الأربعاء، 6 يوليو 2022

عزازيل

 

بجانب روايتي قواعد العشق الأربعون وموت صغير تشكل رواية عزازيل ثالث رواية أقرأها خلال سنة فيما أستطيع أن أصفه بشكل عام روايات لشخصيات في رحلة واسعة النطاق على الصعيد الجغرافي وعلى الصعيد الزماني والأهم على صعيد الذات والنفس وتقلباتها فأبطالها في رحلة حتى يصلوا إلى ما يصبوا إليه من أهداف ويرنوا إليه من مكانة ولكن هذه الرحلة يختلجها الرغبة في الحصول على السلام مع الأفكار والإيمان والمعتقد والهروب من الماضي وذكرياته المؤلمة وعدم انعكاسها على الحاضر وخياراته وقراراته وفي الحصول على علاقات تسمو بالنفس تصل في بعضها لمرحلة العشق الذي ينتقل بالشخصية إلى كبح هموم الدنيا وأحزانها والتخلي عنها بين أحضان من تحب.

رواية عزازيل أوفت بهذا الجانب وقدمته بلغة قوية ووصف للمشاعر والمآسي ما يحرك نفسك بما في ذلك من ابتهالات جميلة. هي تحكي عن هيبا الذي يخرج من موطنه راغبا أن يبلغ مرتبة عليا من الرهبانية ويدرس الطب على أنه يصطدم بما يضجر نفسه ويهز إيمانه ويحير مسلكه ويضرم النار في صدره.

الرواية قد تكون مفتاح معرفي بسيط في قالب أدبي على تاريخ المسيحية ومفرداتها والنزاع بين كنائسها في الإسكندرية والقسطنطينية ومعتقد التوحيد والثالوث لديهم.

الرواية تمتاز وأقلها في نصفها الأول بعدم الالتزام بخط زمني مستقيم وقد تكون ثقيلة قراءتها في البداية ولكن ما تلبث أحداثها تصبح أكثر جذبا بما في ذلك حواراتها العميقة عندما يلتقي هيبا بنسطور. 

في مثل هذه الروايات اما أن تكون راكب متحد مع رحلة البطل أو تتخلى عنها.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق