السبت، 26 أغسطس 2017

Dunkirk

بطاقة الفيلم:

النوع: دراما، تاريخ، حركة، إثارة
إخراج: Christopher Nolan
كتابة: Christopher Nolan
الطاقم التمثيلي: Tom Hardy, Cillian Murphy, Mark Rylance, Kenneth Branagh, Harry Styles
مدة الفيلم: 107 دقائق
تاريخ الإطلاق: 21 يوليو 2017
ميزانية الإنتاج: 100 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 165,422,464$ مليون دولار إلى الآن
الإعلان الدعائي

القصة وأهميتها

الفيلم الأكثر انتظارًا بالنسبة لي هذا العام وللكثير من عشاق السينما وليس السبب فقط هو إمضاء صاحبه كريستوفر نولان ككاتب ومخرج معًا. وإنما تجربته الأولى في صناعة فيلم حربي ليستكمل نولان تنوعه وخوضه لعوالم مختلفة في أفلامه. عندما تم الإعلان في عام 2015 أن كريستوفر نولان عائد بفيلم حربي عن موقعة Dunkirk انتابني الفضول وبحثت عن وصف بسيط لها دون حرق لتفاصيلها حتى أشهادها في الفيلم فوجدت القصة باختصار عن كما يعرف معجزة إخلاء جيش الحلفاء (البريطانيين والفرنسيين) والذي يقدر 400 ألف جندي من الحصار الذي تم تطويقه عليهم في مدينة دنكرك الفرنسية من قبل القوات النازية. عملية الإخلاء لغالبية الجنود كانت تعتبر بمثابة انتصار عظيم يتم تداوله في التاريخ البريطاني على الرغم أنها بالمقاييس العسكرية كانت بمثابة الذل لقوات الحلفاء وتلقوا فيها الكثير من الخسائر. قصة كما ذكر نولان أنه لطالما أراد أن يخرجها لأنها لم تعطى حقها في السينما رغم أنها تعني الكثير بالنسبة للبريطانيين وبمثابة نقطة تحول في الحرب ولكنها كانت تحتاج إلى ميزانية أمريكية لصناعة فيلم عنها. بالتالي نحن أمام قصة معروفة سلفًا نتيجتها وما سوف تؤول إليه ولكن يبقى عامل السرد لها والاهتمام بالتفاصيل وعناصر الإثارة هي ما كان على نولان أن يعمل عليه.

عامل السرد

في عامل السرد للأحداث، نولان اختار أن يقسم مسرح أحداث فيلمه في ثلاث أماكن مختلفة وهي المرفأ الموجود في مدينة دنكرك لإخلاء الجنود في ظل قصف الطائرات النازية لهم على الشاطئ والسفن التي تأتي لإخلائهم وأحداثه تتم خلال أسبوع واحد. المكان الثاني في عرض البحر عندما يقرر رجل وصحبة ابنه وشاب آخر أن يذهبوا بقاربهم الصغير لمساعدة الجنود في دنكرك وتقديم المعونات لهم وأحداثه تتم خلال يوم واحد. وأخيرًا أجواء السماء بين طائرات بريطانية ونازية وأحداثها تتم في ساعة واحدة. قرر نولان أن يستعرض مشاهد الثلاث أماكن بطريقة مبعثرة قليلًا على الرغم من ترابطها تاركًا للمشاهد القيام بطريقة ترتيب قطع الأحجية. قرار كان ممتاز وبالتأكيد الأنسب الذي كان على النولان أن يتوجه له حتى يشعر المشاهد بتقاطع الأحداث في هذه الأماكن الثلاثة بفتراتها الزمنية المختلفة على الرغم أن المشاهد قد يتيه معها في البداية ولكنها تستدعي كامل تركيزه لمشاهدة الفيلم.

الركيزة الأساسية للعمل

السمة الأبرز في هذا العمل هو أنه بصري بامتياز في تفاصيله وعناصر إثارته. نولان يعتمد على الصورة بأقل قدر من الحوارات اللازمة في إيصال تجربة الجنود للخروج من المأزق وإثراء بيئة الفيلم بأكبر قدر من الواقعية عن طريق استخدام سفن وطائرات حقيقية واعتماد على المؤثرات البصرية العملية أثناء تصوير الفيلم كعادته حتى في أفلامه السابقة. نولان يستدعي الصمت في أول مشاهد فيلمه ويستعرض هول الحصار دون أي حوار عن طريق عنوان في إحدى المنشورات المتطايرة حول بعض جنود الحلفاء الذين يسيروا داخل مدينة دنكرك وحالتهم في البحث عن الماء أو حتى أعقاب سجائر. ولا يكسر الصمت إلا بداية طلقات الرصاص وهروب أحد الجنود إلى الشاطئ حتى نرى نشهد مهيب لتجمع جنود الحلفاء على شاطئ دنكرك تمهيدًا لمحاولة الإخلاء. ولا عجب أن كريستوفر نولان ذكر أنه شاهد العديد من الأفلام الصامتة حتى يتعلم ويصقل مهاراته في عمل فيلم على هذه السجية. وبين أحداث القتال في السماء وغرق السفن وعمليات الإنقاذ التي تحدث في البحر والمرفأ، يأتي استعراض لبعض المشاعر الإنسانية الناتجة عن التجربة مثل اضطراب ما بعض الصدمة الذي يحدث لبعض جنود الحرب وغريزة البقاء بأي طريقة كانت وحتى في سبيل التضحية بالآخر والرغبة في العودة إلى الوطن. بل حتى الجدير بالذكر هو أن نولان لم يذكر الجيش الألماني أو النازي في الفيلم تقريبًا وإنما كان يشير إليه بالعدو دائمًا في سبيل توجيه تركيز المشاهد هي أن القصة في النهاية هي عن جنود يبحثون عن فرص الأمل والنجاة بغض النظر عن الطرف الآخر.

الطاقم التمثيلي

الفيلم لا يوجد به شخصية رئيسية تدور حولها الأحداث أو حتى مكتوبة بأبعاد مختلفة وعميقة وتقديم خاص بها. وشخصيًا لم أتعاطف مع إحداها بقدر تعاطفي الكبير مع الأحداث ككل والحالة التي كانت بها الشخصيات أثناء حوادث الغرق والقصف والإخلاء. المهمة الأساسية التي كانت على طاقم التمثيل هو إبراز ردات فعل الشخصيات وانعكاس تعابير وجهها في التفاعل مع الأحداث وهذا تم بامتياز وخاصة الممثل كينيث براناه والذي في كل مرة يسترعي انتباهي نظرات الرعب في عينه عند اقتراب الطائران النازية لقصف المرفأ. إلى جانب الممثل كينيث براناه فطاقم التمثيل يضم أسماء كبيرة وهي مارك ريلانس وتوم هاردي في ثالث تعاون مع النولان والذي لم يظهر وجهه طيلة الفيلم إلا في مشهدين بدايته ونهايته ولكن نولان اختاره بسبب قدرته التمثيلية خلف القناع مثل ما حدث في فيلمه The Dark Knight Rises في دور باين. والممثل سيليان ميرفي في خامس تعاون مع نولان وكانت شخصيته بالنسبة لي وما مرت به هي الأكثر تعاطفًا معها. ومع الأسماء الكبيرة يأتي طاقم من الممثلين الشباب والغير معروفين والوحيد الشهير منهم كان هاري ستايلز من فرقة One Direction والذي أثار اختياره الجدل مثل ما حدث عندما اختار نولان هيث ليدجير لشخصية الجوكر في فيلم The Dark Knight ولكن هاري قدم في النهاية أداء جيد بصحبة باقي الشباب.

الموسيقى التصويرية

الموسيقى التصويرية كأغلب أفلام النولان من تأليف العبقري هانز زيمر والتي دائمًا ما ترسخ في ذهني بعد مشاهدة الفيلم واستمع لها في انعزال عنه ولكنها على العكس في Dunkirk كانت خادمة أكثر لمشاهد الفيلم وموسومة بحالة التشنج والهلع المصاحبة للأحداث. وكانت تقريبًا على إيقاع واحد في أغلب أحداث الفيلم عدا نهايته مع اختلاف في وتيرة تصاعدها. وحتى أن موسيقى هانز زيمر في الإعلانات الدعائية لأفلام نولان السابقة تكون من أروع ما يكون ولكن الوضع لم يكن مماثل في حالة الإعلان الدعائي لفيلم Dunkirk.

أولية النولان

نولان يقدم فيلمه الروائي العاشر والأول له مبني على قصة حقيقية والأقصر من بين جميع أفلامه السابقة. وكانت أوليته القصوى وبطله في العمل هو الحدث نفسه ومن ذلك جاء التركيز والتكثيف على المستوى البصري للعمل من أجل إيصال أجواء الإخلاء من حصار دنكرك في ظل عدم وجود مشاهد عنيفة اعتدنا عليها في مثل هذه النوعية للأفلام وكان فيلم حربي مميز جدًا عن غيره من نفس الفئة. ولو وضعته شخصيًا في مقارنة مع أفضل فيلم حربي بالنسبة لي وهو رائعة سبيلبيرج Saving Private Ryan سوف يتضح الفرق في جوهر بناء كلا الفيلمين.

Beauty and the Beast

بطاقة الفيلم:
النوع: دراما، موسيقي، خيالي
إخراج: Bill Condon
كتابة: Stephen Chbosky, Evan Spiliotopoulos
الطاقم التمثيلي:  Emma WatsonDan StevensLuke Evans 
مدة الفيلم: 129 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 17 مارس 2017
ميزانية الإنتاج: 160 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 503,974,884$ 
الإعلان الدعائي

منذ عدة سنوات بدأت ديزني في إعادة إحياء كلاسيكيات أفلام الأنيميشن الخاصة بها والتي سطرت بها تاريخها الممتد وإرثها من الشخصيات الكرتونية والتي مازالت محبوبة لدى الكثير وتشكل عامل إنستولوجي لهم. وتتمثل عملية الإحياء هذه في إعادة إنتاج هذه الكلاسيكيات عن طريق الدمج بين كادر تمثيلي حقيقي والجرافيكس وتقنية التقاط الحركة (Motion Capture).

قرار ديزني هذا بحد ذاته محل جدل وذلك لأن البعض يرى أن ديزني تريد أن تؤمن لها سلسلة أفلام كما هو حال كثير من شركات الإنتاج تستطيع من خلالها خلق عوائد مادية كبيرة على مدار عدة سنوات قد تمتد لما فوق العقد وقد يؤدي في نفس الوقت ذلك إلى إفساد الصور الجميلة عن كلاسيكياتها. وفي الحقيقة مع غياب النصوص السينمائية الإبداعية وضعف أغلب نصوص الأفلام التي نراها والتي يتخللها أفلام حركة باهتة وأبطال خارقين بتفاوت مستواها الفني وإعادة صنع لكلاسيكيات سينمائية قديمة وبل حتى لأفلام غير أمريكية حديثة، فلا عجب أن ديزني فتحت هذا الباب وهو حق مشروع لها والعبرة بالنتائج. وقد مرت 7 سنوات تقريبًا على انطلاق باكورة هذه الأعمال بدايةً من Alice in Wonderland عام 2010، Mirror Mirror عام 2012، Maleficent عام 2014، Cinderella عام 2015، The Jungle Book عام 2016. نجد أن هذه الأعمال تتراوح في جودة ومستوى صناعتها ولكن وآخر هذه الكلاسيكيات لهذا العام هو فيلم Beauty and the Beast.

فيلم Beauty and the Beast ليس فقط أحد الأفلام المنتظرة بالنسبة لي هذا العام وإنما الكلاسيكية الوحيدة التي كنت انتظر إعادة إنتاجها بعد أن تم الإعلان عن ذلك لما يحمله فيلم الأنيميشن من أغاني واستعراضات كرتونية هي الأروع بالنسبة لي على مستوى أفلام ديزني. والفيلم بحد ذاته يحمل مكانة خاصة لشركة ديزني لأنه كان الفيلم الأول لها الذي يترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم وهنا لا أقصد قائمة أفضل فيلم أنيميشن وإنما أقصد خانة الأفلام الروائية.

الفيلم للآسف الشديد كان إعادة إحياء غير موفقة وباهتة بالنسبة لي لعدة أسباب. أولًا الفيلم لم يقدم أي جديد على صعيد معالجة القصة أو محاولة إضفاء تفسير منطقي لبعض الأحداث التي كانت في الأنيميشن وهذه كانت لتكون نقطة قوية لصالح الفيلم. النقطة الوحيدة الجديدة التي أضافها الفيلم هي سبب وفاة والدة بيل ولم تكن إضافة مهمة على صعيد النص أو جمالية الفيلم. وحتى مشهد الافتتاح لم يكن موفق في طريقة عرضه المختلفة عن فيلم الأنيميشن لا في إخراجه ولا تجسيده ولا الصوت الروائي الذي يحكي قصة تحول الأمير إلى وحش. ونفس الحديث ينطبق على المشهد الختامي عندما يعود الوحش إلى أمير. ثالثًا الشخصيات الكرتونية فقدت بريقها في هذا الفيلم ولم أشعر بها وأتحدث عن شخصيات رئيسية مثل جاستون بخبثه والذي لم يكن له أي موقف فيه حسن تعامل أو طيبة بعكس ما جاء في الفيلم، لافو بكوميديته، الوحش بتحولاته من الحزن والغضب واليأس إلى العطف والحب والرحمة. ولعل أفضل السيئين كان إيما واتسون. رابعًا الجرافيكس كان بالنسبة لي غير مبهر وغير إبداعي وأحيانًا تشعر أنه مجرد ملصقات موضوعة كخلفية للحدث. ولا يقارن بإعادتي الإنتاج التي قامت بها ديزني لفيلمي Alice in Wonderland و The Jungle Book، الأول ترشح لجائزة أفضل مؤثرات بصرية والثاني فاز بها عن استحقاق.

على الرغم أني شعرت بالاستياء على إعادة الإنتاج الباهتة أثناء مشاهدتي للفيلم وبالأخص في نصفه الأول ولكن ما جعلني أتناسى هذا الأمر واستمتع بباقي الفيلم هو عندما فقط دمجت نفسي مع أجواؤه الغنائية في نصفه الثاني. الفيلم حقق أرباح تجاوزت المليار دولار عالميًا ويبقى هذا العامل المشترك بين جميع الأفلام الأنيميشن الكلاسيكية التي قامت ديزني بإعادة إنتاجها وهي تحقيقها لعائدات مالية ضخمة .  

السبت، 8 أبريل 2017

قائمة أفضل 10 أفلام لعام 2016

مع اسدال الستار على جوائز الأوسكار نهاية الشهر الماضي وما صاحبه من نهاية فوضوية نتج عنها أحد اللحظات التي سوف تبقى مسطرة في تاريخ الأوسكار عندما تم الإعلان عن اسم الفائز بجائزة أفضل فيلم بشكل خاطئ فكانت بمثابة المفاجأة والفضيجة للقائمين عليها، يكون انتهى عام 2016 السينمائي بشكل رسمي ومعه سنحت الفرصة لمشاهدة أغلب أهم الانتاجات. وكحال أغلب العاشقين للفن السابع والمتابعين له بشكل مكثف، يتم استعراض قوائم أفضل الأعمال لديهم خلال العام وأحب أن أدلي بدلو هنا وأستعرض معكم قائمتي علمًا أنه لم يتسنى لي الفرصة لمشاهدة أهم الانتاجات العالمية الأخرى وبالأخص أفلام The Salesman, Toni Erdmann, Elle.

المرتبة العاشرة: Deadpool


الفيلم هو عن شخصية وايد ويلسون (رايان رينولدز) المرتزق الذي يقوم بمهام إجرامية من قتل وضرب وتخويف للأشخاص الذين يستحقون ذلك من وجهة نظره بمقابل مادي. ولكنه بمجرد أن يجد شريكة حياته ويخطط معها للزواج حتى يكتشف أنه مصاب بسرطان في الرئة. لتأتي منظمة لتعرض عليه أن يتم معالجته وبل إعطاءه قدرات خارقة ليست موجودة عند أحد ومن هنا تبدأ قصة Deadpoolرابط المراجعة كاملة

المرتبة التاسعة: Captain America: Civil War


لاشك أن الملاحظ لإنتاجات استوديوهات مارفل منذ 2008 بدايةً من فيلم The Iron Man فإن هناك قوة في بناء عالم أبطالها وربط قصص أفلامهم ببعضها البعض وبل حتى نضج في محاولة تكوين شخوص أبطالها والحس الكوميدي الذي تحويه أفلامها والمؤثرات البصرية الممتازة وهذه كلها مميزات تجعل من مارفل لها اليد العليا على منافستها شركة DC والتي على الرغم من أنها تملك حقوق أكثر بطلين شعبية باتمان وسوبرمان، إلا أنها لم تستطع بناء عالمها الخاص بنفس الامتيازات. مع تفاوت في مستوى أفلام مارفل السابقة إلا أنها وصلت للذروة في هذا الفيلم الذي يمثل رقم 13 واستطاعت أن تقدم وجبة سينمائية ممتعة. رابط المراجعة كاملة

المرتبة الثامنة: Sully


تعاون كبير وكان منتظر هذا العام بين واحد من أفضل ممثلي هوليوود توم هانكس وأحد أبرز مخرجيها كلينت إيستوود. فالأول رغم بلوغه الستين عامًا ولكنه ما زال يتحسس طريقه في اختيار الأدوار الجيدة قدر المستطاع وقد قدم دور جميل في آخر أعماله العام الماضيBridge of Spie . والثاني الذي بلغ 86 عام وما زال تواق في تقديم الجديد في عالم الإخراج. رابط المراجعة كاملة

المرتبة السابعة: Zootopia




لابد أن تتحفنا ديزني كل عام تقريبًا بفيلم رسوم متحركة به جانب من الإبداع والجمال وهذا العام لا يختلف عن سابقه من خلال فيلم Zootopia. الفيلم يحكي قصة الأرنبة جودي والتي تسعى أن تخرج عن نطاق الصور النمطية لبني جلدها الأرانب المستضعفين دائمًا وتشق طريقها في أن تصبح شرطية في مدينة Zootopia الشهيرة والكبيرة. لتضعها المصادفة برفقة ثعلب مخادع في طريق رحلة الكشف عن مؤامرة كبيرة تحدث في المدينة. رابط المراجعة كاملة

المرتبة السادسة: Manchester by the Sea


لعل أحد أبرز عناوين العام هو أن شركة أمازون الشهيرة تصبح أول شركة خدمة بث يترشح فيلم من إنتاجها لجائزة الأوسكار. فيلمنا هو عن قصة لي تشاندلر الذي يجد نفسه الوصي على ابن أخيه المراهق باتريك بعد وفاة أبيه في حين أنه شخصيًا يعاني من ظروف نفسية سيئة. رابط المراجعة كاملة

المرتبة الخامسة: Silence


وأخيرًا عاد المخرج الكبير مارتن سكورسيزي بعد غياب ثلاث سنوات عن آخر أعماله الرائعة The Wolf of Wall Street. هذه المرة سكورسيزي يعود بالفيلم الذي لطالما أراد صناعته منذ عشرين عامًا عن الرواية التي تأثر بها وهي Silence ولكن المشروع تعرض لمشاكل إنتاجية عديدة وارتباط سكورسيزي بمشاريع أخرى عطلت قيامه بإخراج الفيلم. سكورسيزي يخرج هذه المرة من عباءة أفلام العصابات التي اشتهر بها والسيرالذاتية ليعود مرة أخرى لصناعة فيلم عن الجانب الإيماني والديني وقد كان له تجربة سابقة عن فيلم The Last Temptation of Christ. رابط المراجعة كاملة

المرتبة الرابعة: Nocturnal Animals



الفيلم يتحدث عن صاحبة معرض فني سوزان التي لا تشعر بالسعادة حتى في يوم افتتاح معرضها وتستقبل بعد ذلك رواية مهداة باسمها من زوجها السابق إدوارد بعد 20 عامًا. وعندما تنغمس في القراءة عن الرواية فتجد أنها عن قصة عنيفة وحزينة تحتوي على الكثير من الرموز والرسائل الموجهة والتي تستعرض حياتهما السابقة معًا وردة فعله تجاهها. رابط المراجعة كاملة

المرتبة الثالثة: Captain Fantastic


قليلة هي الأفلام التي تحمل بصمة ورسالة فلسفية عن الحياة بغض النظر عن مدى صحتها وصوابها. فيلمنا على الرغم من انطلاقه في صالات السينما منذ أواخر شهر يوليو ومع ركب أفلام الصيف الضخمة وعلى الرغم من ما يحمله الفيلم من مضمون وأداء تمثيل قوي من طاقمه إلا أنه لم يلقى ذلك الصدى الواسع والذي يستحقه إلا عندما ابتدأ موسم الجوائز والمهرجانات.
رابط المراجعة كاملة

المرتبة الثانية: Hacksaw Ridge


قصة الفيلم الحقيقية تدور حول الشاب الأمريكي ديسموند دوس الذي قرر الالتحاق بالجيش الأمريكي كمسعف ومعالج طبي حتى يخدم وطنه ولكنه يرفض في نفس الوقت أن يرفع السلاح في وجه أيًا كان ويقتل وبل حتى يدافع عن نفسه بيده أحيانًا على الرغم من ضراوة الحرب. رابط المراجعة كاملة

المرتبة الأولى: La La Land


الفيلم الذي أثار نقاش كبير ليس فقط لمن أحبه وإنما حتى لمن رأى أنه فيلم مضخم وجاء في سنة ضعيفة سينمائيًا ولذلك استطاع أن يحصل على هذه الهالة الكبيرة. ومما ساهم في هذا الجدل هو كميات الجوائز التي انهالت عليه، فحقق رقم قياسي في جوائز الجولدن جلوب بفوزه لجميع الجوائز السبعة التي ترشح لها وحقق الرقم القياسي في عدد ترشيحات الأوسكار والذي يتشارك فيه فقط مع أفلام Titanic و All About Eve على مدار التاريخ. على الصعيد الشخصي بقي الفيلم بالنسبة لي هوو الأفضل لعام 2016 حتى مع رؤيتي لأبرز أفلام الجوائز والمهرجانات الأخرى وغيرها  محاولًا أن أجد لنفسي فيلم يرتقي فوقه. رابط المراجعة كاملة. 

الخميس، 16 فبراير 2017

لمحات من سينما هولييود 2016


انطوت صفحة عام 2016 ولعل مآسيها من حروب وتفجيرات ولاجئين وأمراض جديدة وهبوط في الاقتصاد العالمي طغت عليها ولكن يبقى أقلها على الصعيد الشخصي ذلك النور المشع القادم من داخل صالة معتمة بمثابة التجديد والانتشال من حالة الواقع لبضع ساعات ليبث حالة من الفرح والبهجة والمتعة بما يسطره الكاتب والمخرج والممثلين والمصور والموسيقي على شاشات السينما. عام 2016 كان يعتبر أقل إثراء وقوة على شاشات السينما غابت فيه قصص وسيناريوهات مميزة. وحتى على الصعيد النوعي فخلى من أفلام الفضاء الرائعة التي اعتدنا عليها الثلاث سنوات الماضية بدأً من Gravity عام 2013 و Interstellar عام 2014 و The Martian عام 2015. عام خلى من فيلم حركة مبتكر مثل فيلم Mad Max العام الماضي بعيدًا عن أفلام الأبطال الخارقين. والشيء بالشيء يذكر فعام 2016 كان هناك زخم بأفلام الأبطال الخارقين لم يشهده العام الذي قبله 2015 وخاصة أن شركة DC Comics دخلت بفيلمين ثقيلين بغض النظر عن مستواهما وهما Batman v Superman و Suicide Squad وشركة فوكس التي تملك حقوق بعض شخصيات مارفل افتتحت العام بنجاح ساحق لأول أفلام الأبطال الخارقين الجديدة وهو Deadpool وأصدرت الجزء الثالث من سلسلة X-Men. أما شركة ديزني لابد أن يكون لها بصمتها بما أنها تملك الحصة الأكبر من شخصيات عالم مارفل فعادت بقوة بالجزء الثالث من سلسلة أفلام Captain America وأنتجت فيلم لشخصية جديدة من عالمها وهي Doctor Strange. وكعادة حضور أفلام الخارقين كل عام  منذ عقدٍ تقريبًا، فأفلام الرسوم المتحركة كذلك كانت حاضرة بوفرة وديزني المتصدرة أيضًا بأفلامها Zootopia, Moana والجزء الثاني من فيلمها الشهيرFinding Dory. وديزني هي أكثر شركة مهيمنة بأرباح وإيرادات أفلامها عامي 2015 و2016 نتيجة صفقاتها التي عقدتها منذ سنوات بشرائها لحقوق شخصيات مارفل وسلسلة Star Wars. وأيضًا ابتكرت خط جديد منذ سنوات وهو إعادة إنتاج أفلام الأنيميشن الكلاسيكية لها على شكل Live Action وقد نجحت في إنتاجها الجديد هذا العام لفيلم The Jungle Book. ولأن السينما لا تنفصل عن الواقع  كليًا ومع صعود حركة Black Lives Matter  في أمريكا، فإن الأفلام التي تدور أحداثها أو حقبتها عن التمييز العنصري بين البيض والسود اندفعت للواجهة مثل Fences, Loving  و Hidden Figures وقد مكنتهم من حجز مقاعد عديدة في ترشيحات الأوسكار هذا العام مع فيلمMoonlight  وخاصة بعد الجدل الكبير الذي دار العام الماضي عن تجاهل الأكاديمية لأصحاب البشرة السوداء.

أجزاء ثانية وفيلم سيء


شهد عام 2016 جزء ثاني من عدة أفلام كان متوقع لها نجاح مماثل للجزء الأول على شباك التذاكر ولكن  أدائها كان أقل وهي The Huntsman: Winter’s War، Alice Through the Looking Glass، Independence Day: Resurgence، London Has Fallen. وينضم لهم توم كروز الذي عاد بجزء ثاني من فيلم Jack Reacher وهذه المرة مع المخرج إدوارد زويك الذي قدم معه رائعة The Last Samurai. ولا أعلم لماذا عاد بعد إخفاق الفيلم الأول الذي كان عادي جدًا للغاية على جميع النواحي ولا يضيف الجديد لتوم كروز على صعيد أفلام الحركة الذي يعد أبرز نجومها وصاحب واحد من أفضل السلاسل لها Mission Impossible والذي كان آخر أجزائها ممتاز عام 2015. فيلم Now You See Me 2 كان فيلم ترفيهي لا بأس به ولكنه فقد لبريق الجزء الأول المميز. صانعي الجزء الثاني قاموا بعمل الفيلم على مبدأ أنه هذه المرة لابد أن تكون الخدع أكبر وأكثر تعقيدًا ولكن النتيجة أن بعض الحيل لم أستسيغها وأصبحت أشاهد الفيلم بمبدأ أن كل مشهد لابد يحتوي على Twist للأحداث. ومع محاولة اختياراتي الدقيقة وانتقائي للأفلام التي أريد أن أشاهدها من العام إلا أني لم أفلت من مشاهدة فيلم سيء على نهايته وهو فيلم The Assassin’s Creed. فبعيدًا عن أني لم أخوض اللعبة وكتقييم للفيلم مستقل، الفيلم كان بمثابة الفشل والملل على جميع النواحي ويثبت أيضَا كما هو الغالب أن تحويل لعبة إلى فيلم سينمائي تجربة غير ناجحة. 

حضور في أكثر من عمل ومخرجون عائدون


شهد هذا العام حضور لأكثر من نجم كبير في أكثر من عمل سينمائي ولعل أبرزهم توم هانكس الذي استفتح عامه بأضعف الأفلام التي قد تكون في مسيرته وهو Hologram for the King الذي لم يشهد أداء ولا قصة وكأن بتوم هانكس قرر أن يقوم بهذا الفيلم لوقت فراغ بسيط في جدوله وفيلم آخر Inferno وهو الفيلم الثالث من سلسلة روايات دان براون والمخرج رون هاورد لمغامرات المحقق روبرت لانجدون وقد أثبت لي هذا الجزء تمامًا صحة وجهة نظري وهو عن ضعف عملية تحويل روايات دان براون لفيلم سينمائي يحتفظ بثراء الرواية التي تحتوي على زخم وكمية من المعلومات التاريخية والدينية الموجودة بها التي لم يستطع نص سينمائي احتوائها بشكل ممتاز. وبينهما كان فيلم توم هانكس الأبرز وأحد أفضل أفلام العام Sully. دينزيل واشنطن أيضًا ظهر في فيلمين أولهما The Magnificent Seven والذي كان منتظرًا لأنه إعادة للكلاسيكية الشهيرة The Seven Samurai وفضلًا عن أنه يجمع التعاون الثالث بين دينزيل والمخرج أنطوان فواكي ويوحدهما للمرة الثانية بالممثل إيثان هوك بعد فيلمهم الشهير The Training Day. ولكن الفيلم جاء مخيب بالنسبة لي من حيث الشخوص ودوافعهم في الفيلم لخوض غمار حرب ضد جيش من القتلة لإنقاذ قرية صغيرة بسكانها، فلم أشعر بحماسهم واندفاعهم وبل حتى التعاطف معهم. وأداء دينزيل والإخراج كان عادي جدًا ولكنه عوض إخفاقه بأداء رائع في فيلم Fences والذي عاد فيه لكرسي الإخراج للمرة الثالثة في تاريخه. ماثيو ماكونيهي الذي يحاول يتحسس طريقه واختياراته بدقة منذ حصوله على الأوسكار. فقد مر فيلمه Sea of Trees مع المخرج جاس فان سات مرور الكرام، بينما فيلمه الثاني The Free State of Jones كان جيدًا ويبقى ظهوره الثالث المنتظر والذي لم أشاهده إلى الآن في فيلم Gold. بن أفليك كان البصمة الأبرز في الفيلم الذي لم يكن على نفس قدر التوقعات Batman v Superman وكما أنه قدم أداء وفيلم جيد وهو The Accountant وعاد لكرسي الإخراج في فيلمه منتظر Live By Night بعد أن توج بالأوسكار عن آخر فيلم أخرجه Argo. آمي آدمز لعلها أبرز نجمة ظهورًا في 2016، بالإضافة لظهورها في فيلم Batman v Superman، فظهرت في فيلمين حصلا على الثناء النقدي بما في ذلك أدائها وهما The Arrival و The Nocturnal Animals. نجومٌ آخرين كذلك مثل نتالي بورتمان، جورج كلوني، ريان جوسلينج، مايكل فاسبندر، جينيفر لورانس، ويل سميث، روبي مارجيت، مارك ويلبيرج وكريس برات كان لهم أكثر من حضور عام 2016.

العام الحالي شهد عودة مخرجين لم يقدموا عملًا لأكثر من عام والبعض سوف أتحدث عن فيلمه لاحقًا بشكل مستفيض ولكن أبرزهم كان الأخوين كوين، جودي فوستر، بول جرينجراس، كلينت إيستوود، أوليفر ستون، ميل جيبسون، توم فورد، داميان تشيزال، مارتن سكورسيزي، بن أفليك وأخيرًا آنج لي. وهناك مخرجين عادوا للسنة الثانية على التوالي لتقديم أعمالهم وعلى رأسهم ستيفن سبيلبيرج الذي لم يلقى فيلمه الثناء النقدي المعتاد وهو فيلم BFG بينما روبرت زيميكس قدم فيلماً جيدًا للعام الثاني على التوالي وهوAllied  بعد فيلمهThe Walk  العام الماضي. وودي آلن كان حاضرًا كعادة كل عام تقريبًا ولكن فيلمه مر مرور الكرام وهو The Cafe Society.

خيبات ومفاجآت


أختم مقالي المطول بأبرز خيبتين بالنسبة لي لعام 2016 وهي أن فيلم Batman v Superman لم يكن على مستوى التوقعات كفيلم منتظر يجمع أبرز شخصيتين في عالم الكوميكس. والمخرج آنج لي صاحب الرائعة الفلسفية عام 2013 وأحد أفضل أفلام العقد الحالي Life of Pi وحصل من خلاله على جائزة أفضل مخرج مستحقة من وجهة نظري. لم يشعر أحد بوجوده هذا العام عندما عاد بفيلم Billy Lynn's Long Halftime Walk  الذي كان عن تبعات حرب العراق لأحد الجنود العائدين منها وبل حتى أني نسيت أنه أصدر الفيلم بعد أن وضعته لقائمة عام 2016 للأفلام المنتظرة.

في المقابل فإن أبرز وأجمل مفاجأتين كانت عودة ميل جيبسون للإخراج بعد 10 سنوات بواحد من أروع أفلام العام Hacksaw Ridge. واختتمت العام بعودة رائعة للأفلام الموسيقية من خلال فيلم La La Land ليثبت لي كما ذكرت في البداية أن السينما قادرة ولو عن طرق فيلم واحد أن تضخ كمية كبيرة من البهجة بعد الخروج منها.


الاثنين، 13 فبراير 2017

Nocturnal Animals


بطاقة الفيلم:

النوع: دراما، إثارة وغموض
إخراج: Tom Ford
كتابة: Tom Ford 
الطاقم التمثيلي:  Amy Adams, Jake Gyllenhaal, Aeron Taylor Johnson, Michael Shannon   
مدة الفيلم: 116 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 9 ديسمبر 2016
ميزانية الإنتاج: 22.5 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 10,639,114$

الإعلان الدعائي

هناك من الإعلانات الدعائية للأفلام ما إن أشاهدها تأسرني وأعيد مشاهدتها أكثر من مرة حتى موعد مشاهدة الفيلم والسبب يكون في ذلك هو الموسيقى المصاحبة لها وحدث لي هذا عام 2016 مع إعلانات أفلام Live by Night, Silence وفيلمنا Nocturnal Animals. ولكن بالتأكيد هناك سببين رئيسية أخرى دفعنتي لمشاهدة الفيلم وهي طاقمه التمثيلي ومخرجه الصاعد.

الفيلم يتحدث عن صاحبة معرض فني سوزان التي لا تشعر بالسعادة حتى في يوم افتتاح معرضها وتستقبل بعد ذلك رواية مهداة باسمها من زوجها السابق إدوارد بعد 20 عامًا. وعندما تنغمس في القراءة عن الرواية فتجد أنها عن قصة عنيفة وحزينة تحتوي على الكثير من الرموز والرسائل الموجهة والتي تستعرض حياتهما السابقة معًا وردة فعله تجاهها. الكاتب توم فورد يصنع نص درامي فيه خليط ممتاز من الإثارة والجانب النفسي والسوداوية. ويستعرض بذكاء إسقاطات الرواية على حياة الزوجين السابقين في فيلم مثير للجدل من أول مشهد لآخره ويدعو المشاهد للتركيز الشديد متنقلًا بين قراءة سوزان في الحاضر لها والعودة لعلاقتها مع إدوارد في الماضي. كما أن الشخصيات مكتوبة بشكل ممتاز، فنجد أن سوزان وإدوارد يشتركان في أن كلاهما لهما ميول إبداعية يريدان شق الطريق إليها ولكن على الجانب الآخر وعلى الرغم من حبهما فإن سوزان ترى في إدوارد الضعف ولا تؤمن بموهبته ويرى إدوارد أن واقعيتها لا تناسب ميولها الإبداعية. مشهد مطاردة السيارتين التي يتم استعراضها في الرواية وما تلته من أحداث كان مشهد يحبس الأنفاس بالنسبة لي نتيجة الحوار الدائر بين شخوصه وعدم القدرة على التكهن بردات فعلهم وكيف سينتهي المشهد. أداء الطاقم التمثيلي كان ممتاز في العمل للغاية. إيمي آدمز أحد أبرز نجوم العام بأفلامها وأدوارها المختلفة وعلى الرغم من أن دورها أقل مساحة وحوار مقارنة بفيلم Arrival إلا أن تعابير وجهها كانت حاضرة للحالة الشعورية لها. جاك جيلنهال الذي أصبح من الممثلين القلائل منذ سنوات يختار أدواره بعناية ويبدع في أدائها وهنا لا يبتعد عن نهجه فكان صاحب الأداء الأفضل بالنسبة لي مجسدًا شخصية الضعف وقلة الحيلة والشعور بالذنب والرغبة في الانتقام والتحول الذي صاحب شخصيته من بداية الفيلم لنهايته. وكم كنت أتمنى أن يكون هناك مرشح سادس لأوسكار أفضل ممثل. وثاني أفضل أداء في الفيلم كان نصيب آرون تايلور جونسون في دور شخصية لا أستطيع إلا أن أصفها بالعامية بلطجية ومتسلطة وكنت أفضل ترشيحه لأوسكار أفضل ممثل مساعد بدلًا من مايكل شانون في نفس الفيلم على الرغم من تقديري لأداء الأخير.

توم فورد مصمم الأزياء العالمي الشهير في ثاني تجربة إخراجية ونصية بعد فيلمه الجيد الذي أصدره عام 2009 A Single Man ليثبت أنه مخرج صاعد منتظرة أعماله القادمة. الفيلم كان يستحق من وجهة نظري ترشيح أكثر من مجرد جائزة أفضل ممثل مساعد وإنما أيضًا أفضل فيلم، أفضل نص أصلي، أفضل تصوير سينمائي وموسيقى تصويرية التي هي من أفضل ما سمعت في أعمال 2016.

الخميس، 9 فبراير 2017

Silence

بطاقة الفيلم:

النوع: دراما
إخراج: Martin Scorsese
كتابة: Martin Scorsese and Jay Cocks 
الطاقم التمثيلي:  Andrew Garfield, Adam Driver and Liam Nesson   
مدة الفيلم: 161 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 13 يناير 2017
ميزانية الإنتاج: 46 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 7,036,885$
الإعلان الدعائي

                                                       

وأخيرًا عاد المخرج الكبير مارتن سكورسيزي بعد غياب ثلاث سنوات عن آخر أعماله الرائعة The Wolf of Wall Street. هذه المرة سكورسيزي يعود بالفيلم الذي لطالما أراد صناعته منذ عشرين عامًا عن الرواية التي تأثر بها وهي Silence ولكن المشروع تعرض لمشاكل إنتاجية عديدة وارتباط سكورسيزي بمشاريع أخرى عطلت قيامه بإخراج الفيلم. سكورسيزي يخرج هذه المرة من عباءة أفلام العصابات التي اشتهر بها والسيرالذاتية ليعود مرة أخرى لصناعة فيلم عن الجانب الإيماني والديني وقد كان له تجربة سابقة عن فيلم The Last Temptation of Christ.

الفيلم يحكي عن قصة كاهنين رودريجز وجاربو يتخذا القرار للسفر إلى اليابان من أجل البحث وإنقاذ مرشدهم الديني فريرا وينشرا الكاثوليكية في ظل الاضطهاد الديني الذي تمارسه حكومة اليابان ضد معتنقي هذا الدين. أحد الأمور الجيدة هو أن سكورسيزي لا يستدعي الكثير من المقدمات ويبدأ فيلمه مباشرة باستعراض الجانب الوحشي من هذا الاضطهاد في مشاهد متفرقة وفي نفس الوقت لا تحتاج شخصيتيه الرئيسية صياغة معقدة لدفعهم للقيام بمهمة شبه انتحارية وهي أنهم يحطوا الرحال في اليابان والمخاطر المحفوفة بها بداية من اضطرارهم للتخفي عن الأعين ويدعوا لدينهم بشكل سري وفي نفس الوقت عدم تعريض أتباعهم للهلاك أيضًا نتيجة اعتناقهم لهذا الدين. وعلى الجانب الآخر فإنهم يبحثوا ولو عن خيط بسيط يدلهم على حال ومكان مرشدهم.  تتعقد الأمور لاحقًا عندما تشتد المراقبة والاضطهاد على سكان القرية نتيجة الشك بوجود الكاهنين مما يضطر رودريجز وجاربو للتفرق عن بعضهما لتشتيت الانتباه ويبدأ الفيلم التركيز على رودريجز وحده ورحلة الاضطهاد والعذاب النفسي الذي يواجهه نتيجة الرغبة في إجباره شخصيًا على الارتداد عن دينه علنًا ومرحلة الهبوط والصعود الإيماني والترنح ما بين الشك واليقين. شخصية الفيلم والأحداث التي تمر بها تجعلها تطرح على لسانها الكثير من الأسئلة الإيمانية والوجودية قد تمر على الكثير وقت المحن والمهالك بغض النظر عن الديانة ويصحب معها الكثير من الحوارات القوية. وكثير هي الأفلام التي تستعرض العنصرية العرقية ولكل القليل ما يتحدث عن العنصرية والاضطهاد الديني الذي بدأ منذ أزل التاريخ.

اختيار سكورسيزي للثلاثي الرئيسي في طاقم عمله كان موفق وعلى رأسهم أندرو جارفيلد (رودريجز) الذي اعتبره بأدائه في هذا الفيلم وفيلم ميل جيبسون Hacksaw Ridge نجم العام وكان لابد أن يستحق الترشيح للأوسكار عن مجهوده وقد حصل عليه عن دوره في الفيلم الثاني. لاشك أن المصادفة لعبت دورًا كبيرًا وممتازً في المفارقة التالية وهي أن كلا دوري أندرو جارفيلد مرتبطة ومستندة على شخصية ذات عمق ديني وتجربة إيمانية. وفي كلاهما استطاع أندرو أن يجسد تقلب في مشاعر هذه الشخصية نتيجة تمسكها بمبادئها وما تؤمن به مقابل ما تلقاه من نكيل. لاشك أن أندرو جارفيلد إن استمر على هذا النهج في اختياراته الموفقة وأداءه الممتاز فسوف يصبح من أبرز الممثلين على الساحة.

أما الممثل الآخر فهو آدم درايفر الذي لعب دورًا ممتاز في هذا الفيلم واختلافه مع شخصية رودريجز في كونها أكثر حذرًا وأقل اندفاعًا ومرونة نحو الأمور. والأداء الأخير هو من نصيب الممثل ليام نيسون (فريرا) والذي اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة في أفلام الحركة ومن أبرزها سلسلة Taken. ولكن ظهوره القليل في الفيلم كان ممتاز على صعيد مضمون الدور وتفاعله مع شخصية رودريجز والحوارات التي بينهما. الفيلم كان مستغرب بالنسبة لي عدم ترشحه في الجوائز الكبرى وبالأخص الأوسكار الذي أرى أنه يستحق فيه ترشيح أفضل فيلم ونص مقتبس عن أفلام أخرى موجودة ولكنه نال ترشيح وحيد عن التصوير السينمائي. وكان التكريم الأبرز للفيلم هو اختيار American Film Institute الشهيرة كأحد أفضل أفلام العام.


الخميس، 2 فبراير 2017

Manchester by the Sea

بطاقة الفيلم:

النوع: دراما
إخراج: Kenneth Lonergan
كتابة: Kenneth Lonergan
الطاقم التمثيلي:  Casey Affleck, Michelle Williams, Kyle Chandler, Lucas Hedges   
مدة الفيلم: 137 دقيقة
تاريخ الإطلاق: 16 ديسمبر 2016
ميزانية الإنتاج: 8.5 مليون دولار
أرباح شباك التذاكر الأمريكي: 47,614,786.00$
الإعلان الدعائي


لعل أحد أبرز عناوين العام هو أن شركة أمازون الشهيرة تصبح أول شركة خدمة بث يترشح فيلم من إنتاجها لجائزة الأوسكار. الفيلم عن قصة لي تشاندلر الذي يجد نفسه الوصي على ابن أخيه المراهق باتريك بعد وفاة أبيه في حين أنه شخصيًا يعاني من ظروف نفسية سيئة.

فيلمنا هو فيلم عميق في مضمونه وبسيط في طرحه ويتسم بالواقعية في أحداثه. فهو يتعامل مع حالة الفقدان التي تمر بها شخصيات الفيلم وما نتج عنها من مشاعر وردات فعل وقرارات بشكل واقعي ومؤثر بعيد عن التكلف. نبدأ الفيلم مع شخصية لي الذي يعمل في صيانة المنازل ومن ثم ننتقل معه إلى مدينة Manchester by the Sea حيث تلقى خبر وفاة أخيه ومن ثم الإجراءات الطبيعية من الدفن والميراث والوصية وبقاءه بجانب باتريك وفي هذه الأثناء نطرح على أنفسنا العديد من الأسئلة حول شخصية لي الكئيبة، قليلة الكلام وذات التعابير الباردة وغير واضحة المعالم ولحظة الغضب الممزوجة بالعنف وشكوى عملاؤه من طريقة تعامله معهم. وهذه هي أحد أبرز نقاط الفيلم من أنه يجعلك تطرح العديد من الأسئلة حول سمات هذه الشخصية وبطريقة سرد السيناريو يجيب عليها تدريجيًا عن طرق مشاهد الفلاش باك حتى تكتمل الصورة عنه بنهاية الساعة الأولى من الفيلم. ليبدأ الجزء الثاني في حالة الصراع مع باتريك وخيارات كل منهما تجاه حالة الفقدان والحياة التي يريد أن يعيشها لاحقًا. فباتريك يريد أن يبقى يعيش في نفس المدينة بين أصدقائه ومدرسته ورياضته وفرقته الموسيقية ويحتفظ بقارب أبيه، بينما لي يجد نفسه في البدأ ليست لديه الرغبة في أن يكون وصيًا عليه ومن ثم يريد أن يأخذه ويعيشا سويًا في المدينة التي يعمل بها. ولا أنكر أنه من الأفلام التي قد لا يستمتع بها كل شخص نتيجة إيقاعه ودراميته الواقعية.

النقطة البارزة الأخرى في الفيلم هو أداء الطاقم التمثيلي كايل تشاندلر وميشيل ويليامز التي ترشحت عن دورها كأفضل ممثلة مساعدة، لوكاس هيدجيز في دور باتريك والذي نال عنه ترشيح مستحق كأفضل ممثل مساعد. ولكن الحديث الأبرز يقع على عاتق الممثل كيسي أفليك والذي جسد شخصية لي. فهو ليست له لحظات انفجار كبيرة عديدة ولكن يستفزك ويجعلك تتساءل لماذا هو بارد هكذا حتى يبدأ الكشف عن غطاء مشاعره وحالته النفسية شيئًا فشيئًا حتى تفهم ما يمر به وأخيرًا تتعاطف مع حالة انكساره. كيسي أفليك يعطي درس في بساطة الأداء وقوة التأثير في نفس الوقت مجسدًا المعاناة التي يمر بها وكمية الألم الداخلي الذي يستهلكه وخير دليل على ذلك هو مشهد التحقيق معه في قسم الشرطة والذي شخصيًا اعتبره من أفضل مشاهد العام الماضي ممزوجة بموسيقى أوركسترا غاية في الروعة. أداء غير مستغرب أن حصل من خلاله على الأوسكار هذا العام في سنة كانت أقوى فئة تنافس بها هي أفضل ممثل رئيسي. الفيلم من كتابة وإخراج كينيث لونيرجان والمعروف ككاتب مسرحي وسبق أن ترشح للأوسكار أيضًا مرتين عن نص فيلمي You Can Count on Me عام 2000 وفيلم سكورسيزي الشهير Gangs of New York عام 2003. ولا أحتاج أتحدث عن جودة نصه في هذا الفيلم مع النقاط التي ذكرتها في السابق وعنايته بالتفاصيل ولكنه في ثالث تجربة إخراجية يقدم صورة تتسم بالصفاء والهدوء مع العديد من مشاهد البحر والسماء والثلوج ومشاهد ممزوجة بمقطوعات موسيقية كلاسيكية رائعة. الجدير بالذكر أن الفيلم كان من المفترض أن يكون من إخراج وتمثيل مات دامون ولكن نتيجة ازدحام جدول أعماله، اكتفى بدور المنتج وتنازل عن ذلك لصديق الطفولة كيسي أفليك وصديقه الآخر كينيث لونيرجان.