الجمعة، 7 يناير 2022

Don't Look Up

 بطاقة الفيلم:

النوع: دراما وكوميديا ساخرة
إخراج: Adam McKay
كتابة:  Adam McKay& Kevin Messick
بطولة: Leonardo Di Caprio, Jenifer Lawrence, Cate Blanchet, Mark Rylance, Meryl Streep
مدة الفيلم: ساعتين و18 دقيقة
الإعلان الدعائي

لعله كان آخر أفلام عام 2021 المنتظرة لكمية النجوم المحتشدة من انتاج نتفليكس يحكي عن عالمي فلك راندل ميندي وكايت ديبياسكي يكتشفان أن مذنب ضخم قريب أن يصطدم بالأرض خلال 6 أشهر و14 يومًا وسوف يؤدي إلى دماره مما يجعلهم يبلغوا الإدارات العليا والجهات المختصة حتى يصل الأمر للبيت الأبيض الذي يقابل الموضوع باستهتار وتساهل فلا يكن الحل إلا التوجه إلى الميديا ووسائل الإعلام.

الفيلم من كتابة وإخراج آدم مكاي المعروف بنوعية أفلامه التي يطرح فيها قضايا كبرى ولكن بأسلوب كوميدي ساخر وأخص بالذكر آخر فيلمين له Big Short الذي كان عن الازمة الاقتصادية في أمريكا عام 2008 وفاز عن الفيلم بجائزة أوسكار أفضل نص أصلي. وفيلم Vice الذي كان عن ديك شيني والذي يعتبر كما طرح الفيلم أقوى نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة وجاء في عهد جورج بوش الابن وكان العقل المدبر لحرب العراق من أجل الحصول على عقود النفط التي هناك.

في فيلمه الجديد هذه المرة لم يستعرض آدم مكاي أزمة واحدة ضربت أمريكا ولا سيرة ذاتية ولكن حال أمريكا بصفة عامة السنوات الماضية في عهد ترامب ويطرح الكثير من المحاور ووجهة نظره الخاصة - على اعتبار أنه مشارك في كتابة القصة وكاتب السيناريو - بإسقاطات كثيرة لم تغب عنها كذلك الكوميديا والسخرية ولكن هذه المرة بشكل أكبر وأعلى وقد يكون أقرب للتطرف في الأسلوب للدرجة التي وصلت في مشاهد لحد المسخرة سواء على مستوى الأداءات أو الحوارات وكأنك تشاهد مسخرة أحد أفلام الكوميديا المصرية ورأي أن هذا المستوى كان متعمد أكثر من أفلامه السابقة تعبيرًا عن المهازل اللي كانت تحصل في ولاية ترامب ورغبة منه في أن يصنع فيلم خفيف بإيقاع سريع يجمع الكثير من التغيرات التي حصلت. ولعل هذه النقطة هي التي كانت الفاصلة بين الانقسام الكبير في رأي الجمهور عن الفيلم وعدم تقبل غالبية النقاد له وهو أن المتوقع كان فيلم أكثر جدية مع نفحة خفيفة كوميدية ساخرة كعادة أفلام مكاي السابقة وخاصة مع وجود تخمة من الممثلين الكبار.

نتحدث عن اسقاطات متعلقة باستخفاف الإدارة الأمريكية بقدوم المذنب مثل ما حصل مع فيروس كورونا في البدأ وعدم الاكتراث في مقابل استغلال الأزمة لاحقًا لمكاسب سياسية. عدم الاكتراث بمستقبل الأرض بالخروج من اتفاقية المناخ في عهد ترامب، تصدير أمريكا نفسها مركزًا للعالم ومدافعًا عنه وأسطورة البطل، أخلاقيات رئيس دولة بحجم أمريكا أصبح مقترن بالفضائح ومحاولة سحب الثقة منه، تغلغل شركات التقنية في حياة الناس وسطوتها على صناعة القرار الأمريكي. الصراع القائم من الدول على العناصر المعدنية الثمينة التي تدخل في الصناعات التقنية. التسطيح والتلاعب الإعلامي وتسليع المصائب، تأثير السوشال ميديا وتبني وتلميع صور شخصيات منهم علماء من أجل استغلالها في صناعات قرارات سياسية، انقسام الشعب الأمريكي الذي أصبح جلي وواضح وغيرها من اسقاطات أخرى ممكنة مع حرص على لقطات قريبة من وجوه الممثلين في اللحظات الحرجة والتوتر وعرض لقطات من الطبيعة الأم لعل آدم مكاي أراد أن يكسب بها توازن للفيلم ومحاولة إضفاء شعور الجدية والأهمية للقضايا على الرغم من مهزلة أحداث الفيلم.

على مستوى الأداءات فالأبرز كان أداء ديكابريو لشخصية عالم الفلك راندل ميندي ولكن بالتأكيد ليس من أروع أفلام ديكابريو ولا ارهب الأداءات له. ولكن شخصيته الوحيدة التي تمر بتغيرات ولها أبعاد فنحن هنا أمام بروفسور ضعيف الثقة والتقدير للذات، كثير التوتر والقلق وقليل الحيلة في المواجهة والقدرة على الحديث وإيصال صوته وقابل للاستغلال ولعل ملامح شخصيته وطريقة أداؤه تذكرنا ببداية شخصيته الضعيفة في الفيلم الرائع The Wolf of Wall Street.

البطلة الثانية جنيفر لورانس في دور كايت ديبياسكي كانت بالنسبة لي كتلة من ردات فعل البكاء والصراخ. عجبني حضور كايت بلانشيت الخفيف المختلف عن باقي أدوارها ونوعية أفلامها. حضور جونا هيل الكوميدي كان جميل. بينما حضور ميريل ستريب ومارك رايلانس كانت عادي وتيموثي شالاماي لم أفهم طبيعة دوره وأهميته.

لعل لو ممثلين آخرين قاموا بأداء الأدوار لما شعرنا باختلاف كبير ولكن في ظني أن المشاركة في الفيلم كانت تمثل أيضاً نوع من التعبير عن موقف أو دعم قضية. حيث أن أغلبية هوليوود معروفة بميولها للحزب الديمقراطي وبالتالي لم تكن مرحبة بترامب. كذلك ميريل ستريب تم وصفها من ترامب انها ممثلة مبالغ في تقديرها. ودبكابريو يشكل الفيلم له فرصة في دعم قضيته المتعلقة بالاهتمام بالبيئة والأرض. لا أتوقع أن الأداءات في الفيلم تلقى ترشيحات بما في ذلك الأوسكار. بعكس آخر فيلمين للمخرج آدم مكاي التي تحدثت عنهم سابقاً فكان للأداءات ثقل ونالت استحسان وترشيحات أوسكار في أكثر من فئة وبل تصل أنها قد تحمل الفيلم مثل ما حصل مع فيلم Vice.

ختامًا الفيلم إذا شاهدته في إطار ومنظور أسلوب المخرج الذي ذكرته سابقاً وروح السخرية الواضحة من الإعلان الدعائي وبداية أحداثه فسوف تحد من سقف توقعاتك وتندمج معه وتشاهد فيلم نجح المخرج أن يوصل رسالته من خلاله وفي نهاية المطاف فيلم بسيط خفيف تقضي وقت ممتع وتضحك عليه وهذا ما حصل لي اتذكر ضحكت كثيرًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق