بطاقة الفيلم:
النوع: دراما.
إخراج: Steven Spielberg
كتابة: Steven Spielberg & Tony Kushner
بطولة: Michelle Williams, Paul Dano, Gabriel LaBelle, Seth Rogen, Judd Hirsch
مدة الفيلم: ساعتين و 31 دقيقة
الإعلان الدعائي
الفيلم الجديد للمخرج الكبير ستيفن سبيلبيرج هو أحد 3 أفلام مما يحضرني من جملة مشاهداتي لهذا العام خرجت منها منتشي بمشاهدتي وهو كعادة أفلام سبيلبيرج يلعب فيه بمشاعرك ما بين بهجة وتعاطف وترقب درامي رائع في لحظات مفصلية لشخصياته لقصة بسيطة كعادة أغلب أفلامه الدرامية ولكن لديها هذه المزية في تحريك مشاعرك وهذا ما ولد أصلًا حب السينما عند سبيلبيرج في فيلمه الجديد الذي هو بمثابة سيرة ذاتية عنه وعلاقته بالسينما. الفيلم يحكي عن عائلة فابلمان وبالتحديد سام الطفل الذي نشهد لحظة ولادة حبه للسينما وشغفه بصناعة الأفلام منذ السابعة من عمره وحتى مراهقته في ظل والدين لديهما توجه وروح مختلفة تحركها في الحياة والصراع الذي ينتج عن ذلك من اختيار ما بين الفن والأسرة ومسؤوليتها والتعامل مع أزماتها ونتائج تنقلاتها بين المدن وطموحات والده له ونمضي مع سام في رحلته حتى نرى هل سوف يصل إلى مسعاه أو لا؟ أو بالأحرى كيف سوف يصل إلى مسعاه باعتبارنا نعلم أنه فيلم عن سبيلبيرج.
الفيلم يبدأ بمشهد افتتاحي جميل يحكي كل شيء قادم في الفيلم من لحظة علاقة سام بالسينما وإلقاء الضوء على شخصية والديه وكل واحد منهما يصف له هذه التجربة التي سوف يقبل عليها لأول مرة في حياته وتبديد خوفه من دخول قاعة السينما المظلمة. فالأب يحمسه لهذه التجربة من منطلق علمي بحت وكونه مهندس لطفل عمره سبعة سنوات بأن ما سوف يراه هو نتيجة عمل اختراع عظيم ويسهب في شرح آليه عمله من منطلق شغف الأب بالعلم بينما والدته من منطلق روحها الفنية تحمسه للتجربة بجملة بسيطة وهي أن عالم السينما بمثابة عالم الأحلام التي لا يمكن أن ينساها وتنطلق من بعدها رحلة سام ونشاهد سلسلة من المشاهد الجميلة التي تعكس حبه لصناعة الأفلام وهو طفل بمساعدة أخواته واستخدام أشياء من حوله ويستمر هذا الأمر حتى مراهقته في جمع أصدقائه للتصوير وملاحظاته من الحياة لحل مشاكل الإنتاج وحرصه على صنع فيلم ذو أكبر قدر من المصداقية والواقعية بذكاء وأدوات ووسائل بسيطة ونشاهد نحن معه عملية المونتاج للأفلام القديمة وصوت بكرة الفيلم وإضاءة البروجكتر في قاعة السينما قديمًا مع الأفلام الصامتة فنشاهد أفلام صغيرة داخل فيلمنا الكبير وتأثيرها على مشاعر جمهور سام وانعكاس هذا الأثر في عيني سام والنشوة التي تصاحبه وكيف أن صناعة الأفلام بالنسبة له بمثابة الدواء والنجاة والملجأ والصفاء حتى وقت الأزمات.
الفيلم ترشح لسبعة جوائز أوسكار هي الأبرز فعلًا في الفيلم وكل واحدة منها مستحقة لا غبار عليها ومنها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل نص وأفضل تصميم إنتاج. ولكن إذا كنت سوف أبدأ الحديث عن أحدها فهو ما يتعلق بأداء ميشيل ويليامز لشخصية الأم (ميتزي) الذي فعلًا أحد أبرز الأداءات النسائية التي شاهدتها لهذا العام والذي من خلاله توصل كمية من المشاعر المعقدة بين الزوجة المحبة لزوجها ولكن هناك شعور بعدم التآلف مع روحه وطريقة تفكيره وتوجهه في الحياة رغم عدم إنكارها واعترافها أنه زوج رائع وصالح والأم المحبة لأولادها وضحت بحياتها الفنية وشغفها بعزف البيانو من أجل تكوين أسرة وفي صراعها من أجل الحفاظ عليها والدافعة لشغف ابنها سام وفهمها له. في كل مرة كانت تظهر ميشيل ويليامز كانت تخطف الشاشة بأدائها.
بول دانو على الرغم من عدم ترشيحه ولكن أداؤه كان محكم في شخصية الأب المهووس بالعلم والحديث عنه وطموحه المهني ومحاولة نقل هذا الجانب لأولاده وكذلك المحافظة على أسرته وتفادي حقيقة مشاعر زوجته ومحاولة مساعدتها رغم ذلك.
الأداء الآخر الذي تم ترشيحه هو عن أفضل دور مساعد للممثل جود هيريش والذي ظهر فقط في ثلاث مشاهد أحدها كان لب الفيلم ورسالته وتلخيص صراع البطل سام الذي نعلم أنه سوف يواجهه وقام بأداء أشبه ما يكون بالمسرحي مع لمسة كوميدية كانت رائعة.
وأخيرا ترشيح موسيقى جون ويليامز التصويرية وهو رفيق درب ستيفين سبيلبيرج ومؤلف موسيقى أغلب أفلامه ولا عجب أن يكون في أهم فيلم له يسطر معزوفات جديدة أغلبها ترتكز على البيانو الذي هو بمثابة ملاذ لشخصية الأم ميتزي وهنا رابط لمجموعة موسيقى الفيلم (الرابط)
فيلم The Fabelmans لكل من عشق الفن سواء امتهنه أو لم يمتهنه وفيلم ذكرني برسالة حب لمن شغفهم الفن كما في فيلم La La Land وصارعوا فيه وقد يكونوا خسروا أقرب الناس لهم من أجله ورسالة حب للسينما بالتحديد ذكرتني بفيلم سكورسيزي Hugo وتكريمه للفرنسي جورج ميليس صاحب أول فيلم سينمائي قصير بعنوان رحلة إلى القمر وهنا رسالة أخرى من سبيلبيرج غاية في الشاعرية في حب الفن والسينما.
أجمل مشاهد الفيلم (تحذير بالحرق)
من أجمل مشاهد الفيلم هي التي يحدث فيها العقبة والالتواءة الرئيسية الأولى لبطلنا واكتشافه لحقيقة علاقة والدته مع صديق والده من خلال شاشة المونتاج التي يستخدمها ويحبها وكيف نحن كمشاهدين نكتشف هذا الأمر تدريجيًا معه على الرغم من شعورنا المسبق تجاه هذه العلاقة ولكن هناك ترقب أكبر للتفاصيل وما كان يحدث خلف الكواليس مع موسيقى عزف بيانو والدته في الصالة حتى تشكلت هول الصدم على سام في النهاية.
مشهد انكشاف حقيقة ميتزي أمام الأسرة والمشاعر التي يسببها لكل شخص ومحاولة كل طرف توضيح وجهة نظره والحوار الذي دار بعد ذلك بين سام وأخته عن طبيعة شخصيته وتشابهها مع والدته.
المشهد الكوميدي الذي تحضر فيه مونيكا سام إلى غرفتها في منزلها ومحاولة تنصيره وتحويله للمسيحية.
مشهد الحوار بين سام ولوجان أثناء حفلة التخرج وبعد عرض فيلم سام القصير وتفسيرات إظهار سام للوجان في الفيلم بطريقة لا تكون إلا في الأحلام وكأنه هنا يستعير بجملة والدته في بداية الفيلم بأن الأفلام قادرة على صنع الأحلام وكأن سام فعلًا يحاول إثبات ذلك فضلًا عن إنه يثبت تأثيرها عندما أصلح العلاقة بين لوجان وحبيبته.
مشهد النهاية المفاجئ
بظهور المخرج ديفيد لينش الذي يعطي بطلنا السر الأساسي الذي يصنع به سبيلبيرج
أفلامه إلى يومنا هذا في رحلة أبطاله ويجعلنا نصعد ونهبط معهم في لحظات انتصاراتهم
واخفاقاتهم فيخرج سام وكأنه ملك هذه الدنيا بهذا السر.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق