مما دفعني للكتابة وعمل قائمة لأفضل أفلام العام الماضي 2019 هو
بالتأكيد أنه عام تستطيع أن تخرج منه بقائمة محترمة أساسية ومعها قد يكون أيضًا
شرفية دون أن تجبر وتغصب نفسك وتعارضها في أن تحشو أفلام في القائمة لمجرد
إكمالها. عام سينمائي ممتاز لم أشهده منذ 2016. عام أستطيع أن أستدعيه بعودة
مخرجين محببين إلى قلبي وهم مارتن سكورسيزي وكونتين تارنتينو وسام منديز ومايكل
ماجنولد ولم يخيبوا جمعيًا ظني. عام انتهى به عالم مارفل السينمائي في مرحلته
الثالثة وكانت ملحمة مسك الختام بفيلم Avengers Endgame وكسر للعشرة سنوات التي بقي فيها فيلم Avatar لجيمس كاميرون متربع
على عرش شباك التذاكر العالمي منذ صدوره عام 2009. عام شهد أول فيلم مارفل بطولة
نسائية Captain Marvel وللآسف كان محبط وأقل أفلام مارفل جودة من التي شاهدتها. عام ظهر معه
جوكر آخر يبقى معنا ويتحدث عنه القاصي والداني بعد جوكر هيث ليدجر بإحدى عشر عامًا.
عام شهد وداعية بجزء رابع والمفترض أنه أخير لفيلم الطفولة المحبب الذي أطلق شركة
بيكسار Toy Story 4. ومع فيلم Toy Story 4 كان الأداء الصوتي اللافت وظهور جزء ثالث ممتع كالعادة من سلسلة John Wick لترسخ شعبية ونجومية كيانو
ريفز التي عادت انطلقت منذ سنوات. ونبقى مع ديزني وما زالت سلسلة إحياءها أفلام
الأنيميشن الكلاسيكية الخاصة بها فكان أولها Dumbo الذي لا يبقى منه أي أثر شعوري بعد الخروج منه
و Aladdin بمحاولة الاختلاف الجيدة فيه و Lion King بروعة المؤثرات البصرية فيه وشعوري بالمتعة
نتيجة أني لم أشاهد الفيلم الأصلي منذ التسعينات مما أعطاني مساحة لاستعادة
الذكريات والتفاعل معه.
12- Ad Astra
فيلم يحكي عن رائد الفضاء روي ماك برايد المشهود له بالكفاءة فيتم
إرساله في مهمة للفضاء الخارجي على حافة النظام الشمسي ليكتشف حقيقة اختفاء والده
وسر التهديد الكوني الذي تواجهه الأرض. مع وضعه بأفلام الفضاء الأبرز
في السنوات الأخيرة. فهو ليس بعمق فيلم Interstellar العلمي
والفلسفي ولا إثارة
Gravity ولا مغامرة
The Martian البطولية ولكن يأخذ من كل واحد منهم الشيء البسيط ويلعب به على وتيرة
هادئة ومعاني جميلة مع أداء بسيط ومؤثر من براد بت لشخصية تعاني من صراعات مصحوب
بموسيقى تصويرية لافتة في المشاهد الدرامية.
11- Once Upon a Time in Hollywood
اجتماع فني فخم آخر كان منتظر عام 2019 لكوانتين تارنتينو العائد
بفيلمه التاسع قبل الأخير – كما يُقال - مع ممثلين تعاون معهما سابقًا وهما
ليوناردو ديكابريو Django Unchained و براد بت Inglorious Bastards. الفيلم
يحكي عن ممثل تلفزيوني في نهاية الستينات يضمحل نجمه فيجد نفسه في محاولات
حثيثة للعودة إلى الأضواء والشاشة الفضية في رحلة مع صديقه والدوبلير الخاص به. (رابط مراجعة الفيلم كاملة)
10- Knives Out
يحكي عن جريمة قتل لروائي شهير وثري وكبير في السن وأثناء التحقيق يتم
توجيه أصابع الاتهام لأفراد عائلته. فيلم جريمة جميل في تفاصيل حدوثها وتعقيدها مع
تقدم الفيلم وعدد ودوافع متهميها وفصل تقديم الشخصيات بداية الفيلم مع كوميديا موظفة
بشكل ممتاز نابعة من الشخصيات وأداء تمثيلي مختلف تمامًا لدانيال كريج في دور
المحقق وكريس إيفانز أحد المتهمين والموهبة الصاعدة آنا دي أرماس في دور الخادمة.
ويبقى من الصعب أن لا تخرج كمشاهد في حالة انتعاش من الفيلم.
9- Jojo Rabbit
فيلم يحكي عن طفل عمره عشرة سنوات يكون في جيش هتلر النظامي للأطفال ويكتشف أن والدته تخبئ فتاة يهودية في المنزل. فيلم عن أحقية فرصة العيش لكل إنسان بغض النظر
عن دينه وعرقه وبعيد عن ما يتم زرعه فينا من أفكار وقيم وقدوات مزيفة تحض على الكراهية
وعن حلاوة الحياة في أبسط تصرفاتها. فيلم خفيف وممتع بشخصيات وأداءات جميلة وكوميديا
ساخرة بمعنى الكلمة وساوند تراك جيد وإخراج رائع من تاكيتا واتيتي المخرج الذي قدم
لنا أحد أجمل أفلام مارفل وأمتعها وأكثرها إضحاكًا Thor
Ragnarok.
8- Avengers Endgame
أول أفلام العام كان انتظارًا وخاصة بعد أن جعلنا الجزء الرائع الذي
يسبقه Avengers
Infinity War على حافة الترقب
لمصير أبطالنا ونصف البشرية التي تم محوها من قبل ثانوس وكيفية استعادتها. نهاية
المرحلة الثالثة من عالم مارفل ورحلة قضينا فيها 11 عام مع 22 فيلم و26 بطل و6
أحجار أبدية ونهاية لم يكن بالإمكان أفضل مما كان في إرضائها ومتعة مشاهدتها على
شاشة السينما مع ختام رائع لرحلة بعض شخوصها ومغامرة تكافئ محبي السلسلة ومتابعيها
على مدار سنوات بروابط من الأفلام السابقة وفصول متماسكة للحبكة تجمع ما بين
الدراما المؤثرة والإثارة وحس مارفل الكوميدي المعتاد في أفلامها فهو عبارة عن
ثلاث ساعات لا تحمل فيها هم الملل.
7- Joker
الفيلم أعطاني ما كنت أتوقعه منه بتقديم
دراسة تحليلية لشخصية آرثر فليك الذي يعاني من اضطرابات نفسية ويعمل كمهرج طامح أن
يكون كوميدي مع رعاية والدته المريضة في وسط مدينة جوثام التي تعاني من الانقسام
الطبقي وينخر بها الفساد ومعه التنمر والبطالة وارتفاع معدلات الجريمة مع بعض
الإلتواءات الجيدة التي أضافت للحبكة. نص حمله واكين فينيكس ببراعة وثقل في أدائه
لتتسائل هل كان الفيلم سوف يكسب ذلك الزخم دونه مع طبعًا الإخراج والموسيقى التصويرية الحاضرة ببصمتها.
على المستوى الشخصي ما زلت بعد كل تلك السنين متيم بجوكر هيث ليدجر
الفوضوي على جوكر واكين فينيكس المثير للتعاطف مع إدراكي باختلاف سياق الفيلمين
والأدائيين فلا مجال للمقارنة.
6- The Two Popes
فيلم مستوحى عن قصة حقيقية يحكي عن الكاردينال فرانسيس الذي يسعى
لتقديم استقالته من رئاسة كنيسة الأرجنتين لبابا الفاتيكان بينديكت ولكن تُقابل
بالرفض ونكتشف بعد ذلك الاختلاف بينهما والتعارض في النظرة للدين وعلاقته وتأثيره
على واقع الناس ما بين الانفتاح والمحافظة والتغيير والجمود النابع من رحلة كل
منهما نحو الله مما يجعلنا نستمتع بحوارات عميقة واعترافات صادمة. كم كان منعش
عودة أنتوني هوبكنز بأداء متين وأداء جميل من جونثان بيرس. وفي استغلال رائع لعمل
صورة جميلة لطبيعة المكان ومواقع التصوير كالفاتيكان وغرفة انتخابات البابا وزوايا
تصوير الكاميرا واهتزازها أحيانًا بشكل بسيط وقربها الشديد من وجوه الممثلين أثناء
حواراتهم وكأنه عمل لقاءات معهم لإضفاء نوع من الواقعية عليه وكأنه عمل وثائقي. الخلفيات
الموسيقية جميلة في تنوعها ورائعة في استخدامها.
5- Irishman
المشروع الذي تأخر كثيرًا لسكورسيزي ورفاقه تحديدًا روبرت دينيرو منذ
بداية فكرته وكادت أن تٌجهض فرص إنتاجه بسبب تكلفة ميزانيته العالية الناتجة عن
استخدام تقنية تصغير العمر لولا تدخل نيتفليكس لتحضر لنا اجتمًاعا رفيع المستوى
بين مخرجه وممثليه تربى أجيال على أفلامهم وأقرب من المستحيل أن نشاهد هذا
الاجتماع يتكرر. (رابط مراجعة الفيلم كاملة)
4- 1917
كانت مفاجأة سعيدة بالنسبة لي عندما علمت أن المخرج سام منديز عائد في
2019. الرجل الذي قدم لنا دراما فيلمي American Beauty و Revolutionary Road وانشغل مؤخرًا بأخر فيلمين من سلسلة بوند أحدهما كان علامة في
تاريخ السلسة وأحد أفضل أفلام الحركة بشكل عام Skyfall . المفاجأة الأخرى هي عودته هذه المرة من بوابة الأفلام الحربية
والتي قليلًا ما يتم صنعها والنادر ما تجود به علينا من جديد لعلا آخرها بالنسبة
لي كان فيلم Fury عام
2014. ولكن منديز جاد علينا بقصة من مذكرات جده في الحرب العالمية الأولى عن إرسال
جنديين بريطانيين شابين في تحدي مع الوقت لتسليم رسالة خلف خطوط العدو الألماني
كفيلة بإنقاذ حياة ١٦٠٠ جندي من الوقوع في مذبحة بشرية. إنجاز الفيلم المختلف والمميز والعظيم في إخراجه
من تصوير ومونتاج كأنه لقطة واحدة كاملة من بداية الفيلم لنهايته تجعلك كمشاهد جزء
من أحداث الفيلم مع شخصياته في رحلتهم التي لا تلبث أن تهدأ مع أبطالها وبحثهم عن
السكون في مراحل حتى تبدأ مراحل شد الأعصاب في محاولة النجاة والوصول مع مشاهد
رائعة في التصميم الإنتاجي بالأخص لخنادق الحرب والمدينة المدمرة ومشهد ختامي يرسخ
في الذاكرة. بالإضافة طبعاً لأداء البطلين والموسيقي التصويرية الحاضرة لتوماس
نومان مع تحية إجلال لكاميرا روجر ديكنز.
3- Ford v Ferrari
فيلم عن قصة حقيقية يحكي عن الأمريكي كارول شيلبي مصمم سيارات السباق
الشهير وتعاونه مع السائق البريطاني كين مايلز في محاولة التغلب على السياسات
الداخلية العقيمة والمعقدة لشركة فورد وعالم صناعة سيارات السباق وطبائعهم الشخصية
حتى يصنعوا سيارة لشركة فورد تفوز بسباق لو مانز الشهير ضد شركة فيراري سنة 1966. الفيلم يبدأ بداية مثالية يلقي فيها الضوء على نوازع كارول شيلبي
الداخلية ودوافع هنري فورد وسمات كين مايلز في ثلاث مشاهد متتابعة لننطلق بعدها
مع واحد من أجمل أفلام العام في قصته
وفصول أحداثه وعقبات رحلته واستعراض العلاقة بين الطرفين كارول وكين والإثارة في
الفصل الأخير من الفيلم أثناء السباق وبعض الأحداث التي تستعجب من حدوثها وتدفعك
للبحث عن مصداقيتها بعد مشاهدة الفيلم. والإخراج الرائع والصعب له من جيمس ماجنولد
وجعلك كمشاهد في كرسي السائق. والأداء التمثيلي بالأخص كالعادة تجسيد المبدع
كريستيان بيل في دور كين مايلز. ويبقى أن أقول أن من شاهد فيلم Rush في نفس عالم حلبات السباق وأعجب به كحال شخصي
فالبتأكيد سوف يستمتع بتجربة هذا الفيلم كذلك.
2- Marriage Story
فيلم المفاجأة السعيدة بالنسبة لي. دراما بحتة بقصة وحوارات من
وحي الواقع وأداء خلاب وموسيقى عذبة ونهاية تجبر مع خلفته أحداث الفيلم في نفسك
لتتركك بحالة الرضا مع أبطالها. ولولا أن جوكر واكين فينيكس أكل الأخضر واليابس
لكنت اخترت أداء آدم درايفر الأفضل للعام ويكفي أن الفيلم يحوي أحد أعظم المشاهد
الحوارية الجدالية بالنسبة لي على صعيد النص والتجسيد والنهاية لمدة 10 دقائق. (رابط مراجعة الفيلم كاملة)
1- Parasite
الفيلم الكوري الجنوبي يحكي عن عائلة فقيرة جميع أفرادها لا يعملوا
ويعيشوا في مكان ضيق صغير عفن تحت سطح الأرض حتى يجد الابن وظيفة لدى عائلة ثرية
فتبدأ عملية احتلال منزل العائلة الثرية تدريجياً. فيلم مجنون يحوي كل شيء من كوميديا سوداء لإثارة
لتراجيديا لشد أعصاب. فيلم فيه جمال على مستوى التصوير والصورة ورمزيات النص لاستعرض
التباين الاجتماعي ما بين أسرتين وموسيقى اوبرالية في انسجام خرافي مع مشاهدها. واحد من أعظم الأفلام في السنوات الأخيرة على
جميع المستويات.













ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق