بجانب روايتي قواعد العشق الأربعون وموت صغير تشكل رواية عزازيل ثالث رواية أقرأها خلال سنة فيما أستطيع أن أصفه بشكل عام روايات لشخصيات في رحلة واسعة النطاق على الصعيد الجغرافي وعلى الصعيد الزماني والأهم على صعيد الذات والنفس وتقلباتها فأبطالها في رحلة حتى يصلوا إلى ما يصبوا إليه من أهداف ويرنوا إليه من مكانة ولكن هذه الرحلة يختلجها الرغبة في الحصول على السلام مع الأفكار والإيمان والمعتقد والهروب من الماضي وذكرياته المؤلمة وعدم انعكاسها على الحاضر وخياراته وقراراته وفي الحصول على علاقات تسمو بالنفس تصل في بعضها لمرحلة العشق الذي ينتقل بالشخصية إلى كبح هموم الدنيا وأحزانها والتخلي عنها بين أحضان من تحب.
رواية عزازيل أوفت بهذا الجانب وقدمته بلغة قوية ووصف للمشاعر والمآسي ما يحرك نفسك بما في ذلك من ابتهالات جميلة. هي تحكي عن هيبا الذي يخرج من موطنه راغبا أن يبلغ مرتبة عليا من الرهبانية ويدرس الطب على أنه يصطدم بما يضجر نفسه ويهز إيمانه ويحير مسلكه ويضرم النار في صدره.
الرواية قد تكون مفتاح معرفي بسيط في قالب أدبي على تاريخ المسيحية ومفرداتها والنزاع بين كنائسها في الإسكندرية والقسطنطينية ومعتقد التوحيد والثالوث لديهم.
الرواية تمتاز وأقلها في نصفها الأول بعدم الالتزام بخط زمني مستقيم وقد تكون ثقيلة قراءتها في البداية ولكن ما تلبث أحداثها تصبح أكثر جذبا بما في ذلك حواراتها العميقة عندما يلتقي هيبا بنسطور.
في
مثل هذه الروايات اما أن تكون راكب متحد مع رحلة البطل أو تتخلى عنها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق