في الحقيقة أن السبب والدافع من قراءتي للرواية هو ما حصلت عليه من آراء أنها قريبة من أجواء رواية قواعد العشق الأربعون الشهيرة والتي أحببتها بشدة فكلا الروايتين عن عالم التصوف وشخصية متصوفة تاريخية شهيرة ورحلتها حتى مماتها. قواعد العشق الأربعون كانت عن جلال الدين الرومي وهذه الرواية عن محي الدين بن العربي. وقد حرصت عن اباعد في المسافة الزمنية لأشهر عديدة لقراءة الروايتين حتى لا يتأثر حكمي على الثانية بالأولى. ولأن الدافع لقراءتها كما ذكرت في الأعلى فإن حكمي عليها تبعا سوف بالمقارنة مع قواعد العشق الأربعون.
قواعد العشق الأربعون كانت تتميز بأنها تجعلك تكترث وتهتم بكل الشخصيات حتى القبيح منها وبل أحياناً تتعلق ببعضها ومصيره وليس فقط بطل الرواية جلال الدين الرومي وخاصة ان الروائي كان حريص على تفاصيل هذه الشخصيات وابعادها والغوص فيها. بينما رواية موت صغير فإني بالفعل لم اكترث الا برحلة ابن العربي ومصير شخصيتين أخرى بشكل أقل.
الأمر الثاني هو قوة الحوارات في رواية قواعد العشق الأربعون ومدى جدليتها أحياناً والكثير من العبارات التي خططت تحتها بالمرسام وهذا ما تفتقده أيضاً رواية موت صغير بالنسبة لي شخصيا.
الأمر الثالث هو استخدام خطان زمنيان في كلا الروايتين. في رواية قواعد العشق الأربعون كانت عبقرية جداً بكل تفاصيلها بينما في رواية موت صغير كانت ليس لها داعي بالنسبة لي ولم تأثر بها وعلى العكس كانت تفصلني من أجواء رحلة ابن العربي لذلك كنت أجدها ثقيلة بعض المرات عند قراءتها على الرغم أنا هذا الخط الزمني كان مجرد فصل نهاية كل باب او (سفر) كما يسميه الروائي.
ولكن رواية موت صغير تمتاز بالقوة في المفردات والعبارات التي تثري لغتك وهذا لا يعيب رواية قواعد العشق الأربعون نظراً لأنها مترجمة فهي رواية تركية في الأصل وكانت الترجمة رغم ذلك لا تخل بشيء من متعتها.
أخيراً
يبقى قراءة رواية موت صغير ممتعة وخاصة في نصفها الثاني وبالتحديد عندما تصل رحلة
ابن العربي إلى مكة وما بعدها وعلاقته بشخصية نظام. وإلقاء الضوء على شخصية شهيرة
في عالم التصوف ابن العربي بما في ذلك من حقائق أو خيالات كاتب.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق