الأربعاء، 9 سبتمبر 2020

Tenet

 بطاقة الفيلم:

النوع: أكشن وخيال علمي
إخراج: Christopher Nolan
كتابة: Christopher Nolan
الطاقم التمثيلي: John David Washington, Robert Pattinson, Elizabeth Debicki, Kenneth Branagh


مدة الفيلم: ساعتين ونصف
تاريخ الإطلاق: 27 أغسطس 2020
ميزانية الإنتاج: 205 مليون دولار
الإعلان الدعائي


أول وأهم فيلم منتظر لي هذا العام لأنه يحمل اسم صانعه المخرج كريستوفر نولان وهو كاتب الفيلم أيضًا والأجمل كان توقيت الفيلم الذي يأتي بمثابة العرس والهدية لعشاق السينما بعد توقفها حول العالم نتيجة وباء فيروس كورونا ولكن باختصار ومن الأخير للآسف الشديد هو أني لم استمتع بالفيلم وسبب عدم استمتاعي بالفيلم أيضًا ألخصه في أني لم أفهمه بشكلٍ كامل.

قصة الفيلم تحكي عن الشخصية الرئيسية التي تنجح في تجاوز الاختبار الذي أُسند إليها من منظمة معينة وبعدها يتم إيكال مهمة خطيرة وكبيرة له هدفها إنقاذ العالم مما هو أسوء من خطر الحرب العالمية الثالثة. 

ليس بالغريب على نولان أن لديه هوس خرافي وغير طبيعي بثيمة الزمن والتلاعب به في سرد جميع أفلامه بداية من فيلمه الذي أطلقه للعالم Momento ومعهم Inception و Interstellar وبل حتى يا مؤمن فيلمه قبل الأخير Dunkirk الذي تدور أحداثه في الحرب العالمية الثانية لم يسلم من ذلك. فمن يخطر على باله أن فيلم من هذا النوع أيضًا سوف يضع فيه خدعة يخلط فيها زمن الأحداث حتى أني قلت في نفسي يا ابن اللعينة حتى هذه الأفلام لم تسلم منك وإن كانت هذه الخدعة قابلة للالتقاط من المشاهد بشكل سريع. وكذلك ثلاثيته فارس الظلام عن باتمان التي لم يكن بها تلاعب بالزمن في سردية الأحداث ولكن عامل الوقت كان مهم في المواجهات وصراعات الفصل الأخير منها.

هذا الأمر يجعل انطباع المشاهد عن أفلام نولان دائمًا قبل أن يشاهدها هو عبارة عن عوالم جديدة وحلقة من التعقيدات والأفكار الدسمة والمفاهيم العلمية حتى تعودوا على ذلك وتبرمجوا عليه. حتى أن كثير من عشاق نولان لم يرقى لهم فيلمه السابق Dunkirk بسبب أنه لم يحتوي على نفس هذه الثيمات.

فيلم نولان الحالي بالتأكيد لن يختلف عن سابقه ولكن مع فوارق كبيرة جعلتني لم أستمتع إذا ما أخذنا في الاعتبار أشهر مثالين وهما فيلمي Inception و Interstellar. في فيلم Inception الفصل الأول منه كان عبارة عن تعريف للعالم الذي سوف ندخله بقواعده وأدوار فريقه مما يجعلنا على قدم وساق مع مهمة الفريق وفهم تعقيدات ما يتم مواجهته وعواقب أفعالهم وكل ما تحتاجه فقط هو قليل من التركيز. بينما في فيلم Interstellar لم يكن نفس الأمر ونتعرف على ما نحن مقدمين إليه مع تقدم الأحداث وأعترف أني لم أخرج من الفيلم باستيعاب كامل له ولكن يبقى فعًلا من أعظم ما شاهدت لأسباب كثيرة من أبرزها هو الدراما التي كانت تحتويه متمثلة في العلاقات ما بين الأب وابنته والأب ورفيقته في الرحلة صنعت مشاهد لا أنساها وأتأثر بها. بل أن فيلم Interstellar هو الفيلم الذي دائمًا ما أقول يتضمن الأداءات التمثيلية المؤثرة والمحركة والتي لها وزنها على مستوى جميع أفلام نولان إذا ما استثنينا الجوكر. هذا ليس تقليل من أداء الممثلين الآخرين في أفلامه ولكن فكرة أفلام نولان دائمًا ما تكون طاغية على الأداء وقادرة بشكل خرافي وكافي وحدها على جذب المشاهد من أول لحظة لآخرها مع عناصر فنية أخرى كثيرة وطاقم التمثيل دائمًا ما يتم اختياره لخدمة الدور بالملي (على المقاس). فأنت لن تقول يومًا ما أن أعظم أداء لديكابريو كان في فيلم Inception وبل لن يكون من العشرة الأوائل له ونفس الحال في مشاركات كريستيان بيل في ثلاثية فارس الظلام وفيلم Prestige. أي نعم ما زلت أرى باتمان كريستيان بيل أفضل ما تم تقديمه إلى الآن ولكن هذا راجع لثورية نولان في عرض نسخة جديدة من باتمان ومن يتابع مسيرة بيل يعرف أن مثل هذا الدور بتعقيداته بمثابة إحماء وشحذ بسيط  لقدراته التمثيلية.

فيلم Tenet للآسف الشديد أنه لم يحتوي على فصل أول من وجهة نظري يرسي فيه مفاهيم عالمه وقواعده وبل حتى من أول مشهد يجعل صافرات الإنذار في ذهنك تنطلق أنك يجب أن تبذل أقصى درجة من التركيز والجهد الذهني لفهم الفيلم ومع كل مشهد يمر كنت أحاول أن أبني حصيلة معرفية عن العالم وما هو قادم وما هو كائن أمامي وإيجاد إجابات للأسئلة التي مضت حتى فرطت السبحة وبلغت الأمور أوج تعقيداتها في النصف الثاني من الفيلم من بعد مشهد المطاردة بالسيارات وكل الخيوط والشروح ارتمت مرة واحدة حتى أني لأول في فيلم من أفلام نولان الذي أعشقه أصل لدرجة أفقد فيها الاهتمام وأقول في نفسي تبًا أريد أن أرى النهاية فقط وفقدت على الجانب الآخر حس الاستمتاع بجماليات عناصر الفيلم الأخرى والتي بالفعل كان منها الكثير ما هو متفرد على مستوى الصنع.

 مصطلحات كثيرة كان يتم إطلاقها في الفيلم لم أفهم معناها كالكماشة والمفهوم الأساسي المبني عليه الفيلم وهو Inversion لم يتم سرد قواعده إلا خلال أحداث الفيلم بعد ما تنتهي بطارية ذهنك حتى أن أحد الشخصيات في أحداث الفيلم تقول للبطل الرئيسي لا تحاول الفهم ولكن أشعر بالأمر 😃 وكأنها كانت تشعر بي وعلى الرغم أنها استدت هذه النصيحة في بداية الفيلم ولكني لم ألقي لها بالًا وإلا كنت في راحة من عناء تتبع الفيلم.

وعلى الجانب الآخر فإن ما أسعف الفيلم في الجانب الدرامي البسيط الذي كان موجود هو دور وشخصية الممثلة إليزابيث ديبيك والذي كان الأداء الأبرز في الفيلم مع كالعادة توظيف جيد لبقية الأدوار لطاقم العمل الرئيسي من جون ديفيد واشنطن (تدري إنه ابن دينزيل واشنطن، عشان لا تقول ما قلت لك J) وكذلك كريزما روبرت باتينسون ولعل الأداء الثاني الملفت بالنسبة لي في الفيلم كان لكينيث براه في دور الشرير على الرغم أنه كان هناك ردة فعل كرتونية غاضبة منه في أحد المشاهد.

لعل آخر ما تبقى عن الفيلم وحديثي عنه هو افتقادي الشديد لموسيقى هانز زيمر وللآسف أنها حتى في فيلمه قبل الأخير عندما كانت موجودة لم تبقى خالدة تأخذها للاستماع معك أينما ذهبت كحال باقي موسيقاه في أفلام نولان الأخرى ولكن بالتأكيد كانت لها أثرها وفعاليتها ودورها في بناء حالة التوتر في Dunkirk. هانز زيمر تخلى عن نولان لأول مرة منذ بداية تعاونهما المستمر عام 2008 في فيلم The Dark Knight من أجل مشروع الحلم بالنسبه له في فيلم Dune الذي سوف يصدر في نهاية هذا العام. موسيقى لودفيج جورانسون في فيلم Tenet كانت عملية وأضفت شخصيتها وأعطت أجواء في الفيلم وحتى في المواجهة الأخيرة وفصل الختام لعل مع أبقاني معه بعد استنزافي الذهني هو أجواء هذه الموسيقى.

ماذا بعد؟ نعم إذا كنت من محبي سينما نولان على شاكلتي فهذا رابط مراجعتي لفيلمه السابق Dunkirk قراءة ممتعة للجميع. 


السبت، 21 مارس 2020

سينما 2019 وأفضل أفلامها




مما دفعني للكتابة وعمل قائمة لأفضل أفلام العام الماضي 2019 هو بالتأكيد أنه عام تستطيع أن تخرج منه بقائمة محترمة أساسية ومعها قد يكون أيضًا شرفية دون أن تجبر وتغصب نفسك وتعارضها في أن تحشو أفلام في القائمة لمجرد إكمالها. عام سينمائي ممتاز لم أشهده منذ 2016. عام أستطيع أن أستدعيه بعودة مخرجين محببين إلى قلبي وهم مارتن سكورسيزي وكونتين تارنتينو وسام منديز ومايكل ماجنولد ولم يخيبوا جمعيًا ظني. عام انتهى به عالم مارفل السينمائي في مرحلته الثالثة وكانت ملحمة مسك الختام بفيلم Avengers Endgame وكسر للعشرة سنوات التي بقي فيها فيلم Avatar لجيمس كاميرون متربع على عرش شباك التذاكر العالمي منذ صدوره عام 2009. عام شهد أول فيلم مارفل بطولة نسائية Captain Marvel وللآسف كان محبط وأقل أفلام مارفل جودة من التي شاهدتها. عام ظهر معه جوكر آخر يبقى معنا ويتحدث عنه القاصي والداني بعد جوكر هيث ليدجر بإحدى عشر عامًا. عام شهد وداعية بجزء رابع والمفترض أنه أخير لفيلم الطفولة المحبب الذي أطلق شركة بيكسار Toy Story 4. ومع فيلم Toy Story 4 كان الأداء الصوتي اللافت وظهور جزء ثالث ممتع كالعادة من سلسلة  John Wick لترسخ شعبية ونجومية كيانو ريفز التي عادت انطلقت منذ سنوات. ونبقى مع ديزني وما زالت سلسلة إحياءها أفلام الأنيميشن الكلاسيكية الخاصة بها فكان أولها Dumbo الذي لا يبقى منه أي أثر شعوري بعد الخروج منه و Aladdin بمحاولة الاختلاف الجيدة فيه و Lion King بروعة المؤثرات البصرية فيه وشعوري بالمتعة نتيجة أني لم أشاهد الفيلم الأصلي منذ التسعينات مما أعطاني مساحة لاستعادة الذكريات والتفاعل معه. 

عام كانت بداية الحماس مع فيلمGlass  للمخرج نايت شملان استكمالًا لروعة ثنائيتي Unbreakable و Split  ولكن جاء مثبط ومحبط ومخيب للآمال يدخل في رتم خالي من الإثارة وتنظير كثير للفكرة وتسلسل نهاية سيئة فيه أشياء غير مقنعة ومستساغة. ويأتي بعده في الإحباط الجزء الرابع والأخير من سلسلة X-Men ونهاية جيلها الحالي الذي أعاد السلسة بقوة في بدايتها عام 2011 بقيادة الثلاثي فاسبندر وماكافوي ولورانس. عام شهد جزء ثاني  جيد من فيلم It ولكن أقل جودة من الأول وجزء ثاني كوميدي أكثر من فيلم Zombieland وجزء ثاني مفاجئ وممتع لفيلم Doctor Sleep  بعد 39 عام من فيلم The Shining  لستانلي كوبريك. عام أبدعت نيتفليكس في إنتاجاتها السينمائية وأثبتت نفسها بأفلام The Irishman و The Marriage Story و The Two Popes و حتى إيدي ميرفي كان له نصيب ممتع في فيلمه Dolomite is My Name. واستدراكًا للحديث عن أفلام 2019 فتلك قائمتي المفضلة لما شاهدته منها:

12- Ad Astra
فيلم يحكي عن رائد الفضاء روي ماك برايد المشهود له بالكفاءة فيتم إرساله في مهمة للفضاء الخارجي على حافة النظام الشمسي ليكتشف حقيقة اختفاء والده وسر التهديد الكوني الذي تواجهه الأرض. مع وضعه بأفلام الفضاء الأبرز في السنوات الأخيرة. فهو ليس بعمق فيلم  Interstellar العلمي والفلسفي ولا إثارة Gravity ولا مغامرة The Martian  البطولية ولكن يأخذ من كل واحد منهم الشيء البسيط ويلعب به على وتيرة هادئة ومعاني جميلة مع أداء بسيط ومؤثر من براد بت لشخصية تعاني من صراعات مصحوب بموسيقى تصويرية لافتة في المشاهد الدرامية.

11- Once Upon a Time in Hollywood
اجتماع فني فخم آخر كان منتظر عام 2019 لكوانتين تارنتينو العائد بفيلمه التاسع قبل الأخير – كما يُقال - مع ممثلين تعاون معهما سابقًا وهما ليوناردو ديكابريو Django Unchained و براد بت Inglorious Bastards. الفيلم  يحكي عن ممثل تلفزيوني في نهاية الستينات يضمحل نجمه فيجد نفسه في محاولات حثيثة للعودة إلى الأضواء والشاشة الفضية في رحلة مع صديقه والدوبلير الخاص به. (رابط مراجعة الفيلم كاملة)

10- Knives Out
يحكي عن جريمة قتل لروائي شهير وثري وكبير في السن وأثناء التحقيق يتم توجيه أصابع الاتهام لأفراد عائلته. فيلم جريمة جميل في تفاصيل حدوثها وتعقيدها مع تقدم الفيلم وعدد ودوافع متهميها وفصل تقديم الشخصيات بداية الفيلم مع كوميديا موظفة بشكل ممتاز نابعة من الشخصيات وأداء تمثيلي مختلف تمامًا لدانيال كريج في دور المحقق وكريس إيفانز أحد المتهمين والموهبة الصاعدة آنا دي أرماس في دور الخادمة. ويبقى من الصعب أن لا تخرج كمشاهد في حالة انتعاش من الفيلم.

9- Jojo Rabbit
فيلم يحكي عن طفل عمره عشرة سنوات يكون في جيش هتلر النظامي للأطفال ويكتشف أن والدته تخبئ فتاة يهودية في المنزل. فيلم عن أحقية فرصة العيش لكل إنسان بغض النظر عن دينه وعرقه وبعيد عن ما يتم زرعه فينا من أفكار وقيم وقدوات مزيفة تحض على الكراهية وعن حلاوة الحياة في أبسط تصرفاتها. فيلم خفيف وممتع بشخصيات وأداءات جميلة وكوميديا ساخرة بمعنى الكلمة وساوند تراك جيد وإخراج رائع من تاكيتا واتيتي المخرج الذي قدم لنا أحد أجمل أفلام مارفل وأمتعها وأكثرها إضحاكًا Thor Ragnarok.

8- Avengers Endgame
أول أفلام العام كان انتظارًا وخاصة بعد أن جعلنا الجزء الرائع الذي يسبقه  Avengers Infinity War على حافة الترقب لمصير أبطالنا ونصف البشرية التي تم محوها من قبل ثانوس وكيفية استعادتها. نهاية المرحلة الثالثة من عالم مارفل ورحلة قضينا فيها 11 عام مع 22 فيلم و26 بطل و6 أحجار أبدية ونهاية لم يكن بالإمكان أفضل مما كان في إرضائها ومتعة مشاهدتها على شاشة السينما مع ختام رائع لرحلة بعض شخوصها ومغامرة تكافئ محبي السلسلة ومتابعيها على مدار سنوات بروابط من الأفلام السابقة وفصول متماسكة للحبكة تجمع ما بين الدراما المؤثرة والإثارة وحس مارفل الكوميدي المعتاد في أفلامها فهو عبارة عن ثلاث ساعات لا تحمل فيها هم الملل.

7- Joker
الفيلم أعطاني ما كنت أتوقعه منه بتقديم دراسة تحليلية لشخصية آرثر فليك الذي يعاني من اضطرابات نفسية ويعمل كمهرج طامح أن يكون كوميدي مع رعاية والدته المريضة في وسط مدينة جوثام التي تعاني من الانقسام الطبقي وينخر بها الفساد ومعه التنمر والبطالة وارتفاع معدلات الجريمة مع بعض الإلتواءات الجيدة التي أضافت للحبكة. نص حمله واكين فينيكس ببراعة وثقل في أدائه لتتسائل هل كان الفيلم سوف يكسب ذلك الزخم دونه مع طبعًا الإخراج والموسيقى التصويرية الحاضرة ببصمتها.

على المستوى الشخصي ما زلت بعد كل تلك السنين متيم بجوكر هيث ليدجر الفوضوي على جوكر واكين فينيكس المثير للتعاطف مع إدراكي باختلاف سياق الفيلمين والأدائيين فلا مجال للمقارنة. 

6- The Two Popes
فيلم مستوحى عن قصة حقيقية يحكي عن الكاردينال فرانسيس الذي يسعى لتقديم استقالته من رئاسة كنيسة الأرجنتين لبابا الفاتيكان بينديكت ولكن تُقابل بالرفض ونكتشف بعد ذلك الاختلاف بينهما والتعارض في النظرة للدين وعلاقته وتأثيره على واقع الناس ما بين الانفتاح والمحافظة والتغيير والجمود النابع من رحلة كل منهما نحو الله مما يجعلنا نستمتع بحوارات عميقة واعترافات صادمة. كم كان منعش عودة أنتوني هوبكنز بأداء متين وأداء جميل من جونثان بيرس. وفي استغلال رائع لعمل صورة جميلة لطبيعة المكان ومواقع التصوير كالفاتيكان وغرفة انتخابات البابا وزوايا تصوير الكاميرا واهتزازها أحيانًا بشكل بسيط وقربها الشديد من وجوه الممثلين أثناء حواراتهم وكأنه عمل لقاءات معهم لإضفاء نوع من الواقعية عليه وكأنه عمل وثائقي. الخلفيات الموسيقية جميلة في تنوعها ورائعة في استخدامها.

5- Irishman
المشروع الذي تأخر كثيرًا لسكورسيزي ورفاقه تحديدًا روبرت دينيرو منذ بداية فكرته وكادت أن تٌجهض فرص إنتاجه بسبب تكلفة ميزانيته العالية الناتجة عن استخدام تقنية تصغير العمر لولا تدخل نيتفليكس لتحضر لنا اجتمًاعا رفيع المستوى بين مخرجه وممثليه تربى أجيال على أفلامهم وأقرب من المستحيل أن نشاهد هذا الاجتماع يتكرر. (رابط مراجعة الفيلم كاملة)

4- 1917
كانت مفاجأة سعيدة بالنسبة لي عندما علمت أن المخرج سام منديز عائد في 2019. الرجل الذي قدم لنا دراما فيلمي American Beauty و Revolutionary Road وانشغل مؤخرًا بأخر فيلمين من سلسلة بوند أحدهما كان علامة في تاريخ السلسة وأحد أفضل أفلام الحركة بشكل عام Skyfall . المفاجأة الأخرى هي عودته هذه المرة من بوابة الأفلام الحربية والتي قليلًا ما يتم صنعها والنادر ما تجود به علينا من جديد لعلا آخرها بالنسبة لي كان فيلم Fury  عام 2014. ولكن منديز جاد علينا بقصة من مذكرات جده في الحرب العالمية الأولى عن إرسال جنديين بريطانيين شابين في تحدي مع الوقت لتسليم رسالة خلف خطوط العدو الألماني كفيلة بإنقاذ حياة ١٦٠٠ جندي من الوقوع في مذبحة بشرية. إنجاز الفيلم المختلف والمميز والعظيم في إخراجه من تصوير ومونتاج كأنه لقطة واحدة كاملة من بداية الفيلم لنهايته تجعلك كمشاهد جزء من أحداث الفيلم مع شخصياته في رحلتهم التي لا تلبث أن تهدأ مع أبطالها وبحثهم عن السكون في مراحل حتى تبدأ مراحل شد الأعصاب في محاولة النجاة والوصول مع مشاهد رائعة في التصميم الإنتاجي بالأخص لخنادق الحرب والمدينة المدمرة ومشهد ختامي يرسخ في الذاكرة. بالإضافة طبعاً لأداء البطلين والموسيقي التصويرية الحاضرة لتوماس نومان مع تحية إجلال لكاميرا روجر ديكنز.

3- Ford v Ferrari
فيلم عن قصة حقيقية يحكي عن الأمريكي كارول شيلبي مصمم سيارات السباق الشهير وتعاونه مع السائق البريطاني كين مايلز في محاولة التغلب على السياسات الداخلية العقيمة والمعقدة لشركة فورد وعالم صناعة سيارات السباق وطبائعهم الشخصية حتى يصنعوا سيارة لشركة فورد تفوز بسباق لو مانز الشهير ضد شركة فيراري سنة 1966. الفيلم يبدأ بداية مثالية يلقي فيها الضوء على نوازع كارول شيلبي الداخلية ودوافع هنري فورد وسمات كين مايلز في ثلاث مشاهد متتابعة لننطلق بعدها مع  واحد من أجمل أفلام العام في قصته وفصول أحداثه وعقبات رحلته واستعراض العلاقة بين الطرفين كارول وكين والإثارة في الفصل الأخير من الفيلم أثناء السباق وبعض الأحداث التي تستعجب من حدوثها وتدفعك للبحث عن مصداقيتها بعد مشاهدة الفيلم. والإخراج الرائع والصعب له من جيمس ماجنولد وجعلك كمشاهد في كرسي السائق. والأداء التمثيلي بالأخص كالعادة تجسيد المبدع كريستيان بيل في دور كين مايلز. ويبقى أن أقول أن من شاهد فيلم Rush  في نفس عالم حلبات السباق وأعجب به كحال شخصي فالبتأكيد سوف يستمتع بتجربة هذا الفيلم كذلك. 

2- Marriage Story
فيلم المفاجأة السعيدة بالنسبة لي. دراما بحتة بقصة وحوارات من وحي الواقع وأداء خلاب وموسيقى عذبة ونهاية تجبر مع خلفته أحداث الفيلم في نفسك لتتركك بحالة الرضا مع أبطالها. ولولا أن جوكر واكين فينيكس أكل الأخضر واليابس لكنت اخترت أداء آدم درايفر الأفضل للعام ويكفي أن الفيلم يحوي أحد أعظم المشاهد الحوارية الجدالية بالنسبة لي على صعيد النص والتجسيد والنهاية لمدة 10 دقائق. (رابط مراجعة الفيلم كاملة)

1- Parasite
الفيلم الكوري الجنوبي يحكي عن عائلة فقيرة جميع أفرادها لا يعملوا ويعيشوا في مكان ضيق صغير عفن تحت سطح الأرض حتى يجد الابن وظيفة لدى عائلة ثرية فتبدأ عملية احتلال منزل العائلة الثرية تدريجياً. فيلم مجنون يحوي كل شيء من كوميديا سوداء لإثارة لتراجيديا لشد أعصاب. فيلم فيه جمال على مستوى التصوير والصورة ورمزيات النص لاستعرض التباين الاجتماعي ما بين أسرتين وموسيقى اوبرالية في انسجام خرافي مع مشاهدها. واحد من أعظم الأفلام في السنوات الأخيرة على جميع المستويات.

الاثنين، 20 يناير 2020

The Irishman

بطاقة الفيلم:

النوع: دراما، جريمة، سيرة ذاتية 
إخراج: Martin Scorsese
كتابة: Steven Zaillian
الطاقم التمثيلي: Robert De Niro Al Pacino, Joe Pesci


مدة الفيلم: 209 دقائق
تاريخ الإطلاق: 27 نوفمبر 2019 (نيتفليكس)
ميزانية الإنتاج: 159,000,000 دولار
الإعلان الدعائي



المشروع الذي تأخر كثيرًا لسكورسيزي ورفاقه تحديدًا روبرت دينيرو منذ بداية فكرته وكادت أن تٌجهض فرص إنتاجه بسبب تكلفة ميزانيته العالية الناتجة عن استخدام تقنية تصغير العمر لولا تدخل نيتفليكس لتحضر لنا اجتمًاعا رفيع المستوى بين مخرجه وممثليه تربى أجيال على أفلامهم وأقرب من المستحيل أن نشاهد هذا الاجتماع يتكرر. هذا الفيلم يمثل كل شيء فهو عودة لسكورسيزي لأفلام العصابات بعد فيلمه The Departed  عام 2006 الذي حاز من خلاله على الأوسكار. والتعاون الأول له مع آل باتشينو وعودة للممثل جو بيشي بعد اعتزال 15 عام وعودة سكورسيزي للتعاون التاسع مع دينيرو بعد 24 عام من فيلمهم الأخير Casino سنة 1995.

الفيلم مبني على رواية بعنوان I heard You Paint Houses صدرت عام 2012 عن اعترافات وحوارات فرانك شيران سائق الشاحنات والذي انضم لعصابة بافوليني ليصبح قاتل لديها ومرافق شخصي وصديق لجيمي هوفا رئيس نقابة سائقي الشاحنات أكبر نقابة عمالية أمريكية في الستينات.


بالنسبة لي كانت أول وأهم نقطة متخوف منها هي طول الفيلم ٣ ساعات ونصف ولكن لم أشعر بأي ملل فيه وكانت نقطة كافية تحسب له. والفيلم لمن شاهد أفلام  سكورسيزي السابقة Goodfellas و Casino أو أحدهما على الأقل سوف يناسبه هذا الفيلم بنسبة كبيرة لأنه مماثل في أسلوب السرد ويحكي عن رحلة صعود منظمة إجرامية ورجالها وسقوطها واهتمامه بتأثير ذلك على شخصياته وقراراتهم وسلوكهم وحياتهم الخاصة فهو بعيد كل البعد عن من يبحث عن أفلام فيها تركيز على حرب عصابات وإثارة عالية. ويحتاج تركيز نوعاً ما لتراكم التفاصيل فيه وأيضاً الأسلوب السردي الذي  يوجد به تنقل بالزمن. 


الأداء التمثيلي من الطاقم كان على المستوى المطلوب والمختلف كما في حالة جو بيشي بشخصية رجل العصابة الهادئ المتزن بعكس من رأوه في أفلام Goodfellas أو Casino وأداء كذلك روبرت دينيرو المتسم بالهدوء والصلابة والتعابير البسيطة المعبرة حتى مرحلة معينة في الفيلم يعطيك كسر آخر للأداء مميز ولكن الأروع هو مشاهدة آل باتشينو الذي عاد لأيام أدواره بخطبه الرنانة ونبرة صوته العالية وتشعر إنه في كل لحظة يظهر على الشاشة يملأها حيوية بأدائه وأخيرًا تقنية تصغير العمر بالنسبة لي كانت ممتازة كأول مشاهدة للفيلم وأعطت حقها على صعيد المستويات العمرية المختلفة. قد يكون بها عيب على الصعيد الجسدي لحركة الممثلين غير المناسبة وبالتحديد في مشهد ضرب البقال بداية الفيلم.