغم من نتيجة ثورة 52 التي قام بها الضباط الأحرار ضد النظام الملكي وإسقاطه مما سبب تراجع السينما نوعًا ما ولكن الأسماء السالف ذكرها من المخرجين بالموجة الجديدة أكملت بروزها ومنهم المخرج يوسف شاهين صاحب أول فيلم مصري وأفريقي يقدم للتنافس في القائمة الأولية لأوسكار أفضل فيلم أجنبي بعنوان "باب الحديد". وظهر من الأدباء من أثروا على السينما بعد ذلك لسنوات مثل إحسان عبد القدوس الذي اشتهر في الغوص في أعماق النفس البشرية ونجيب محفوظ في الحياة الشعبية، بالإضافة إلى طه حسين، يوسف إدريس، يوسف السباعي. ومن النجوم أحد أساطير الكوميديا المصرية إسماعيل ياسين والنجم العالمي لاحقًا عمر الشريف وسندريلا الشاشة سعاد حسني. وفي عام 1956 كان أول فيلم بالألوان بعنوان "دليلة" بطولة عبد الحليم حافظ وشادية وإخراج محمد كريم والذي بذلك يعتبر أول من جعل السينما تعانق فن الأدب، ثم تنطق، ثم تغني بالألوان. ومعها طبعًا ظهور أول معمل لتحميض الأفلام الملونة أسسته ماري كوين. وتم إنشاء نقابة مختصة للممثلين ومعهد السينما العالي وكان أول عميد له هو محمد كريم.

حقبة الستينات

في الستينات ظهر التلفاز وانتشر معه حب الأفلام وحتى الأفلام التي لم تلقى الصدى والنجاح سابقًا أثناء عرضها السينمائي نالت من الحظ جانب. وأدرك جمال عبد الناصر أهمية السينما وقوتها الناعمة في الترويج لأفكاره وبالذات الاشتراكية فتم دعمها لاستغلالها فتدخلت الدولة والقطاع العام في الصناعة والتحكم بها وتقهقر معها القطاع الخاص في المجال وقل عدد الأفلام المنتجة في السنة وانخفض عدد صالات العرض. ويزيد على ذلك نكسة 67 التي انحدرت فيها معنويات المصريين فاهتزت صناعة السينما وجعلت الكثير يعملوا خارج مصر مثل لبنان وتركيا.

حقبة السبعينات

ظهرت أفلام المقاولات والتي يتم انتاجها في الغالب من أشخاص ليس لهم علاقة بالسينما ويتم إنتاجها بميزانيات ضئيلة قدر المستطاع وتعتمد على التصوير الداخلي أكثر من الخارجي وليس لها قيمة فنية بقصص ساذجة وسيناريوهات فقيرة مواضيعها تعتمد على الجنس والاغراء والأكشن والعنف والمخدرات بشكل سطحي. ونتيجة للوضع الاقتصادي بعد الحرب فكثير من الممثلين لجأوا إليها رغبة في الظهور او الاستمرار أو أكل العيش.

ومعها أيضًا أدركت الدولة خطأها الفادح بالتدخل في الصناعة وأسرعت في معالجتها بانسحابها بشكل كبير وتملكها القليل في المجال وكان هناك موجة من الأفلام عن حرب أكتوبر على جميع المستويات مثل أفلام "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"العمر لحظة" وتسليط الضوء على حكم عبد الناصر المتمثل في السجون والتعذيب والاستبداد السياسي والفكري أشهرها أفلام "احنا بتوع الأتوبيس" و"الكرنك" عن رواية لنجيب محفوظ. وأخيرًا أرادت مصر أن تضع نفسها على خارطة السينما العالمية فكانت أول دورة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

حقبة الثمانيات

على الرغم من انتشار أفلام المقاولات بشكل أكبر نتيجة انتشار جهاز أشرطة الفيديو وأصبح الكثير ينتجوا أفلام حتى فقط تذهب لشرائط الفيديو مباشرة دون السينما وزاد من ذلك الإقبال عليها في دول الخليج. ولكن هذا لم يمنع أن الكثير يصنف الثمانينات أيضًا بأنها أحد الفترات الذهبية في عصر السينما المصرية نتيجة لبروز مجموعة من المخرجين الشباب في ذلك الوقت الذين عادوا لتقديم سينما الواقعية الجديدة بحيث إنها تحكى من الشارع وفي الشارع المصري بعيدًا عن الأستوديوهات الكبيرة من أجل حواديتهم الخاصة التي يريدوها ويلتقطوا معها ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية أعمق وأكثر تفصيلًا نتيجة التحول حاد، ما بين عصر الثورة، والوحدة، والاشتراكية، وسياسات العدالة الاجتماعية، التي كانت في العهد الناصري إلى السياسات الرأسمالية، والليبرالية الاقتصادية، التي تبنّاها الرئيس السادات، وما انتهت إليه من تراجع مؤسسات الدولة وتمكين القطاع الخاص، وإغراق السوق بالبضائع المستوردة، وانتشار العلامات التجارية الأجنبية، وما رافقها على المستوى السياسي من الاتجاه نحو المعسكر الرأسمالي والولايات المتحدة، وتوقيع اتفاق السلام مع "إسرائيل"، ومواجهة التيارات اليسارية والإسلاميين.

لم يتوقف الأمر عند مستويات السياسية والاقتصاد، بل رافق ذلك تغيرات شديدة على المستوى الاجتماعي، بتغير القيم السائدة وبروز طبقات جديدة من رجال الأعمال ومن تمكنوا من تحقيق ثراء سريع مستغلين هذه الأجواء، إلى اختفاء وتراجع الطبقات الوسطى وتوسع الفقر ومن ذلك ثلاثية العار ومن هؤلاء المخرجين عاطف الطيب وخيري بشارة ومحمد خان وداود عبد السيد وسمير سيف وعلي عبدالخالق ومؤلفين مثل وحيد حامد وبشير الديك ومحمود أبو زيد وبرز معهم النجوم نور الشريف وعادل إمام وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز.

حقبة التسعينات

تراجعت أفلام المقاولات مع انخفاض الاقبال عليها في دول الخليج بعد حرب الخليج وفي نفس الوقت ظهرت عدد أكبر من الأفلام بمستوى فني كبير بما في ذلك فيلم "الكيت كات" لمحمود عبد العزيز وإخراج داود عبد السيد وخماسية عادل إمام التي كانت مع الكاتب وحيد حامد وإخراج شريف عرفة بمثابة تنفيس عن حالة الشعب وهي "اللعب مع الكبار"، "الإرهاب والكباب"، "المنسي"، "طيور الظلام" و"النوم في العسل". ومن الأحداث البارزة كان تكريم المخرج الكبير يوسف شاهين بالسعفة الفخرية في مهرجان كان السينمائي عام 97.

وفي سنة 98 جاءت الثورة التي أطلقها محمد هنيدي بفيلمه "صعيدي في الجامعة الأمريكية" وأنعش شباك التذاكر فكان صاحب أعلى إيرادات في تاريخ السينما إلى فترة قريبة بقيمة اليوم وبعده أفلام "الناظر"، "عبود على الحدود" و"همام في أمستردام" وأطلق معاه جيل "الكوميديانات/المضحكين الجدد" مثل علاء ولي الدين وأحمد حلمي ومحمد سعد وأحمد السقا وكريم عبد العزيز ومنى زكي ومنة شلبي وغادة عادل وياسمين عبد العزيز وما زالوا نجوم قائمين إلى اليوم، إلا أن  جودة الإنتاج المصري ضعفت على مستوى قصص الأفلام وأهميتها مقابل تحسن في نواحي فنية تقنية أخرى ولكن لهذا مبحث آخر عن أسبابه التي قد تختصر في سطوة شركات الإنتاج في البحث عن تضخيم مكاسبها وخاصة مع انفتاح سوق السينما الخليجي لهم وتشديد الرقابة للحديث عن مواضيع حساسة أو مهيجة للشعب ودخول وساطات في تبني مواهب جديدة وغيرها الكثير من الأسباب الأعمق التي قد تستحق مبحث آخر.

مصادر

1)      فيديو تاريخ السينما في 6 دقائق ونصف

2)      فيديو رحلة عبر تاريخ السينما المصرية في مئويتها الأولى

3)      فيديو أعظم سنوات السينما المصرية