الأربعاء، 6 يوليو 2022

قواعد العشق الأربعون


رواية قواعد العشق الأربعون التي صدرت عام 2009 كانت أول رواية أقوم بقراءتها منذ سنين بعد توقفي عن قراءة الروايات وهي الأعظم في قراءتي للروايات إلى الآن. قد يبدو للوهلة الأولى من عنوانها بمثابة كليشة عن محتواها الحب في أحداث ومشهديات رومانسية معتادة. ولكن الرواية عبارة عن مزيج عظيم من الفلسفة والتصوف والعشق والدين والله تجمع ما بين الشرق والغرب وخطان زمنيان للأحداث يفصل بينهما 766 عام. فيحكي عن إيلا المرأة التي تشعر بالكآبة والرتابة في حياتها العائلية وصراعاتها فيها فتقع على قراءة رواية تنتقل بها إلى القرن الثالث عشر لتطلعنا على رحلة لقاء جلال الدين الرومي بمرشده الروحي شمس الدين التبريزي في مدينة قونية التركية فيحوله الأخير من مجرد فقيه وخطيب مفوه يشعر بالفراغ الداخلي إلى شاعر وداعية يهيم بالعشق الإلهي. خطان زمنيان للأحداث لا يطغى أحدهما على الآخر ولا يقل في جلب اهتمام القارئ بشخصياته وبالأخص الرئيسية. شخصيات يشغلها الفراغ النفسي والبحث عن السلام الداخلي على الرغم من أن معطيات الحياة لبعضها تبدو في أكمل صورة وقد تكون وصلت لأفضل مكانة. وشخصيات باحثة عن الله والتعايش والتطهير. وشخصيات جمعها العشق ودفعها للتغيير. شخصيات تبقى في الذاكرة ولا تُنسى فضلًا عن الشخصيتين الرئيسية الشهيرة جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، فهناك إيلا ووردة الصحراء وسليمان السكران وحسن المتسول وكيرا وكيا وكل هذا بأسلوب سردي رائع نابع في كل فصل من منظور شخصية محددة لنفس الحدث أو المشهد. الرواية من تأليف الروائية التركية الشهيرة إليف شافاق. أتذكر أني قرأت 300 صفحة من أصل 500 للرواية ولكن في حركة نادرًا ما أقوم بها قررت أن أقوم بقراءة 300 صفحة مرة أخرى قبل أن أستكمل الباقي لأعود أتأمل الحوارات التي قرأتها. والقواعد الأربعون التي أمر عليها وتجعل النفس تفيض بالمعاني وترقق القلوب وتدعو للتأمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق